أليس في بلاد العجائب والقراءة المؤجلة

أصالة لمع السؤال مطروحٌ دوماً والإجابات مفتوحة: كيف يقوم القارئ باختيار قراءاته؟ هناك الذين يختارون عنوان كتابهم القادم في قائمة يحددونها مسبقاً بحسب منهجية واضحة للقراءة، وهناك قرّاء أكثر عشوائية يجدون الكتب بين أيديهم بحسب التوقيت والمزاج والحالة النفسية. وفي أغلب الأحيان، نكون الاثنين معاً، فن


خبراء وفنّانون

ممدوح عزام يقول ديفيد ديتش، في كتابه "الأدب والمجتمع"، إنّ العلاقة بين الأدب والمجتمع كانت "مشكلة" ولا تزال كذلك، وليست مجرّد مجادلة أكاديمية: الكاتب والجمهور، والأدب والقيَم الاجتماعية، وموقف مختلف طبقات المجتمع من شتّى أنواع الكتابة، وطبيعة الموضوعية الأدبية ومداها الممكن... كلّ هذه المسائل لا


مئة درهم

ليلى باحساين "مئة درهم"، هذا ما نصحتني أمّي بأن أحضره كلَّ مرّة أسافر فيها إلى الدار البيضاء. الدار البيضاء هي المدينة التي ستستقبلني بعد بضع سنوات من هجرتي إلى فرنسا. "لديك أشياء عديدة ستتعلّمينها في الدار البيضاء"، أشار إليّ، بابتسامة ماكرة، مسافرٌ من الدار البيضاء، التقيتُ به في مطار باريس. م


من يوميات مارسيليا

خالد النجار صباح الثلاثاء 19 تمّوز/ يوليو 2202 تونس تمضي وبإرادة دولية شبه مرتَّب لها إلى الفوضى. منذ قرون وهي واقعة تحت سيطرة القوى البحرية. جاء الموحّدون من البحر، وعندما وصل قائد الأسطول إلى المهدية، استقبله الكاتب الموسوعي والشاعر التيفاشي القفصي بقصيدة مطلعُها: ما هزّ عطفيه بين البيض والأس


الجذع الذي كان يفضَح الشجرة

أحمد الملّاح تين أسوأ ما في الأمر، كان اكتشاف شجرات التين في المدينة - تلك التي تموت أوراقُها وتيبسُ أولَ ما يلمسُها البرد. أمرُّ قرب واحدة دلّني عليها أحدُهم. شجرةٌ بلا جذع، كلُّها أغصان عارية. وفي الصيف كذلك، لا تكونُ شجرةً، بل أجَمة، وكأنّ ثقلاً ما في الهواء يدفعُها إلى الأسفل، يمنعُها من أن


لو أنَي بدأت!

هدى سليم المحيثاوي أؤمن بأن الوقت هو الوقت، ليس قبله ولا بعده.. لكن، لو أني بدأتُ الكتابةَ مُبَكِراً كنتُ في الغالب سألتقي محمود درويش لأحاوره، ربما، في جنازة الغريب التي سار فيها على باب الكنيسة، ولم تكن جنازتي. كنتُ سألتقي نذير فنصة، لا ليحدثني عن حسني الزعيم ولا عن المآلات السياسية في وطننا ال


رسالتي إلى المُلاحِظ الشمسي

راضية تومي العالمُ رماديٌّ في هذا الموقع، حيث إحداثيّاته الزمنية والمكانية لا يعرفها إلّا مُلاحِظٌ يجلس بلامبالاةٍ على صدر الشمس البارز. الملاحظون الآخرون أطفأوا أجهزة تحديد الإحداثيات وهم منكفئون على كتابة مذكّراتهم. تخيّلتُ أنّهم حين كانوا يشتغلون وكانت إحداثياتهم تتغيّر، كان ذلك سببَ تغيُّر م


العقم الفكري

هارون الصبيحي التعظيم والتقديس للرموز الأدبية والفكرية الأجنبية وجعلها بمثابة المرجعية الأولى والأخيرة للأدب والثقافة، والاستدلال عليها وعلى ما كتبت وأنتجت من أدب ونقد وفلسفة، يعد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الجمود والتخلف في الإنتاج الفكري والأدبي والفلسفي والثقافي العربي. نعم هي رموز لها


شذرات الخريف النعسان

عاشور الطويبي أنَ تغشى السماءَ الظلالُ، تَضعينَ رأسك، على غيمةٍ خائفة، وتنقّط الريحُ، الحبر الأسود على أجنحةِ الطيور. ■ لصّ الحانة، صار يداً، تدفع خيل الملك، إلى الساحة الكبرى، صار كلّ شيء، يفوح بالخيانة، خَبَبٌ، خَبَبٌ، خَبَبٌ! ■ نغَمٌ في مقام البياتي، نغَمٌ في مقام الصبا، درَجٌ تصعد عليه


هذا فلسطيني

فيكتوريا بريتن | ترجمة: مروه كوتشاك اغتيل وائل عادل زعيتر، عاشق شعر دانتي، وموسيقي مالر، والأوبرا، والمعارض الفنية والحفلات، خارج منزله في روما في السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1972 من قبل الموساد. كان وائل ممثلا لحركة فتح والأول من بين عشرة فلسطينيين (بالإضافة إلى أحمد بوشيقي، نادل مغربي


كرمةٌ مخمورة تنتظر الزائر

حمزة كوتي تحوّل الزمانُ إلى خليّة نَحل 1 بَذَل جُهدًا للوصولِ إلى فترةِ زمنيّةٍ مُعيّنة؛ مدركًا ما في ذهنهِ من مصدر الأشياء. 2 طائرٌ جالسٌ على مجذاف. نباتات وقطعات من الورق؛ للتجربة والمراقبة. 3 يتألّف الكِتابُ من الغِلاف والجليد؛ ويخلق الإنسانُ ما لم يعرف من مكروه ومزالق. 4 نبيذٌ متدفّقٌ


وَعدُ جولييت

مصطفى فهمي دليل الحُبّ الذين يعرفون كيف يحبّون، يعرفون أيضًا كيف يقرأون الحُبّ في عيون الآخرين: لا يحتاجون إلى دليل. جَمال وجدوى فقط عندما تفقد الأشياء جدواها نبدأ في رؤية جمالها: أدوات الأمس هي تُحف اليوم. قَبْلَ الأوان إنّ موت شخص ما وتاريخ وفاته لا يتطابقان دائمًا. فالذين يتخلَّون عن مباه


عرين الحرية

الياس خوري بالأمس رأيت يوسف إدريس بعيني ذاكرتي. كنت أشاهد مقطع فيديو لشباب من مخيم شعفاط وهم يحلقون رؤوسهم على الصفر متشبهين بالفدائي المطارد عدي التميمي، بهدف منع قوات الاحتلال من التعرف إليه واعتقاله، وتساءلت عن السر الذي جعل من الكل واحداً، ومن الفرد جموعاً. أما ما علاقة الكاتب المصري الكبير


بكلمةٍ أو بخيط دُخان

مصطفى قصقصي عندما يجرَحُني الحبّ، أقرأُ أهرع إلى الكائنات المكتوبة وأهمس في أذنها: "دثّريني" كلماتٌ كثيرةٌ تتطوّعُ للمهمّة وتتقاسم بنجاعةٍ موجعة الأدوارَ فيما بينها، تماماً كما يحدث في غرفة العناية المركَّزة حيث الحياة مُعلّقة، من الوريد، بكلمةٍ أو بخيط دُخان أسألها أن تقيس ضغط دمي ودرجة تشب


الانتحار بمتعة

حازم العظمة كان مريعاً أن تُثقِل امرأةٌ شابة جيوب ثوبها بالحجارة وتنزل بها إلى النهر لتموت غرقاً. أتحدّث عن انتحار فرجينيا ولف بالتأكيد، وثمّة مَن أشاد بهذا واعتبره بطولياً. كذلك كان مريعاً انتحار إرنست همنغواي، الذي وضع فوهة جفت الصيد في فمه وشدّ الزناد. ربما هو الفصل الوحيد الذي لم يعجبني في سي


سؤال الأزمة

منير الهدهودي ـ حمادي تقوا وحدها رؤية حيوية (ذات أساس مادي) في إمكانها أن تنأى بموضوع الأزمة عن ذلك التمثل الذي يرى إليها بما هي جوهر ثابت وماهية مستقرة. ولعل ما يضفي على هذه الرؤية صفةَ الحيوية الوعيُ باستحالةِ تَمَثُّل الموضوع في ذاته ولذاته، في انفصال عن العلاقة كمبرر للوجود. يُسعف المدخل الل


لاجئو بيت الغريب

قاسم حداد فاض الدمُ على الناس، واعترض خطواتهم غرابٌ أسعف وضبع فاتك وانتفضتِ الأرواح في الأجساد. فقد عاثَ صاحب القلعة فساداً في البيت والبلاد. وعمَّتِ الجيف المنعطفات وأعيتِ النادبات المراث، دون أن يقوى أحد على كفِّ الأذى عن القوم. فاضطربتِ الناس وهاجت لفرط العسف الذي يقع عليهم من صاحب القلعة وجل


هؤلاء الذين يموتون

قاسم حداد أين تضع قدمك في كل هذه الأرض الصغيرة وكيف تقول كلمتك بين كل هذه الأقوام التي تحاربنا بك من يأخذنا إلى الجنة ومن إلى الجحيم ألا يحق لنا أن نعرف قبل أن نموت قبيل أن نُذبح فليس عدلاً في حضورك المهيمن أن نصابَ بغيابك الفاجع من منهم يستحقك ولمن تقول مزاميرك. ٭ ٭ ٭ أقصى من الإدرا








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي