
واسيني الأعرج عقلية «اليانكي» لم تتغير مع الزمن إلا قليلاً؛ فسلطته أو بالأحرى غطرسته، تمنحه الحق في كل شيء حتى في الدخول إلى مخك وجعلك تصدق ما يريد منك أن تصدقه. أي أنه يقوم بتصنيع الفرد ذهنياً من خلال ترسانة إعلامية مجندة لأغراض معينة، قادرة بقوتها وجبروتها أن تبيّض المجرم وتغسله من
الياس خوري فاجأنا جنود نتنياهو في بداية الأسبوع الفائت بسلاح بدأ استخدامه في القرن الثالث قبل الميلاد، إنه المنجنيق. فتم تصوير جندي إسرائيلي يقصف بالمنجنيق من خلف جدار على جنوب لبنان. والمنجنيق آلة كانت تستعمل لإطلاق القذائف لمسافة كبيرة من دون مساعدة البارود أو أي مادة دافعة لإخفاء مكان إطلاقها
غادة السمان بكثير من السرور قرأت أخبار اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج، بفلسطين. وأثار ذلك غضب إسرائيل واعتبره رئيس وزارتها مكافأة للإرهاب، وفلسطين هي التي تدافع عن نفسها في غزة ورفح وفي كل شبر من أرضها! وأتفق مع ما كتبه الأستاذ محمد جميح حول غزة «التي تتعرض لأبشع صور العدوان دون أن يمتلك
د. ابتهال الخطيب أي قيمة تكون لرأي لا متضاد معه يظهره؟ هل سيكون هذا الرأي رأيا أساسا أم حال واقع وحالة عامة مبهمة لا تعريف لها؟ الأشياء تعرّف بمتضاداتها، الأبيض يظهره الأسود، والنهار يبرزه الليل، فإذا لم يكن المتضاد موجودا، كيف نميّز ما هو عكسه، كيف نُكسبه قيمة ونُضفي عليه أهمية ونُحدث حوله ضجة و
إبراهيم نصر الله حين كان المثقفون يرددون ومعهم الناس أغنية «أنا يا أخي آمنتُ بالشعب المُضيَّع والمكبلْ/ فحملتُ رشاشي لتحمل بعدنا الأجيال منجلْ» لم يكن هناك أحد يسأل السؤال الأقرب إلى الاستنكاري منه إلى انتظار الإجابة: ما هو دور الشِّعر؟ أو ما هو دور الرواية؟ أو ما هو دور الثقافة؟ ببسا
واسيني الأعرج لنا أن نتساءل اليوم كيف لم يمنح ناعوم تشومسكي جائزة نوبل وهو الذي غير نظام اللسانيات معرفيا ومخبريا أفادت علماء كثيرين فازوا بنفس الجائزة وناضل باستماتة ضد الظلم ومن أجل الحق الإنساني، ربما لأنه مثقف لا يشبه إلا نفسه، رجل مشاكس، حامل لرؤية إنسانية عميقة، حاضر في كل أحداث العصر ونادر
صبحي حديدي لأسباب شتى، متكاملة تارة ومتنافرة تارة أخرى، ولكن على خلفية كبرى مشتركة هي حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة؛ يُستعاد الروائي والقاصّ الراحل إميل حبيبي (1921-1996) في الصحافة الإسرائيلية. مرّة، في مناسبة رحيل سامي ميخائيل، الروائي العراقي – الإسرائيلي، من زاوية زمالته مع حبيب
سهيل كيوان يبذل الأهل جُهداً كبيراً للعثور على اسم لمولودهم الجديد، في البداية تكون الخيارات عديدة، ثم تتضاءل لتنحصر في خيارين أو ثلاثة، إلى أن يُحسم الأمر، ويطلق على المولود، الاسم الذي سيُعرفُ به. أكثرنا متصالح مع اسمه، لأنّه يسمع مسوّغات إيجابية كثيرة من ذويه عن سبب تسميته. قد يكون على اسم أ
الياس خوري عمر الزعنّي اكتشف أن في زمنه، أي في بداية القرن الماضي، بدأ التمييز يتلاشى بين ثلاثة عناصر: الشعر الشعبي، والحكاية الشعبية، والعلاقة بين الراوي والنص. وكان الزعنّي قد التقط الثورة الكامنة في الإذاعة، فتوقف عن رواية الحكايات وانتقل إلى مزيج من رواية الحكاية والشعر. وفي ذلك الزمن أيضاً
صبحي حديدي ضمن أعمال إدوارد سعيد (1935-2003) العديدة عن فلسطين، ليس لافتاً لانتباه خاصّ أنّ كتابه “بعد السماء الأخيرة: حيوات فلسطينية”، في طبعة جامعة كولومبيا سنة 1999 التي تتصدرها مقدّمة خاصة من سعيد تعود اليوم إلى رواج في ضوء حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضدّ المدنيين الفلسطينيي
غادة السمان حينما تسافر الفلسطينية في مطارات فلسطين المحتلة (إسرائيل) نجد أمن طائرات (العال) الإسرائيلية، ترغم المسافرات النساء على التعري بذريعة الأمن، وتقوم إسرائيليات بالتنكيل بهن؛ إذ تجبر المسافرات الفلسطينيات على الخضوع لتفتيش دقيق! وتريد قوى الاحتلال الاستيلاء على غزة وسواها. هل ثمة مواطن
واسيني الأعرج الكتابة محنة، قد يبدو ذلك للبعض ادعاء أو ترفاً زائداً، مع أن المسالة شديدة الخطورة وتبعاتها لا تحصى قد تنتهي باغتيال الكاتب أو الفنان. لهذا، فالمسالة جادة وثقيلة. قليل من الكتاب من يضعون حيواتهم في الميزان ويندمجون في الصيرورة التاريخية والفنية للشرطية الإنسانية القاسية التي يعيشون
الياس خوري يحيرني سلمان رشدي، رغم أن الوقت ليس وقته ولا مكان له في الأجندة الفعلية التي تدور في الشرق الأوسط. لكن هذا المزيج بين الذكاء والتذاكي يزعجني لأنه يجعلني عاجزاً عن فهم الأمور وتصنيفها. كيف انقلب هذا اليساري إلى أحد دعاة اليمين؟ سلمان رشدي ليس أول من انقلب ولن يكون آخرهم. فالزمن انقلب
صبحي حديدي هل كاتبك المفضّل «مناصر لإسرائيل/ وصهيوني»، أم «مناصر للفلسطيني/ مناهض للصهيونية»، أم «التحديد معقد»، أم هو في منزلة «بين/ بين»؛ ولماذا في كلّ حال ومثال؟ تلك هي الأسئلة التي يطرحها جدول لافت وغير عادي، يهيمن منذ بعض الوقت على محرّك البحث
غادة السمان منذ أسابيع قرأت أن خمس دول عربية بين الأكثر بؤساً في العالم! ولا بد لنا من إضافة «دولة فلسطين» إليها! بعض الدول اعترفت بـ»دولة فلسطين» وأتمنى أن يعترف العرب جميعاً بها أولاً. و«دولة فلسطين» من أكثر الدول بؤساً في العالم بسبب ما فعلته فيها إسرائيل.
سهيل كيوان سهاد من سكان مدينة حمد في خان يونس، نزحت من شقتها إلى رفح عندما جرى غزو خان يونس وتهجير سكانها. نزحت هي وقسمٌ من أقرباء زوجها الذين كانوا قد نزحوا أيضاً في بداية الحرب من غزّة إلى خان يونس، ظناً منهم أنها أكثر أماناً. تحدّثني سهاد في رسالتها: نزحنا قافلةً من عشرات الأنفس من مختلف الأ
واسيني الأعرج لا أحد ينكر اليوم أن القضية الفلسطينية عادت بقوة غير مسبوقة وأصبحت جزءاً من الذاكرة الجمعية الإنسانية، متخطية بذلك صمت الإنسان العربي والإسلامي الذي يقف مشدوهاً أمام ما يحدث أمام عينيه دون أن يحرك ساكناً. يتأمل ثم يمضي، وكأنه غير أمام المجازر التي ترتكب أمام عينيه. بعد قرابة الأربعي
الياس خوري يمتلك الشهيد عينَين: الأولى كي يشهد من خلالها لأن أحد المعاني الحرفية لكلمة شهيد هو من يشهد، أي مَن يرى. والعين الثانية تكون مغمضة لأنها تشير إلى موته، وعندما يتوغل في الموت تنفتح عين الشهيد من جديد. أمّا الأسير المؤهل للشهادة في أي لحظة، فعيناه مفتوحتان على بياض السجن والتعذيب، واحت