المَساءُ وديعَةٌ في دَمي

جمال أزراغيد عَلى شاشَةِ التّلْفاز كانَتْ تَرْقُصُ عَلى إيقاعِ شُموعٍ تُغَطّي كَعْكَةَ الميلادِ أُراقِبُها عَنْ كَثَبٍ وَأَنا أُرَيِّضُ مُخَيِّلَتي العَمْياء داعِيًا إِيّاها أَنْ تَمُدَّني بِآخِرِ شَمْعَةٍ أُنيرُ بِها العالَمَ الهائِمَ في السَّوادِ عَلى جَبهَةِ الفُقَراءِ حينَ تُباغِتُ


ألن تضيع في الحلم؟

بيان زيلين وحدة خوفاً من الوحدة، احتفظ فتى قروي بجدجدٍ تحت وسادته. عندما كبر وعملَ في مدينة، اشترى ساعة يدٍ ذات وجه لامع. في صغره كان يغار من العشب فوق الضريح-كان بيتاً للجداجد. الآن هو ميّت منذ ثلاث ساعات؛ ساعته تواصل التكتكة. ■ ■ ■ دخول الحلم تخيّل أنكّ معتلّ قليلاً (في ظهيرة خريفية)


اسمكَ يحمل خيمته على كتفيه ويعبر الحدود

أسامة إسبر كان بياضاً كان أنقى بياضٍ رأيتهُ في حياتي، لم يُحلْني إلى أكفان لم يفتح باب الموتى في ذاكرتي. كان منقّطاً بالضوء في أطرافه. بياض غيمة نَسجَها الجوّ وعلّقها كي تُلْبسها العين لمن تشاء كي يمنح الصحو هدية. تريثتْ عيناي لوهلة قبل أن أديرهما إلى ظهيرةٍ تستعرضُ فضّتها فوق وجه المحي


عود الخيزران

ذكرى لعيبي أنا امرأة تشقُ نهر الأيام والمسرّات والأوجاع فتتطاير موجات الدم والدموع وليالي الأذى والأسى ومثل فلقتيّ نهر يخرجُ الرسول الخائف من جوفي ويعبر… يعبر جريئاً كأنهُ رمح شجاع وأنا في سفّين حرقتي اندفعُ كأنني أعبرُ بين لجّتين لم ألتفتْ إلى الوراء لأرى جيش مخاوفي وخ


المستمع الوحيد

أديب كمال الدين ثلاث في واحدة كلّ يومٍ أكتبُ ثلاثَ قصائد: واحدة عن الموت، والأخرى عن الحُبّ، والثالثة عن القُبْلَة. كم أتمنى لو أنّني أكتبُهنَّ جميعاً في قصيدةٍ واحدة: قصيدةٍ عنوانها الحُبّ، وحرفها الموت، ونقطتها القُبْلَة. أحاول دائماً، أحاول أبداً الأرضُ قَدَري والسّماءُ قضائي. وأنا


شجرٌ نعسان وسماءٌ في حبّة كرز

عاشور الطويبي أسود رغم استرخاءة الكرسي الأصفر، والبيجامة الصفراء. نبيذه ينضح: من العينين، من انحناءة اليد وبقايا الرماد في السيجارة. الليل: هذا الشاسع، مريبٌ في كلّ شيء. ■ ■ ■ شجرتا لوز وشمس شجرتا اللوز المزهرتان تتلصّصان على المرأة تسكب القهوة في فنجان مذهّب. وقفتْ الشمس على ساق عشب


لا تقتفِ أثر الغزالة

حسين بهيّش الطريق كان الطريقُ يَرتجِفُ مثلَ شجرةٍ مَائلة والغابةُ تَطوي نَفسَها مثلَ برقيَّةٍ للباحثين عن شيءٍ يُؤكل كان الدليلُ غيمةً والرِّداءُ قمراً من صوف، والحلمُ توتاً بَريّاً. اشتدَّتِ الرّيحُ الباردة وصارَ حفيفُ الشَّجر مُخيفاً لمحنا قَطرَةَ ضوءٍ من الكوخِ المُطلِّ على النَّهر سما


في بَيْتِ دِمرجيان

نجوان درويش قالَ لي: في بَيْتِ دِمرجيان ههنا أَنتَظِرُ الزِّلزال أَنتَظِرُ جميعَ أَهليَ المَيِّتين أَنتَظِرُ أَبنائي وأُمَّهُم أَنتَظِرُ معهم طِفْلاً هو نَفْسي في بَيْتِ دِمرجيان أَنتَظِرُ نهاية الزّمان. قالَ لي: كُلُّ بَيْتٍ هو بَيْتُ دِمرجيان ولا يهمُّ إن كانَ صاحِبُه غَرناطيّاً أَم


الرُّوسيّ

نبيل منصر بِفكَّين قَويَّين طوَّرَتْهُما الطبيعة، طِوال مَلايين السِّنين بمختبراتها السرّية، هاجمْتَني، في أرضك على بُعد بِضْعة أمتار مِن الشاطئ. أعزلُ أنا أمام طولِك طولِ غوَّاصَةٍ حَربية، لا تَظهرُ منها غير زَعنفة سَوداء على الظهر المرقّط لا أملك في يَدي حَجَراً، ولا رُمحاً بِدائِيّاً


مثل طفلٍ بدأ الحديث للتوّ

حسين بهيّش الرضيع تنبعُ من قلبي وتجري في أوردتي مثل نهرٍ   تغادر نافذتي مثلَ حمامة بلا تلويحة، بلا وداعٍ حتّى تهجرني كأنَّني ثوب عتيق وتعود إليَّ من بعيد كأنَّها ضياءٌ أقولُ انصرفي من حياتي فالبريد متأخّر والدنيا سحابةٌ تعالي أو لا تجيئي ابقي حيثُ أنتِ تُمطرين على أرضي فتت


تسلّق السنجاب شجرة النمر

كريم ناصر إسطبل أحصنة عندما قنصتِ العاصفةُ طائرتنا الورقيّة، شبّتِ الغزلانُ طيّ الظلال بلا أمعاء، شبّتْ في الزوابع، عرفنا السنجابَ الذي تسلّقَ شجرةَ النمر، هيا بنا لنظفر بضوئنا هيّا لنحافظ على جزرٍ من تاريخٍ مضى كرفّ، تاريخ لا يحتملُ الرفوف، هيّا بنا لنقتلع أنيابَ السباع.. أيّ عزاءٍ أن


غُرفتان، إحداهما ألمٌ

نشمي مهنا  (1) غرفةٌ بلا أثاث، وأرضيّتُها باردة تخيَّلتُكِ أكثر من مرّة ممرّضةً تنحنين باللباس الأبيض الشفّاف على تعديل أنبوب "المُغذِّي" لمريضٍ أنتِ أهلُه العافيةُ فيك طافحة والرمَّان في أسعد حالاته والأبيض مُناسِبٌ جدّاً لهذا الموسم بالرابعة والعشرين أنتِ والناضج الأسمر من التين ل


أَركضُ في ذاكرتي ولا أصلُ

عبد الجواد العوفير نعاسٌ عجوزٌ النعاس رجل طاعن بالسن، يعاشر النسيان، ويربي مطرا في غرفته. النعاس الذي يهجم على سائقي الأجرة، حين يحلمون بالبحر وهم يحملون امرأة فاتنة. النعاس الذي يهدهد العشاق، حين يزورهم طائر الفرح. النعاس الذي يتجول في الطرقات، ويزرع البطء في الهواء. النعاس العجوز، ال


أنتِ… والبحر

عادل الحنظل من أعتىٰ؟ وأنا البحّارُ بأهوالِ العشقْ لُجّةُ حبّكِ أم رَوعُ التِرحالْ في ظُلماتِ المَجهولْ لا أعرفُ ما الذعرْ لكنّي لمّا أوصَلَني المدُّ إليكْ مزّقَ مَوجُكِ أشرِعتي فجَنَحتُ بلا دَفّةِ فِكرْ لا يَهدَأُ إعصارُكِ حَولي يُبقيني.. يَسلبُ بوصَلَتي كيفَ سأبحرُ عنكْ يا عاصفةً ي


ستُّونَ عاماً في محطَّتِها * - جميل مفرح

عشرون عاماً يا صديقتَهاوما زالتْ تُنَقِّبُ في دميعن سرِّ نكهتِها..وكافايينُهاما زال يوماً بعد يومٍ يستطيرُ بنايوزِّعُ بعضَ بعضينا لبعضيناويكتبُ مِن خلائطِنا المُخيفةِكلَّ يومٍ قصَّةً كالحُلمِ...،يغتالُ القصائدَقبلَ أنْ نَختارَ منها ما يُرمِّمُ صَحوَنا ويُطيلُ غَفْوَتَناإلى عشرينَ أُخرى.. يا صديقتَها


ربّما اختفيا في الشروق البعيد

عبد الكريم الطبال سؤال أنا في الحُلم أنا في اليقظةْ أسألُ مَن أنا؟ بينَ الاثنين يضحكانْ ربّما لستُ أنا فيهما لذا أنا أضحكُ مثل الصَّامتينْ. ■ ■ ■ جرّة تعشقُ الماءْ والماءُ مثلها يعشقُها ويعشق التي تحملُها في يدها الحسناءْ فتغار الجرَّة وتبكي كلّما رأتْهُما يلتقيان في بُستان


إن لم تَصل قبل الفجر

علي صلاح بلداوي ليلةٌ ملائمةٌ للمجيء إنْ كان لا بدَّ أنْ تجيء فَهذهِ الليلة تبدو مُلائمة. الذينَ سفحوا أرواحَهم على قيرِ البلاد ليصطادوا قِرشًا يُنْبِتُ أنيابَه بقلوبهم في يومٍ أسود عادوا إلى بيوتهم، نائمينَ الآن، ولا يحلمونَ سِوى بقرشٍ يفتَرِسهم في الصَباح. الذين سَلخوا جلُودَهم في مَسلخٍ


أحلامُ القيلولة…

شفيق الإدريسي أَحْلاَمِي، تسقُطُ كأوراق الْخَرِيف مِن مزْهَرِيَّة عُمْرِي هذا الصَّبَّاح… خَرَجَتُ بَاكِرا مِنْ حِضْنَيْ أستفيقُ عَلَى حَفِيف أشرعة العواصف والبحر يَتَأَوَّهُ مِن هَدِير الأمواج يُدغدغ الرِّيح وَجْنَتي تُحاصرني، عَوْرَات نَوَافِذ الدَّرْب فأقفُ، فِي مُنْتَصَف







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي