
إبراهيم نصر الله ليس هناك سؤال أكثر مثارًا للأسى من سؤال بسيط يسأله طفل وهو يواجه الموت.. هذه القصيدة من وحْي أسئلة الأطفال في الحرب على غزّة. هل هنالكَ خارجَ غزةَ ماءْ؟ هل هناكَ دواءْ؟ هل هناك ملاعبُ؟ غيمٌ؟ فضاءٌ؟ وشمسٌ تُطِلْ؟ على أرضِ غزةَ يسألُ طفلْ. هل هناك حدائقُ؟ ناسٌ تسيرُ؟ قلوبٌ تط
واسيني الأعرج عندما قالت النحاتة الفرنسية كامي كلوديل، وهي في أقاصي اليأس «الفنّ قاتل» لم تكن تنطق عن الهوى. كيف؟ عُرض قبل فترة فيلم طويل عن رودان، النحات الفرنسي الشهير، الذي عرف بتماثيله الضخمة والكثيرة التفاصيل التي تغيب فيها الشاعرية التي اتصفت بها الكثير من المنحوتات العالمية، رب
الياس خوري عندما بدأت بقراءة رواية باسم خندقجي «قناع بلون السماء»، جائزة بوكر 2024، شعرت أنني أعيد قراءة رواية أعرفها. وعندما التقيت بنور، بطل هذه الرواية، تأكدت أنه سبق لي وقرأته. عُدت إلى الصفحات الأولى من طباعات دار الآداب لرواية خندقجي لأكتشف أنني أقرأ الطبعة الرابعة من الرواية ن
صبحي حديدي إذا صحّ لدارس/ ناقد أن يُفرد لأدب السجن الفلسطيني موقعاً خاصاً مميزاً ومتميزاً في مستويات المحتوى وخصائص الشكل معاً، فإنّ «حكاية جدار»، عمل الأسير الفلسطيني ناصر أبو سرور، تصلح مادّة أولى رفيعة السمات وعالية القيمة وخصبة المعطيات لإطلاق سجال حيوي لصالح ذلك الانفراد، والبناء
غادة السمان الأذى الذي يلحقه جنود الاحتلال بأبناء غزة دفع الكثير من سكان كوكبنا إلى التعاطف معهم، وبالذات معظم الفنانين المشهورين. ها هي مغنية ويلزية، من ويلز في بريطانيا، شارلوت تشرتش، تحرص على المشي في المسيرات المؤيدة لفلسطين، التي يحاول جنود الاحتلال قتل أهلها أو تهجيرهم لضم غزة إلى حلم إسرا
واسيني الأعرج مشاهدة عرض مسرحي لرواية شهدتُ ولادتها مع آلاف الأصدقاء من القراء، شيء استثنائي ومدهش أشبه بأن تفتح عينيك فجأة وأنت تشاهد شخصيات ورقية رافقتك ذهنياً من خلال القراءة، لتصبح شخصيات حقيقية لها صوت وحركة وروح حية، تنبئنا أن ما شاهدناه لم يكن قطعة فنية ولكن حياة مختزلة بشكل متمكن في شكل ل
غادة السمان تعلن إسرائيل التي تحاول الآن عبثاً احتلال غزة وتفشل رغم الأذى كله الذي ألحقته بأهلها: سنجتاح لبنان بعد رفح! فيا للغطرسة الإسرائيلية! ورغم المجازر الدامية التي ألحقها جنود الاحتلال بأهل غزة، لم تتمكن حتى الآن من الاستيلاء عليها (حتى لحظة كتابة هذه السطور) وهكذا سقط 32 ألف شهيد بينهم 14
د. ابتهال الخطيب على قدر صفاقة وانحطاط السياسة الأمريكية الخارجية عموماً وخصوصاً تجاه القضية الفلسطينية، وحالياً تحديداً تجاه وقف إطلاق النار في غزة، على قدر روعة وعظمة موقف النشء الأمريكي الجديد الذي ما عاد، في عدد كبير منه، منوَّماً مغناطيسياً بفكرة التفوق الأمريكي على بقية العالم، ما عاد مكبلا
إبراهيم نصر الله في وقت كان الشعب الفلسطيني يعيش أسوأ الظروف، بتهجيره خارج وطنه، والسّعي إلى «أسرلة» من بقي في ذلك الوطن، بمحو لغته العربية، واحدة من أنصع الظواهر الثقافية في تاريخ هذا الشعب، وهي ظاهرة أدب المقاومة، وإن لم يكن غسان كنفاني من هؤلاء جغرافياً، حيث كان يعيش، إلا أنه رائده
واسيني الأعرج وراء كل نص تنام خلفيات متعددة لا يراها القارئ الذي يتعامل مع نص منجز، وقد لا يتخيلها أصلاً. هناك الجهد الفكري والبحثي الذي يبذله الكاتب حتى يجعل من نصه عالماً مقبولاً ومرتكزاً على قاعدة تأملية. وهناك أيضاً مادة تاريخية مبطنة تعطي للنص امتداده في الزمن. وهنا أيضاً بقايا حيوات بشرية و
صبحي حديدي تحت عنوان «ضدّ المحو»، نشرت مجلة The Nation الأمريكية تحقيقاً توثيقياً فوتوغرافياً حول موضوع فلسطين ما قبل النكبة، اعتمد على عدد من الصور الفوتوغرافية الأخاذة؛ المذهلة أيضاً، بسبب ما انطوت عليه من تمثيل رفيع الإقناع حول المستويات الحضارية متعددة الميادين التي كانت عليها مدن
غادة السمان ترى كيف يرى جنود الاحتلال أنفسهم في حرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة؟ هل يعترفون سراً بينهم وبين أنفسهم أنهم بعدما سببوا النكبة الأولى لأبناء فلسطين يقومون بتسبيب الشيء ذاته لأبناء غزة؟ ومن لا ينجحون في قتله، عليه بالهجرة لأن جنود الاحتلال يردون كمن سبقهم: من النيل إلى الفرات أرضك ي
واسيني الأعرج ما تزال الرواية التاريخية «نوعاً» يستهوي الكثير من الكتاب في وقتنا الحاضر، على الرغم من تعقد موضوعاته، إذ يفترض سلفاً في الكاتب السيطرة على التاريخ سيطرة كاملة في علاقاته ووشائجه مع المحيط الذي نشأ وتبلور ضمنه، والتحكم الفني في كيفيات استعماله في النص الإبداعي، الرواية ت
الياس خوري وأخيراً اندمج الاسمان فصار الوليد شهيداً والشهيد وليداً. كأن وليد دقة ولد ليموت في السجن مع الأسرى الذين احتضن حكاياتهم وحولها إلى أفكار ومفاهيم، جاعلاً منها دستور حياة للذين طردوا خارج الحياة، فاستنبط مفهوم «الوعي الموازي» كي يخرق مساحة جديدة للنضال الفلسطيني، فالسجن لا يق
صبحي حديدي اختُتمت الدورة السابعة لـ»المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية» الذي يُقام في ميلانو الإيطالية برعاية كلية الآداب واللغات الأجنبية – معهد بحوث اللغة العربية التابع للجامعة الكاثوليكية، الأكبر والأعرق على نطاق المدينة. وهذه السنة أيضاً أثبت الصديق الكاتب والأكاديمي ال
إبراهيم نصر الله يُورد الشاعر خالد جمعة، ابن غزة، على صفحته في الفيسبوك، حكاية يبتكرها، تقول، إن أحد الخلفاء قَتَل معارضا له، وبعد أن اطمأن على إخفاء أثره تماما، في ليلة لا ضحى لها، أعلن بين الناس أن كل من سيأتي إليه بشيء يخص القتيل، سيمنحه مبلغا كبيرًا من المال، وهكذا، جاء بعض الناس بكتاب
الياس خوري استخدمت غزة جميع الأسلحة التي تملكها للردّ على حرب الإبادة التي تشنّها عليها إسرائيل، وثبت حتى الآن أن الأسلحة كلها لم تستطع أن توقف العدوان. فالعدوان يتجاوز الأسلحة والقوى العسكرية ليمتد إلى الروح. إنها حرب تدمير شامل هدفها تحطيم روح المقاومة التي صارت اليوم هي روح المدينة. لكن كيف تر
صبحي حديدي في خريف 1743 كان فتى في الرابعة عشرة من العمر قد دخل إلى مدينة برلين عبر بوّابة روزنتالر تور، الوحيدة المخصصة لعبور اليهود (والمواشي!)، آتياً من بلدته ديساو؛ وكان حافياً، وقضى خمسة أيام سائراً على قدميه لبلوغ العاصمة البروسية، وحين سأله الحراس عن سبب مجيئه، أجاب ببساطة أنه راغب في الدر