
صالح لبريني أمام فظاعة مشاهد الموت وبحار الدم المهرق على أرض غزّة؛ والدمار والخراب الذي يعمّ كل شيء، يقف العقل عاجزا عن فهم واستيعاب ما يجري في ظلّ الصمت العربي المتخاذل والمهزوم، والتكالب الغربي عندما تمسّ مصالحه ويشعر بتهديد وجوده في جغرافيات الكرة الأرضية، هذا العجز للعقل ناجم عن الوحشية الصهي
محمود علي دماء تغني للأرواح الفاسدة، ونقمات تتقلب تحت الخرائب والأنقاض، وأطفال كالفراشات يحلقون إلى السماء، وصبية يلعبون لعبة الغميضة من يذهب منهم لا يعود. ماذا نرى في غزة المنتصرة في أنفسنا المخذولة في عالم متوحش؟ فليسقط العالم إذن ولتذهب كل الأسئلة الوجودية إلى قعر الأرض، فلم يعد هناك سؤال يستح
خليل النعيمي لا تُغمض عينيك عمّا ترى. أنظر. الوعي أهمّ من المعرفة. لا تبتذل المشهد الفجائعي الفلسطيني بآراء لا جدوى منها. إفهم المقصود من الدمار والخراب، والموت والفاجعة. هذا لا يحدث عبثاً. ليس ثمّة عبث في الواقع. ما تراه ليس مسرحية، إنه الموت الأحمر الذي يعانيه الفلسطينيون. يعانونه ظلماً، وبمعرف
صبحي حديدي* تقتضي حقوق اتصال الحاضر بالماضي في عرف دروس التاريخ، ومثلها واجبات شتى سياسية ومعرفية وأخلاقية، أن توضع في سياقات ترابط جدلية مواقفُ الساسة البريطانيين الراهنة من حرب الإبادة الإسرائيلية بحقّ الشعب الفلسطيني عموماً، وأطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة خصوصاً؛ مع سوابق لها أقدم عهداً، ولكن أشدّ
هدى عرموش استلقيتُ على الأرض، سمعت عدوَ ثلاثمائة حصان. أنا لم أعدّهم من قبل، إنها معلومة شائعة في الصحراء؛ أنّ ثلاثمائة حصان يعدون سويةً من دون سرجٍ أو لجام. رأيتُ منهم الغبار فقط وحصانين اثنين في المقدمة متماثلين. صار شكل السماء مثل شكل الصحراء جرّاء عدو الأحصنة، كانوا يتجهون نحوي. أُغمي عليّ.
إبراهيم الزيدي نحن على ثقة من أن الشعر ديوان العرب وسيبقى، فقد وثّق انتصاراتهم الدائمة، والمتتالية. ووثق كرمهم ورجولتهم، وعزتهم وإباءهم، وأنفتهم وكبرياءهم، وكأنهم فعلا خير أمة أخرجت للناس! وأصبحت معلقة عمرو بن كلثوم مرجعا للمتغنين بالأمجاد السالفة، وشاهدا أبعد من النسيان في العقل الجمعي العربي.
عُلا الفارس في أروقة مستشفى النصر المهجور في غزة، حيث من المفترض أن تُسمع أصوات بكاء الأطفال الخدج، خيم صمت مؤلم مع رحيل خمس أرواح صغيرة، هناك ترك الأهالي أطفالهم بأمر من الاحتلال في ظروف إنسانية مأساوية، وعادوا إليهم مع الهدنة ليجدوهم جثثا متحللة في واحدة من أبشع ممارسات المحتل، وأمام الألم الإن
صبحي حديدي * بالنظر إلى ميل طاغٍ لدى الأفرو- أمريكيين إلى التعاطف مع الحقوق الفلسطينية عموماً، والتضامن مع أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة خلال حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي بصفة خاصة؛ يلفت الانتباه غياب صوت لويس فرقان زعيم منظمة «أمّة الإسلام»، وصمته المطبق عن جرائم
قاسم حداد المقتولون في غزة أكثرهم من الأطفال. هذا يجرح الروح ويقتلها، ويقتلنا أيضاً. ٭ ٭ ٭ لماذا ينبغي علينا تصديق الإعلام بشأن ما يتصل بالقتال في فلسطين، في حين أن الحقيقة هي ضحية الحروب. فالجميع يكذب، ويصدق أكاذيبه، فيما نتميز، أقصد نحاول أن نتميز بقدرٍ لا بأس به من نقد المعلومة التي نتلقاها
مصطفى أمين «أتظنّ أنّك قد طمست هويتي/ ومحوت تاريخي ومعتقداتي/ عبثاً تحاول/ لا فناء لثائرٍ/ أنا كالقيامة ذات يوم آتٍ» مهذل مهدي الصقور الكيان الإسرائيلي فشل في مواكبة مواطنيه، خاصة الأسرى، من المرجّح أن يتمّ أكله من الداخل، وإعادة تنظيم مساحته وموارده وطاقته وأفكاره خدمةً لأهداف
لحسن ملواني امرأة أيقظها الانفجار.. وجدت نفسها تحتضن ابنتها.. فكرت في أطفالها الآخرين هرولت توا وحين كانت تحاول فتح باب غرفتهم، جاءها انفجار ثان حوَّل البيت إلى أنقاض.. لسوء حظها أنها لم تمت.. كانت جاثمة فوق الركام وقد أقبرت وجهها الشاحب المغبر المحروق بين كفيها.. وحين همَمْت على الكتابة عن حاله
هاشم شفيق أذكر منذ بداياتي الأولى في مطلع السبعينيات وانخراطي في الثقافة العراقية، كنت شغوفاً بمتابعة الشعر العالمي، وكان هذا الشغف يتم في تساوق تام مع متابعتي للشعر العراقي والعربي. إذن منذ تلك البدايات التأسيسية الأولى لتوجهي الثقافي عنيت بالآخر، ثقافة ورؤية وتطلعاً وفضولاً وشغفاً في اكتشاف ال
عبده حقي من أجل أطفال غزة أنزف شعرا. تنسكب كل قطرة من جوهري على القماش الفارغ، لتكون شهادة على القصص غير المكتوبة التي لا تزال قائمة في ظلال الصراع. في هيبة عزلتي، أكتب بالدم أسطورتي الشائخة. قصة محفورة في التجاعيد، تردد صداها في العظام الهشة لأولئك الذين نجوا من عواصف الزمن. سطرا تلو الآخر، في ا
ساري موسى عائلةُ "ناجي وحيد" عشراتٌ من عائلات قطاع غزّة "مُحيت من السجلّ المدني"، أي أُبيدت بشكل كامل وقُتل جميع أفرادها. وهناك عائلات أُخرى لم تُمحَ من السجلّ لنجاة فرد واحد منها، هو في الغالب الأصغر بينهم. حيث بَنَتْ له يدُ اللهِ، على عَجَل، خيمةً من حجرتين من حجارةِ الحائطِ المُنهار، ظلَّ آوي
أنيس غنيمة تحتفظ أُمّي بعلبة شوكولاتة قديمة فارغة في غرفتها لأنّ شكلها يُعجبها. تُنظّفها كلّ مرّة لأنها تفتح لها مجلّداً من ذكريات وصور. جزء كبير من ذاكرة المرأة الفلسطينية هو نوستالجيا، يتضمّن هذا بيتها القديم قبل التهجير، وطبخات جدّاتها، وشجرتها الأُولى في المدرسة، وبالتأكيد أوّل مرّة تذو
محمد الأمين الكرخي شذرة على مشارف القدس كنتُ وامرأة بغدادية، أصلها من قزوين، أُحدّق بالقباب والأبراج وتحليقة شحرور شاهقةٍ كانت أنفاسَ القمح. ■ ■ ■ نصّ تنمو ظلالهم في الأذهان، أولئك الذين هُجِّروا من أوطانهم، إليهم تنتمي أحلامي، يستعيرون الحنجرة كلّما همَمْتُ بكتابة القصيدة، صلد
الحسام محيي الدين قبل «الطوفان» كانت فلسطين تروى بصيغة الغائب. خمس وسبعون عاماً من النضال بالمال والنفس، كانت فيها الخيبات أضعاف الانتصارات، وها هي بعد الطوفان تطلّ بصيغة المتكلم، العاقد العزم في مواجهة الأوباش والأخلاط من سفلة صهاينة أهل الأرض الذين خرّبوها لاجئين ومستوطنين تشويهاً و
عبد يغوث ثمة أحداث في التاريخ تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في أثرها ودلالاتها، وما يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا من هذه النوعية من الأيام، إذ أنه ليس يوما فاصلا في تاريخ فلسطين والعرب والأديان السماوية فحسب، بل – من غير مبالغة – هو يوم فاصل في تاريخ الإنسانية المعاصر