
نادية هناوي- عُرفت الدراسات البينية في منتصف القرن العشرين كمنهج بحثي، فيه يتداخل علم معين من العلوم الإنسانية مع علم أو حقل معرفي آخر قد يجاوره وقد يكون بعيدا عنه. والغاية أن يمد أحدهما الآخر بالمفاهيم فتتوسع مجالات التمثيل والتطبيق. ويعد النقد الأدبي واحدا من الحقول المعرفي
د. حسن منصور الحاج- في مقابلة طويلة مع المجلة الفرنسية «سؤال في الفلسفة» (Question de Philo)، الصادرة في خريف 2023، عدت الفيلسوفة الفرنسية شانتال دِلسول (Chantal Delsol) في مقابلة معها أن «الطفولة هي بداية الدهشة الفلسفية». وكانت المقابلة تدور حول كتابها الأخير المخصص حو
د. ابتهال الخطيب غريبة هي حبستنا البشرية داخل أجسادنا وعقولنا ومحيطاتنا، غريب هو قصور النظر والبصر والسمع، غريب هو تعطل الحواس إلا عن أقرب القريب إليها، فلا تكاد حواسنا القاصرة تتلمس أبعد مما يصل إليها، لا تسعى لفهم العالم، حسياً، روائحياً، مرئياً، سمعياً، مُذاقاً إلا إذا وصل برسالته القاصرة التم
واسيني الأعرج كثيراً ما تنهض الأسئلة القلقة من عمق النصوص الأدبية وهي في حيرة وقلق حقيقيين: هل يلتزم النص بمرجعيات الواقع؟ أم أنه ينفلت من أسر الواقع فيصبح النص الأدبي والروائي تحديداً فضاء بلا تاريخ ولا ركائز ولا مرجعيات وكأنه محض خيال وتنسى أو تتناسى أن النص كيفما كان هو خاضع لسلسلة من الجاذبيا
الياس خوري مرت قراءة الطحين الفلسطيني في شعر محمود درويش في مرحلتين: المرحلة الأولى: عندما كانت وكالة الأونروا توزع الطحين على اللاجئين الفلسطينيين تحت العنوان الشعري «عندما تفرغ أكياس الطحين يصبح البدر رغيفاً في عيوني». المرحلة الثانية: عندما تحول الطحين إلى أداة قتل وإجرام، فكتب شا
صبحي حديدي يندر أنّ غالبية من دارسي شعر محمود درويش تتفادى التركيز على، أو حتى الابتداء من، علاقة الشاعر بالأرض؛ وفلسطين على وجه التحديد، في تمثيلاتها التاريخية والثقافية والأسطورية، فضلاً بالطبع عن مسمياتها الجغرافية. استعارة الأرض وما اقترن بها وتوسّع عنها وحولها من مجازات شتى، تحوّلت إلى أحد
شهلا العجيلي في حوار مع الكاتب والمخرج المسرحيّ المجري جيورج تابوري، الذي تتلمذ على يد العملاق لي ستراسبرج في أستوديو الممثّلين في نيويورك، ذكر عبارة مهمّة عن المدارس الفنيّة قائلاً: «إنّ الخطورة تكمن في الكليشيه»، ولعلّني أوافق على ذلك بشكل عام، لأنّ الكليشيه ضدّ الإبداع، وضدّ الحريّ
إبراهيم نصر الله حضرت غزة في الشِّعر الفلسطيني والشِّعر العربي بصورة يمكن القول، بقليل من المجازفة، فاقت القدس وتجاوزتها، بما يعنيه ذلك من أن حضورها تجاوز بقوته واتساعه حضور أيّ مدينة فلسطينية أخرى، بحيث كُتبت فيها قصائد عربية بأقلام أبرز الشعراء العرب، ولعل ذلك عائد بالدرجة الأولى لما تمثله غزة
واسيني الأعرج يصادف تاريخ 24 فبراير، الذكرى 92 لميلاد المسرحي والمناضل الجزائري الكبير محمد بوديه. شخصية وسمت زمنها والفترة التي عاشتها بعلامتها التاريخية. من يتذكر اليوم ذلك الرجل العظيم، مع أن ما يحدث حالياً في فلسطين يقودنا حتماً نحو تضحياته العظيمة؟ فقد عاش محمد بوديَه، من أجل فلسطين مؤمناً
الياس خوري عندما التقيت به للمرة الأولى شعرت أنني ألتقي بشخصية شكسبيرية، تجمع الروح التراجيدية والتباسات العبث. ومع الوقت، بدأت أشعر أن ذلك الرجل صار تجسيداً حياً لشكسبير، وصرت أناديه بيني وبين نفسي باسمه الجديد، وكان اسم ذلك الرجل أنطوان ملتقى. كانا رجلين اختصرا المسرح الحديث، منير أبودبس وأنطو
صبحي حديدي الإنصاف المبدئي، في حدوده الدنيا ربما، يقتضي إقامة سلسلة من الروابط بين مالكولم X (1925 ـ 1965) داعية الحقوق المدنية الأمريكي الراحل، الذي مرّت ذكرى اغتياله يوم 21 شباط (فبراير)، من جهة أولى؛ وحرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، كما تمثّل أيضاً التوحّش الأقصى للطو
شهلا العجيلي وصف زيغمونت باومان، عبر سلسلة من كتبه، حياتنا في هذا الزمان بالسائلة، أي هي حياة محفوفة بالمخاطر يحياها المرء في حالة من اللايقين الدائم، ولعلّ أشدّ هاجس يساور المرء في تلك الحياة هو الفشل في اللحاق بالمستجدّات المتسارعة والتخلّف عن ركب السائرين، ويمكن لنا أن نقرّب هذه الحالة من حالة
د. ابتهال الخطيب يفرق إلان بابيه في كتابه عشر خرافات عن إسرائيل بين «الاستعمار الاستيطاني والاستعمار الكلاسيكي» بثلاثة مظاهر، الأول أن الاستعمارات الاستيطانية «تعتمد مبدئياً وعلى نحو مؤقت على السلطة كي تتمكن من الاستمرارية» بمعنى أن المستوطنين يكونون غير منتمين إلى الأمة ا
واسيني الأعرج الآن اتضح المشهد العربي المؤلم بشكل واضح، على الرغم من كثافة أدخنة الحرب. ولمن كان يشك ويربط كل التحاليل والتصورات بنظرية المؤامرة التي خربت الفكر العربي من داخله لأنه ضخم أشياء يصنعها ذهنياً ويؤمن بها بقوة، ها هو الدليل القاطع بأن ما تم تحليله لم يكن نتيجة حالة فكرية مرضية، ولكن حق
الياس خوري كان غسان الحاج في الخامسة عشرة من العمر عندما هاجر إلى أستراليا. كان الفتى القادم من الشمال اللبناني مصاباً ببداية صمم في أذنيه. لم يكن الصمم في لبنان أمراً مستغرباً خلال الحرب الأهلية، فالاعتياد على أصوات القذائف جعل كثيراً من الناس لا يسمعون أصواتهم، بحيث يعتقد الزائر أن شعباً كاملاً
صبحي حديدي حتى ساعة كتابة هذه السطور تجاوز العدد 600 توقيع على رسالة مفتوحة إلى الفرع الأمريكي من رابطة الكتّاب الدولية PEN International، تطالب المنظمة باتخاذ موقف أكثر قوّة تجاه الحرب الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة، كما تدين «صمت» الفرع عن «الصحافيين والكتّاب والشعراء الذين قتلتهم
شهلا العجيلي في محاضرة لعالم الذكاء الاصطناعي البريطاني (توبي والش)، توجّهت أسئلة الجمهور حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعيّ سيحلّ محلّ الإنسان قريباً، وإذا ما كان الناس بسببه سيفقدون وظائفهم، ومن ثمّ سيفقدون أمانهم الاقتصاديّ، وأجاب والش، الذي بدا طوباويّاً، بأنّه لا يمكن لشيء أن يحلّ محلّ الإنسان
د. ابتهال الخطيب تحدث الدكتور محمد بدارنة عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت، في ورقة مهمة له حول مفهوم الشهادة بعلمانية معناها الحالي في الحوار العربي المعاصر، عن ثيولوجية المعنى الذي اتخذ مع الوقت منحى مدنيا قدم قراءة علمانية للشهادة مكتملة المعنى وذات قيم ومبادئ مبنية على المفاهيم المادية. ليس ب