توفيق ناجي

2024-02-14

نبيل ياسين

هو رأى مثل هو الذي رأى.

تعلق بثياب الآلهة لكي يحبها،

ويلبسها الثياب التي خاطها لها.

في السجن تعلم أن يفتح عينيه أكثر،

وينشد تلك الأناشيد الجافة،

التي تتساقط ممزقة بفعل الريح.

كم من الأيام قضيتها وأنت تقرأ في رقم طينية،

كم من الليالي قضيتها وأنت تبحث في تفاصيل ثياب الملوك السومريين والبابليين،

لتعيد تفصيلها من جديد،

سواء في السجن

أو في دكانك الصغير في آخر شارع الكفاح،

قبل أن تجاور سينما النصر، في الطريق إلى مسرح الفن الحديث.

حين ذهبت إلى هناك لم تكن موجودا،

ولم يكن المكان ضاجا بمن تبحث عنهم عيون رجال الأمن.. حتى بائع الشاي المجاور قد اختفى.

كان طريقهم يمر بك.

ظلوا يبحثون عن التفاصيل في التفصيل

أي جيب ستدس فيه قصيدة ممنوعة.

او شريط مسجل مهربا

السجناء القدامي يتقاطرون على دكانك.. فقراء أو شبه معدمين.

لا يملكون سوى ذكريات السجون.

يرتشفون الشاي ويتبادلون آخر الأخبار،

ثم يمضون فرادى أو جماعات.

بينما عيون المخبرين ترصد أحلامهم وذكرياتهم

بعد أن يتركوا الشعر وقصائد الشعراء على الكراسي ومنضدة التفصيل.

أيها الخياط الذي يأوي الشعراء والقصاصون المعارضون إليه .

بينما يقتحم الدكان، بين وقت وآخر، مخبر بهيئة شاعر، سيكون مناضلا بعد أن تنتهي مهمته الخبرية، ويتحول إلى مهرج لسلطان جديد.

أما أنت يا توفيق ناجي

فستظل تفصل ثيابا لانكيدو بعد أن يغادر البرية،

ويدخل إلى أوروك .

كم حاولت أن تقص 8 شباط من التاريخ،

وأنت تقص قماش الجاكيت

كنت قطعة من الطين،

كنت حزمة من الأعشاب،

كنت خيطا من نسيج الآلهة .

كيف تسقط ميتا في الشارع،

بعد أن خرجت من دهليز الأمن العامة؟

المخبر بهيئة شاعر أسرع مبتهجا ليفرغ سمه في قلبك.

وهو الآن يقرأ قصيدته في مجمع القتلة

وعلى منبر السفلة

1994 ـ 2024

شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي