
صبحي حديدي * بالنظر إلى ميل طاغٍ لدى الأفرو- أمريكيين إلى التعاطف مع الحقوق الفلسطينية عموماً، والتضامن مع أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة خلال حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي بصفة خاصة؛ يلفت الانتباه غياب صوت لويس فرقان زعيم منظمة «أمّة الإسلام»، وصمته المطبق عن جرائم
قاسم حداد المقتولون في غزة أكثرهم من الأطفال. هذا يجرح الروح ويقتلها، ويقتلنا أيضاً. ٭ ٭ ٭ لماذا ينبغي علينا تصديق الإعلام بشأن ما يتصل بالقتال في فلسطين، في حين أن الحقيقة هي ضحية الحروب. فالجميع يكذب، ويصدق أكاذيبه، فيما نتميز، أقصد نحاول أن نتميز بقدرٍ لا بأس به من نقد المعلومة التي نتلقاها
مصطفى أمين «أتظنّ أنّك قد طمست هويتي/ ومحوت تاريخي ومعتقداتي/ عبثاً تحاول/ لا فناء لثائرٍ/ أنا كالقيامة ذات يوم آتٍ» مهذل مهدي الصقور الكيان الإسرائيلي فشل في مواكبة مواطنيه، خاصة الأسرى، من المرجّح أن يتمّ أكله من الداخل، وإعادة تنظيم مساحته وموارده وطاقته وأفكاره خدمةً لأهداف
لحسن ملواني امرأة أيقظها الانفجار.. وجدت نفسها تحتضن ابنتها.. فكرت في أطفالها الآخرين هرولت توا وحين كانت تحاول فتح باب غرفتهم، جاءها انفجار ثان حوَّل البيت إلى أنقاض.. لسوء حظها أنها لم تمت.. كانت جاثمة فوق الركام وقد أقبرت وجهها الشاحب المغبر المحروق بين كفيها.. وحين همَمْت على الكتابة عن حاله
هاشم شفيق أذكر منذ بداياتي الأولى في مطلع السبعينيات وانخراطي في الثقافة العراقية، كنت شغوفاً بمتابعة الشعر العالمي، وكان هذا الشغف يتم في تساوق تام مع متابعتي للشعر العراقي والعربي. إذن منذ تلك البدايات التأسيسية الأولى لتوجهي الثقافي عنيت بالآخر، ثقافة ورؤية وتطلعاً وفضولاً وشغفاً في اكتشاف ال
عبده حقي من أجل أطفال غزة أنزف شعرا. تنسكب كل قطرة من جوهري على القماش الفارغ، لتكون شهادة على القصص غير المكتوبة التي لا تزال قائمة في ظلال الصراع. في هيبة عزلتي، أكتب بالدم أسطورتي الشائخة. قصة محفورة في التجاعيد، تردد صداها في العظام الهشة لأولئك الذين نجوا من عواصف الزمن. سطرا تلو الآخر، في ا
ساري موسى عائلةُ "ناجي وحيد" عشراتٌ من عائلات قطاع غزّة "مُحيت من السجلّ المدني"، أي أُبيدت بشكل كامل وقُتل جميع أفرادها. وهناك عائلات أُخرى لم تُمحَ من السجلّ لنجاة فرد واحد منها، هو في الغالب الأصغر بينهم. حيث بَنَتْ له يدُ اللهِ، على عَجَل، خيمةً من حجرتين من حجارةِ الحائطِ المُنهار، ظلَّ آوي
أنيس غنيمة تحتفظ أُمّي بعلبة شوكولاتة قديمة فارغة في غرفتها لأنّ شكلها يُعجبها. تُنظّفها كلّ مرّة لأنها تفتح لها مجلّداً من ذكريات وصور. جزء كبير من ذاكرة المرأة الفلسطينية هو نوستالجيا، يتضمّن هذا بيتها القديم قبل التهجير، وطبخات جدّاتها، وشجرتها الأُولى في المدرسة، وبالتأكيد أوّل مرّة تذو
محمد الأمين الكرخي شذرة على مشارف القدس كنتُ وامرأة بغدادية، أصلها من قزوين، أُحدّق بالقباب والأبراج وتحليقة شحرور شاهقةٍ كانت أنفاسَ القمح. ■ ■ ■ نصّ تنمو ظلالهم في الأذهان، أولئك الذين هُجِّروا من أوطانهم، إليهم تنتمي أحلامي، يستعيرون الحنجرة كلّما همَمْتُ بكتابة القصيدة، صلد
الحسام محيي الدين قبل «الطوفان» كانت فلسطين تروى بصيغة الغائب. خمس وسبعون عاماً من النضال بالمال والنفس، كانت فيها الخيبات أضعاف الانتصارات، وها هي بعد الطوفان تطلّ بصيغة المتكلم، العاقد العزم في مواجهة الأوباش والأخلاط من سفلة صهاينة أهل الأرض الذين خرّبوها لاجئين ومستوطنين تشويهاً و
عبد يغوث ثمة أحداث في التاريخ تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في أثرها ودلالاتها، وما يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا من هذه النوعية من الأيام، إذ أنه ليس يوما فاصلا في تاريخ فلسطين والعرب والأديان السماوية فحسب، بل – من غير مبالغة – هو يوم فاصل في تاريخ الإنسانية المعاصر
مريم الشكيلية وصلتني رسالتك بعد انتظارك لحرفي كل هذا الوقت، وفي هذا الزحام المكتظ بالأحداث المرهقة.. كيف أشرح لك صمت قلمي في ظل هذا الهطول المتواصل للبكاء والنزيف، وكأن تشرين كان على موعد مع الخراب في تلك البقعة البعيدة من الحياة؟ كيف أشرح لك عجز حرف محبرتي من أن يأتي بسطر ينتشل الأمل من بين أنقا
خليل النعيمي أريد أن أفكّر بصوت عالٍ، فالوجود لا يعبّر عنه الصمت وإنما الكلام. لا يصنعه السكون وإنما الحركة. الحركة، هي الأخرى، كلام في قارة الصمت اللامتناهية. أريد أن أقول ما لا يقوله الآخرون، أو ما أحسّه كذلك، ما لا يقولونه عَلَناً، على الأقل، ما لا سَنَدَ مادياً له، لكن ما يؤكِّده التاريخ. وال
قاسم حداد لم يعد الرمز مفيداً. ولم يعد الشعر. لا أنصح أحداً به. لم أمت بعد.. لستُ يائساً. أنا اليأس شخصياً. أحلامي محطمة، تتحطم أمامي. سياسياً لا أثق بمنظمة (حماس). مع الشعب الفلسطيني بلا تردد. الأهل في غزة يقتلونني ويقتلون رموزي وهم يموتون. لا يستخدمون الرمز، لا يموتون رمزياً. إنهم يموتون ب
باسم النبريص لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ منذ أن وُجد بعض المثقفين العرب على أرض القرن العشرين، كي ينظروا حولهم، فيقارنوا بين هنا وهناك، ليَشقوا فقط ويعانوا. ثم مرّ وقتٌ أقلّ كي يظنّوا أنفسهم تطوّروا واستوعبوا تعقيدات الحقيقة خارج كيانهم الوطني. وعليه راحوا يكتبون عن العدو بطريقة ملائمة، وبنوايا مُبهمة وب
صالح لبريني كانت الأرض منذ البدء، والمواويل تسرّح غيمات الفرح على الربوع والسهول، وتحرس البراري من لعنة الذئاب، هنا كان القمر يغنّي وشجر الزيتون يرقص وأطياف الأنهار تمرّ موسيقى في القصب، وكانت الشعاب تمرح مع الوعول والأيائل في سكينة أبدية وهدنة أزلية، كانت الأسوار لا تخون أنفاس الرجال والجبال، تر
غدا سيقول بعض أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، كما يقولون كل يوم، فَرَّ الفلسطينيون وفرطوا في أرضهم! فلتشهد الأمة كلها، إن كان فيها نزر من همة أو رعشة من حمية حتى للشهادة بأضعف الإيمان، أن الفلسطينيين نفروا وتقدموا نحو عدوهم وسطروا التاريخ بدمائهم. غدا سيقول المتعاقلون من أبناء جلدتنا، وما
بدر الشيدي ذهبت إلى السوق قاصداً حانوتا أعرف صاحبه منذ سنوات، كنت أشتري منه بعض ما نحتاجه للبيت. هذا الحانوت يملكه أحد المواطنين الشباب الذي يشق طريقه المستقبلي بالاعتماد على نفسه، ملبياً في ذلك رغبة تتنازعه منذ الصغر بأن يكون أحد رجال الأعمال. رغم أن الحانوت ليس من تلك المحلات التجارية الحديثة،