فَزَعُ الظلمةِ حين نلمسها بخفةٍ (قصائد)

2025-11-03 | منذ 7 ساعة

عبد الجواد العوفير*

 

نبتة سيئة

نبتة سيئة تنمو في رصيف الحي،
لا تجرح الرقة التي يتمشى بها هذا الصباح،
ولا تنظر إلى عاشقين في الظلام.
هي فقط نبتة وحيدة في رصيف الحي،
حالمة كإله،
وخفية كلعنة.


وجوه في الظلمة


ها هي الوجوه تتكاثر
أمسكها في الظلام كفقاعات
وجوه أنبياء
وجوه نساء
وجوه سقاة
وجوه أزقة
وجوه
أتسلى بها قبل النوم
وجوه تتنفس في وجهي
أحس لهاث الساقي في الغرفة
أنام على اللهاث
أنام
أنام
أنام..


أطفال يركضون في الذاكرة


أذكر شجرة السرو ذاتها،
امرأة بقفطان لا يوجد،
وأطفالا كثرا يركضون،
أسمع فقط ركضهم
ركضهم السام
الذي يزلزل الأذن
أذكر السروة والمرأة،
من دون أي علاقة تذكر
وأذكر الركض،
ركضا عاليا كصيحة لا تنتهي
هي الريبة لا تشبه أرجوحة في الظلام؛
الظلام بحد ذاته أرجوحة تتأرجح في الذاكرة.

 

ممشى طويل


في الممشى توجد أميرات
لا نرى الممشى؛
نرى الأميرات.

في الحديقة الخلفية بتلات أزهار
يجلس حولها عجوز
لكنه يشير بعصاه لمكان آخر .

الصباح الذي يطلع من عينين ساهرتين
أجمل من الصباح الذي تقوده الجميلة.

من الغرفة نرى العالم
نرى الضحكات تتساقط خفيفة
على رؤوسنا.

نصدق الرائي

عندما يرى الرائي هواء على شكل امرأة،
هو فعلا يرى امرأة على شكل هواء.
نشعل مصابيحنا بقوة فلا نرى شيئا.
ليحيا الرائي،
راعي خراف الوحدة.

مع عروة بن الورد


ماذا لو هربنا من كل هذا،
من الحب،
ومن الشعر المتراكم كرمال لا تنتهي.
لنركض بقوة يا عروة بن الورد،
يا بن ورد ذابل.
أعرف لن نصل،
لكن لنركض بقوة حصان خاسر.


رجل الوحدة


دائما في العتمة أحس رجلا غريبا في بهو الدار،
يدير وجهه للحائط.
أسمع نحيبه المتواصل،
لا أستطيع غرس سكين في ظهره،
ولا أن أسأله من أنت؟
كنت أسمعه خائفا في الطفولة،
تسميه أمي رجل الوحدة الهائل،
رجل الوحدة الطيب الذي لا ينتهي.


الحقيقة


أتذكُر حين وجدنا الحقيقة؟
لم نعرف أين نخفيها،
قلتَ: سنخفيها في ضحكاتنا؛
لكننا من فرط القلق تركناها تفر كطائر فزع
أتذكُر يا سهروردي
كيف لفنا الحزن كمطر لا ينقطع؟

وردة الفزع


أحب فزع النوافذ بالبرد،
فزع الأشجار بالريح،
فزع خطواتي الصغيرة في الزقاق الفارغ،
فزع الظلمة حين نلمسها بخفة.
أتأمل زهرة الفزع،
التي تنمو ببطء في باحة البيت.

 

*شاعر ومترجم مغربي











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي