بياني الشعري

باسم المرعبي إن استطعتَ أن لا تنشر الشِّعر، فافعل! الإيمان بالشعر وتهيّبه، يحتّم سرّيته. للشاعر أن يجعل الشعر في حلقات مثل حلقات الصوفية، مقتصراً على «العارفين» فقط. وعلى من يُريد الدخول إلى «صومعة» الشعر، مستمعاً/ قارئاً، أن يخضع لاختبار باطني عميق، يكشف عن صفوه وصفائه ل


غرفة 13

أنس أبو سمحان الرابع من حزيران للعام المئة على التوالي. فارغة من الداخل. عادة ما ينتهي بي المطاف فارغة بعد كل مرّة. الشهر الماضي كانت في داخلي فتاة، ولكنها تمكنت من الهرب بعيدًا وبسرعة قبل أن أضع يدي عليها وقبل أن أفتح معها الحوار. يظهر أن أحدهم قد حذّرها من البقاء.  عُمري الآن أكثر من مئة


بث مباشر

إبراهيم الزيدي كان العالم كبيراً، وكنت أعتقد أنني ضائع فيه. علماً أن عالمي آنذاك لم يتعدّ مساحة بيتنا، وأزقة حارتنا؛ وعرصاتها. وحين اقتادني أخي الأكبر إلى المدرسة، ليسجلني طالباً مستمعاً فيها، اكتشفت أنه ثمة شوارع وأبنية أخرى في بلدتي الصغيرة في الواقع، الكبيرة في عينيّ. وتتالت الأيام؛ وتعاقبت ال


مسجون داخل صندوق النقد الدولي

حسن أكرم أنا في الخمسين الآن، ما زلتُ أُواظب على الاستيقاظ صباحاً، ولطالما خسرت ترف شرب القهوة على مهل، أو انتظار البيض المقلي ليأخذ وقته الكامل في الطهي. وطالما نسيت، بسبب عجلتي، أن أُضيف الفلفل الأسود إليه. وليس لي أيضاً ترَف أن أشكو أو أن أبكي لأحد، ليس لي حائط لأستند إليه، ظهري للهواء، وجسدي


عندما أجاب الحائط

عمر زكريا أنهى حليم فنجان قهوته المُرّة جدًّا مع نفحة التبغ اللتين ارتشفهما على شُرفة مقهى يُمنع التدخين داخله، في مساء ذي برودة لطيفة، من تلك المساءات التي صرعت الأدب والفن برومانسيات فصل الشتاء. دخل لكي يُعيد الفنجان إلى النادلة التي صنعته له على أمل أن يحصل منها على ابتسامة شكرٍ عابرة. وضع ال


كأنه ميراث لم تتعب فيه

صباح الدين علي في أحد الأيام، ربما منذ عشر سنوات، قال لي أحد المعلمين: "أنت تنفق ذكاءك كأنه ميراث لم تتعب فيه! صحيح.. لقد بددت ذكائي وأفلست أخيرًا. لم يبقَ لي أي شيء.. كنت أظن أن الذكاء مثل الراديوم لا ينتهي.. لم أكن أعلم أن الذكاء شيء يطوره الإنسان.. لم أكن أرغب في أن أكون شخصًا جيدًا، ولكن شخصً


فرق توقيت

وداد طه ربّما يكون الزمن مجرّد وهم. الغريب أنّه يتحكّم في كلّ شيء. حياتُنا هي امتداد زمنيّ، مقدّر مسبقًا، معلوم إلّا منّا، دقيق بل متناهٍ في دقّته، لذلك لا يُمكن أن يكون موت سلمى صدفةً، ليس لأنّها ماتت مقتولة، بل لأنّ لا شيء في الزمن صدفة، وأعتقد أنّ الصدفة وَهْمٌ تمامًا كما الزمن. اكتشف الجيران


شاعر في المدرّجات

حسن أكرم عندما أُلقي القبضُ على الشاعر الشاب في مدرّج مباراة ودّية، لناديين من الدرجة الثالثة، كان معه سيجارة حشيش، لم يكن يخبّئها خلفَ ظهره كما يفعل كلُّ الذين يريدون أن يخبّؤوا شيئاً، كان يلوح بحركاتً تنبّه كلّ من حولِه على جُرمه. بعد القبض عليه، لم يُصدر إشارة أو إيماءة تدلُّ على خوف أو تردّد


برج الثعلب

إبراهيم الزيدي البشر ظل الأبراج على الأرض، مصائرهم مرهونة بحركتها؛ ترسم لهم حسن طالعهم، الحسن دائما! أمّا سوء الطالع فإنه يعزى للتشاؤم. يمكن قراءة ذلك في فنجان قهوة، أو خطوط الكف، أو من خلال أرقام وحسابات لا يعرفها إلاّ الراسخون في علم الفلك. ففعالياتنا مرتبطة بمساراتها. وهي لا تتوقف عند ما يمكن


تلك الصورة … هازمة الوعي!

إبراهيم نصر الله «ينبغي أن يحدث ذلك لك» عنوان فيلم، لكنه أشبه ما يكون بنبوءة استثنائية أطلقت عام 1953، لكننا نلمس صداها اليوم في كل ما حولنا. لقد (حدث ذلك) وانتهي، هذا ما يمكن أن نقوله الآن ونحن نرى الطريقة التي باتت فيها الصورة تشكل حياتنا، من الصعود الاستثنائي للسينما، إلى الرواج ا


بدر شاكر السيَّاب: شاعر صوتهُ من الماء

نمر سعدي قبل أكثر من نصف قرنٍ وبالتحديد في الرابعِ والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 1964 مات الشاعر العراقي بدر شاكر السيَّاب في المشفى الأميري في الكويت، وشُيِّع في يومٍ ماطرٍ ليوارى الثرى في مقبرة الحسن البصري في مدينة الزبير في جنوب العراق، في جنازةٍ كادتْ تخلو من المشيِّعين.. مات فقيراً معد


خارج السرب

ذكرى لعيبي ليس شعراً ولا نثراً، هي رسالة من قلبِ امرأة أتعبها التعب شتاء ملتهب بالحنين.. الشتاء هنا قارس الوحشة بارد جدا مَديد الشهور فارع الأيام لكنهُ ملتهب بالحنين.. حارق رغم الصقيع، ليلهُ كئيب أكثر من ليالي بلاد الصحراء. تذكرتكَ يا « حاضر بقلبي الوفي وعن عيني غايب» تذكرتُ


الشعر أو مساء الآخر

احساين بنزبير ربما إنها سماء الشمس، أو يد الشعر مع الحشد الذي يكتب. الآخر يد تكتب إذن. يد بين باب واحد، فقط. لكن من هو هذا الآخر الذي يسكن لا وعي الشاعر الذي يقترف جريمة الشعر؟ ما شكله أو رائحته؟ وحين نحاول الدنو من الآخر، إن اللسان أو الألسنة تسقط. تسقط لأنها تتربص باستطرادات يد، إيماءاتٍ، وربما


صباحات على ورق

سلطنة عمان - مريم الشكيلية هذا الصباح يشبهني إلى الحد اللا معقول..... يعيد إلي ملامحي القديمة ورهافة شعوري الخاطف ما بين ساقية قلمي وقلبي... لا بد إنك متعجب مما أكتبه من كلمات منعشة في صباح تشرييني يوشك أن يزفر برداً ومكتمل البهاء وكأنه صباح مغسول بماء مطر طوال الليل ليصبح مبتل الزوايا كأنه مرآ


تحولات النص

جبار ياسين أعلن سقراط وفقا لما رواه تلميذه أفلاطون في «المأدبة» أن الكتابة تجعل الكلام مثل الأنصاب، أي لا تتحرك ولا تتحدث ولا تفكر. كان سقراط ومن قبله فلاسفة الأغريق «ما قبل السقراطيين» من أنصار الشفاهة، أي الفلسفة ككلام منطوق. عزز أفلاطون منطقه المخالف لأستاذه بما كتبه من


في بيت مدني صالح

حيدر المحسن مقابل النفس العذبة، تقف أمامنا في معرض الحياة جوقة كاملة من ذوي النفوس الجافية والغامضة والثقيلة والمرة والسافلة، لكل منها صورة شخصية داخلية وبناء سايكولوجي مختلف، وإن اجتمعتَ بهؤلاء جميعا في مكان واحد، فإنك مريض لا محالة، ولا يشفيك من الداء غير امرأة أو رجل لها أو له نفس نقية، تمتصها


شارب أتاتورك

حيدر المحسن تقع مدينة خانقين في الجهة الشرقية من العراق، وترتوي أراضيها من نهر الوند الذي يتحدّر من جبال زاجروس في إيران، ويبلغ طوله من منبعه إلى مصبّه 150 كيلومترا، ويقسم النهر (الذي يُسمّى أيضا نهر حلوان) مدينة خانقين إلى جانبين يربطهما جسر الوند الحجري، الذي شيّدته أميرة فارسية في الماضي القدي


تراث البردوني .. شهادة للتاريخ وصراحة لابُدّ منها ! - خالد الرويشان

هاتفتُ الشاعر الكبير عبدالله البردوني في خريف 1998 أي قُبَبيل وفاته بسنة تقريباً كما أتذكر من مكتبي في هيئة الكتاب راجياً أن أطبع له ديواناً جديداً وقلتُ له:لقد نشرنا ديواناً جديداً للدكتور عبدالعزيز المقالح هو " أبجدية الروح " وأتمنى نشر ديوانٍ جديد لك أيضاً ضمن منشورات هيئة الكتاب لشعراء وأدباء ال








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي