فكرة رائدة : بيت التلمساني.. تجربة رائدة أمام المبدعين للتفرغ للكتابة بعيدا عن ضغوط الحياة

وكالة أنباء العالم العربي - الأمة برس
2024-02-24

بيت التلمساني (مواقع التواصل)القاهرة -  أتاحت روائية وأكاديمية مصرية بيتها أمام ثلاث كاتبات يخضن للمرة الأولى تجربة التفرغ للكتابة، لتبدأ تجربة رائدة لنظام الإقامة الإبداعية في مصر بالتعاون مع إحدى دور النشر المصرية.

وانطلقت الدورة الأولى للتجربة داخل (بيت التلمساني) الذي أسسته الروائية والأكاديمية المصرية مي التلمساني التي تعمل في أستاذة للأدب والنقد والدراسات الثقافية بجامعة كندية.

وشاركت ثلاث كاتبات مصريات، هن تيسير النجار ومريم وحيد وآية طنطاوي، في الدورة التي انطلقت الأسبوع الماضي، وخضن أول تجربة للإقامة الإبداعية تحت سقف واحد والتفرغ للكتابة لمدة أسبوع كامل.

وتشير مي التلمساني في مقابلة جرت عبر الهاتف مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إلى أن تبنيها للتجربة جاء بفضل تجارب شخصية خاضتها.

وقالت "شاركت في إقامتين أدبيتين قبل عدة أعوام، الأولى في إيطاليا وامتدت لخمسة أسابيع والثانية في فرنسا واستمرت حوالي ثلاثة أشهر".

وتوضح الروائية، الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية في مصر قبل نحو 20 عاما، حجم الفائدة التي نتجت عن خوض التجربتين، وقالت إنه أتيح لها الحصول على مزيد من الوقت والتفرغ للكتابة في عزلة ساعدتها على إحراز تقدم في الأعمال التي كانت تكتبها آنذاك.

ومضت تقول "منذ ذلك الحين وأنا أتمنى استيراد الفكرة لعالمنا العربي ومصر تحديدا، حيث تزداد معاناة المبدعين في ظل ضغوط الحياة وأعباء العمل اليومي".

وأضافت "بعد جائحة كورونا قمت بتجهيز بيت لي في مصر يحمل اسم عائلتي، وهي عائلة التلمساني وثيقة الصلة بعالم الإبداع والفن السينمائي، كما شعرت بأن الفرصة مهيأة لتحقيق أحد أحلامي القديمة".

* التفرغ للكتابة

تروي مي كيف نقلت مكتبتها الشخصية إلى بيتها الواقع في الصحراء، كما انتقلت أيضا مكتبة الروائي الراحل إدوار الخراط إلى البيت نفسه الذي صار مهيأ من وجهة نظرها لاستقبال المبدعين الباحثين عن فرصة التفرغ للكتابة لبعض الوقت.

وتقول إن الدورة الأولى كانت ناجحة، ولذلك قررت فتح الباب لاستقبال مبدعين من العالم، وليس من مصر فقط، وتتوقع أن يستضيف البيت خلال العام المقبل كاتبا أو كاتبة من فرنسا.

وقبل انطلاق الدورة الأولى، أشرفت مي على تجربة تمهيدية من خلال ورشة نظمتها داخل نفس البيت دارت حول الكتابة والموضة، كما نتج عنها كتاب بعنوان (حتى فساتيني) نشر بالشراكة بين بيت التلمساني ودار المرايا في مصر.

ونُظمت الورشة الجديدة بالشراكة مع دار صفصافة التي تولت التقدم للحصول على منحة دعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) لهذا الغرض.

وبحسب مي، فإن الهدف الأول من التجربة أن يعتاد المبدعون على التفرغ للكتابة بعيدا عن مغريات المدينة الكبيرة، إلى جانب تخصيص وقت للكتابة وتبادل الخبرات بين الشركاء في العملية الإبداعية ذاتها.

الروائية والأكاديمية المصرية مي التلمساني صاحبة الفكرة والبيت (مواقع التواصل)

وأوضحت آية طنطاوي، إحدى الكاتبات الثلاث اللاتي شاركن في التجربة، أنها تقدمت للمنحة لتضمن التفرغ لكتابة عمل جديد.
وقالت "كان الإغراء كبيرا لأننا لم نعهد تجربة مماثلة توفر فرصة التفرغ للكتابة أو التفكير فيها".

وعقب انتهاء التجربة، شعرت آية بالامتنان للوقت الطويل الذي توافر لديها، مما أتاح لها فرصة النقاش الجدي حول الكتابة وحياتها الشخصية مع زملاء لها ومع مي التلمساني "التي تمثل مصدرا للثقة بفضل ما لها من خبرات".

ويخطط بيت التلمساني خلال العام الحالي لاستضافة ورش أخرى تضم الأولى ثلاثة كتاب من مصر، أما الثانية فتشمل ثلاثة مشاركين من العالم العربي.

* إيجاد تفاعل
تنوه مي التلمساني إلى أن التجربة تمتد لدعم المبدعين الشباب في عمر يتراوح بين 25 و35 عاما وتشجيعهم على نشر مؤلفاتهم الأولى.
وقالت "هناك مبالغ في منحة الدعم تم تخصيصها لتحقيق هذا الهدف".

وتستهدف مي كذلك إيجاد تفاعل بين المبدعين الحاصلين على منح الإقامة الإبداعية، وبين جمهور الأدب بصفة عامة، من خلال المشاركة في مهرجان القاهرة الأدبي الذي يعاود الانطلاق في أبريل نيسان المقبل.

وتصف مي تجربة الورشة بأنها "تشمل منظومة متكاملة تربط بين عملية الإنتاج الإبداعي، وسبل إتاحته للجمهور"، وقالت إنها تأمل في أن تساهم هذه المنظومة في إنعاش الحياة الأدبية ومدها بروافد وأفكار جديدة.

وأضافت "لدينا أمل كبير في أن ننجح مستقبلا وأن يحصل من نالوا منحة الإقامة على زمالة يقدمها البيت، تماثل تلك التي تقدم في الإقامات الأدبية في الغرب، بحيث يتحولون إلى سفراء داعمين لها في المستقبل بالمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي ينظمها البيت".

وأكدت مي أن مصادر تمويل المنحة واضحة ومعلنة بشفافية منذ أن جرى الإعلان عنها، وأضافت "بيت التلمساني هو بيتي الشخصي أتيحه بالمجان أمام الحاصلين على المنحة لغرض وحيد هو زيادة أعداد المستفيدين من تجربة الإقامة والتفرغ".

وأشارت إلى أن آليات اختيار المتقدمين تم الإعلان عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدم للدورة الأولى 200 كاتب وكاتبة وتمت تصفية المتقدمين عبر عدة مراحل وانتهت إلى اختيار تسعة أسماء من بينهم ثلاثة كتاب من خارج مصر.

وتقول مي "المعيار الأول في الاختيار ارتبط بوجود مشروع لدى المبدع يستلزم تفرغه خلال فترة قصيرة جدا للتقدم في إنجازه".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي