
هارون الصبيحي* 1- نضوج بعد أن تجاوزت الأربعين تغيرت نظرتها للحياة في الشتاء ترى الأشجار شموعاً فوق كعكة الأرض يشعلها البرق تنفخ الآهات من فمها وتطفئها يدها على مقبض السيف وفوقها يد الحبيب يقطعان الكعكة ويقترب كل جياع العالم.. 2- كرة قدم مدرجات الملعب مكتظة بالجمهور
قاسم حداد 1 هل سيعرف الكاتبُ كيف يكتب؟ من تجربتي، سوف أشكّ في هذا. فالحق أن فعل الكتابة، بالنسبة لي على الأقل، يأتي على غير مثال في كل مرة. وكلما جاءت الكتابة اكتشفتُ لها طريقة جديدة، طريقة ليست مختلفة فحسب، بل ربما تكون نقيض المرة السابقة لها. وفي هذا شكلٌ من أشكال ابتكار الأسلوب. وعند الكاتب،
صادق الطريحي* كتبتُ هذه القصّة في صباح موصليّ حزين، في يونيو/حزيران، في بيتٍ شريف النّسب، متين البناء، صوّتَ صاحبه مع بنيه الثلاثة عام 1925 أن يبقَوا مع دولة العراق المدنية، ويمكن للقارئ الآن أنْ يلاحظ البيت بخصائصه الإنشائية المحليّة، في زقاق عريض، نظيف، مازال يفضي إلى الجانب الأيمن من دجل
جميلة زنير* إنها امرأة مغايرة، لا كبقية النساء. أثوابها فاخرة، منتقاة بعناية وقد تعددت ألوانها واختلفت تصاميمها، وشعرها مصفف بذوق رفيع على الدوام، وهي تنشر المرح حواليها سعيدة بزوجها المحب وأطفالها الأصحاء الناجحين في حياتهم. حتى إذا اصطدم سمعها بخبر الموت انقلبت معالم الهدوء في وجهها الجميل إلى
صالحة العراجي* أشتاق إلى الليل وما يحمله إلىّ من أسرار ورؤى غامضة، تتنازع فيها كومة من الأحاسيس المتناقضة متداخلة الصور لأشخاص أعرفهم وآخرين غرباء، بعضهم ينتمي إلى ماض سحيق وضاح الملامح رغم الأيام المتداولة والزمن المهرول، بكل أحداثه الشبيهة بشلال عظيم متدفق يصب في منبع واحد في قلب صغير أعيته نبض
نجاة زعيتر* خصتني بعنايتها هذا الصباح، أعدت لي قهوتي الثقيلة، أخرجت لي بذلة الأحد، مسحت حذائي الرياضي، ركزت جيدا على بقعة كنت قد تجاهلتها منذ مدة ولم أجتهد في إزالتها. قالت لي عندما أدرجت ملاحظتي وهي تغادر إلى المسبح: لا يهم فنحن لا نقيم بأحذيتنا. لم تلاحظ قلقي وإصراري على الإعتناء بالصغير ليل
عبدالله جنوف* كان يسير ببطء على أرض ليّنة، ويفحص بعينيه آثارا كرهها، لا شكّ في أنّها الكلاب، أم هي الثعالب؟ أم تكون الذئاب؟ توجّس منها، أعاد فحصها.. لا.. لا.. هذه آثار كلب، ووقف يهامس نفسه: لقد طال الانتظار.. سأراها اليومَ أو غدا، لكنّني أمسِ قلّبتها واحدة واحدة، ليتني لم أفعل، ولكنْ تُرى
حسام ميرو في ساحة أمستردام، عمال بناء مشغولون بترميم الرصيف أمام الكنيسة، بينما الكاهن يقف تحت مظلته ويتابع عملهم. مررت بقربهم ورميت السلام، فردّ العمال. لكن الكاهن تجاهلني. يعتبرونني يهودياً، وهذا صحيح، فقد ولدت لأب وأم يهوديين، وباكراً سرقتني الفلسفة إلى أفق مفتوح من الشك، في مدينة لا تغادرها
مزهر جبر الساعدي* 1 حين ركض الزمن إلى الوراء أكثر من ألف عام خرج النهابون واللصوص فيه، من مخائبهم خرجوا في النهار والليل اللذين صار البرد فيهما يعصر الجسد وقسوة الجوع فيهما تنخر العظام 2 حين اشتد جوع الجائع وازداد نهب النهاب أصبحا كائنين متضادين 3 عندما اشتدت في نواح
محمود الرحبي محمود الرحبي* في صباح يوم جمعة يصعب نسيانه، رأيته في ساحل "السيب" يرفع سمكة كبيرة من ذيلها. كان متوترا وهو يبحث عن سيارة أجرة؛ جبينه المعروق مقطب ورقبته لا تتوقف عن الدوران. اقترحت عليه أن أوصله، فرجاني أن أسرع كي لا تُفسد الحرارة سمكته. طلب مني كذلك إشعال إشارات الخطر. وحين وصلنا، و
ذكرى لعيبي* كنت صغيرة، لا تتجاوز أحلامي فضاء طفولتي، وعندما كبرت، ضاقت بي سماء وطني، حالي مثل حال آلاف العراقيين الذين تضيق بهم فسحة العيش الكريم، ليس بسبب جفاف ضرع دجلة والفرات، وليس بسبب يباب حقول البصرة وبساتينها، وليس بسبب نفاد حقول نفط الرميلة ومجنون، لا.. السبب أكبر وأقوى من أن نعي، و
صادق الطريحي* ■ يبدو إنني ما زلتُ قاصا مغمورًا في المملكة السوداء، على الرغم من نشري لبضع قصص في صحف المملكة ومجلاتها، لذلك فرحت كثيرًا عندما وجدت على ضفة شط المملكة ثلاث نسوة بأعمار مختلفة، يسألن عن بيت محمد خضير، حدستُ أنني أعرف هذه النسوة، ولكن لا أدري كيف، أو أين فقدمت نفسي لهن بوصفي قا
طالب الرفاعي* عادةً لا يجيء أحدٌ للإرشيف بعد الثانية عشرة والنصف. خلصْ، قلتُ لنفسي، وخرجتُ من خلف مكتبي المغطى بالملفات. تمغّطتُ رافعاً يديَّ إلى الأعلى، قبل أخذ مكاني بخفسة مقعدي على الكنبة الطويلة بجلدها العتيق. سأعودُ لإكمال قراءة رواية «السيد الرئيس» للكاتب أستورياس. بهدوء دخل مرا
علوان مهدي الجيلاني * قررت أمي أن تتدروش بي ، لازمنى الورد(الملاريا) وقتاً طويلا ، كان عمري أربع سنوات أو أقل ، بالكاد يعاني أبي وأمي كثيراً حتى أشرب ماء علبة الأناناس ، لم يكن بقي مني شيء ، مجر جلد على عظام ، قالوا إن سن قلبي قد سقط ، وجاءوا بجدي موسى(خال أمي) كي يعيد سن قلبي إلى مكانه ، كانت جدتي
حسام ميرو لم يكن فريدريك إنجلز راضياً عن قصتي التي نشرتها عن البيان الشيوعي، وفي اتصاله بي اعتبر أنني تجنّيت عليه، فقد أشرت في القصة إلى غياب الروح الخاصّة عن البيان، وتحديداً روح إنجلز. تهمته لي أنني أحاول إحراز الشهرة، وهو ما يعني أنني برجوازي طفيلي، لا عمل حقيقياً له، يحاول التكسّب من تعب الآ
محمد الحمد* يمعن النظر في صورة الأشعة مطولا ويقول لي: تتركز الحويصلات الغريبة بين الأم الجافية والسائل الدماغي ما يسبب نوبات ألم وحكة في الدماغ، ويردف: أنظر هذه الحويصلات السبع متجاورة بتناسق مخيف. دماغي يحكني، فاقد التوازن لا يعطيه، بالكاد أطالع الصورة بما أوتيت من قلق وهلوسة أقول: يا إلهي تبدو
بسام شمس الدين* يظن معظم كبار السن في قريتنا بأن الفتاة الصغيرة مثل العجينة اللينة، التي يمكن تشكيلها بواسطة قوالب حلوى، أما إذا كبرت وتصلب عودها فليس من اليسير إصلاح اعوجاجه. وما زال الزواج من الصغيرات إحدى العادات الشائعة في بلادنا، لا سيما في الأرياف، حيث طغت عادة انتقاء الفتيات اللواتي لم يبل
حسام ميرو تخيّلوا أيها السيدات والسادة أن يكون أحدكم أو إحداكن مسؤولاً عن معالجة الدكتور سيغموند فرويد من مرض السرطان، وهو يطالب طوال الوقت بعدم الإفصاح عن مرضه، وترك الأمر سرّاً عن أقرب المقربين، حتى لو كان ذلك الشخص هو مارتا برزنيز، زوجته العزيزة التي أنجبت له ثلاث بنات وثلاثة أبناء. جاء إلى ع