في المنطقة الرمادية

د. ابتهال الخطيب في مرحلة الاندفاع الشبابي كنت، كما معظم من هم في مرحلتي، قاسية كثيراً في أحكامي، قطعية الإيمان بها والنظر لها على أنها لا تقبل النقاش أو المساومة. والحقيقة أنني لم أكن أجد المنطقة الرمادية جاذبة بالنسبة لي قط، لم أكن في يوم، وصولاً إلى عمري الحالي، لينة التعامل مع المواقف التي تت


خذلتُ نفسي..

سهيل كيوان لا شكّ بأنّنا نحاول بثَّ صورة جميلة عن أنفسنا إلى الآخرين، وكذلك إلى أنفسنا، فنحنُ نتجاهل سلبياتنا وهفواتنا وسقطاتنا ونتنكّر لها، نحاول تزيينها أو تبريرها كي نتجاوزها، كما لو كنا نُجري عملية تطهير لإزالة الشوائب، فنبقي أنفسَنا كُرماء ولطفاء وحتى شجعاناً، ونخفي السَّقطات والجوانب السّيئ


الكاتب «التّيكتوكي» وعجز النّاشر التقليدي؟

واسيني الأعرج يكفي من جلْد الذات. الضُرُّ في مكان آخر، في غير ما يعتقد المتتبعون للشأن الثقافي العربي. الكتاب العربي، الرواية تحديداً، لا يقل قيمة عما يُنتج عالمياً في نماذجه الناجحة، بل إنه يتخطى عتبات الجودة العالمية عند بعض الكتاب على قلتهم، لكنه يعاني من معوقات مدمرة كثيرة لا علاقة لها أبداً


جنين: زمن الأحفاد

الياس خوري ماذا لو كان جوليانو مير خميس حياً ويقف اليوم خلف الكاميرا ويمشي فوق الركام، ويلتقط صور البطولة والجمال والشقاء في أزقة مخيم جنين. منذ عشرين عاماً رأينا فيلمه المدهش «أولاد آرنا»، وعشنا مع سيرة الأطفال الذين تحولوا من ممثلين يلهون بطفولتهم في مسرح الحرية في مخيم جنين إلى شه


بيتزا وفلافل: أوطان وهويّات

صبحي حديدي غلاف الكتاب يتألف من تسع صور تمثّل تسعة أطباق طعام: الرامن الياباني، البيتزا الإيطالية، المحار المكسيكي، التاباز الإسبانية، إناء اللحم بالمرق الفرنسي، البورش الروسي، المعكرونة بالبندورة الإيطالي، الأرز متعدد الجنسيات، والمازة المشرقية؛ وأمّا عنوان الكتاب فهو «الطبق الوطني: حول ال


جمهورية الاستبداد الأدبي

ممدوح عزام تقول باسكال كازانوفا في كتابها "الجمهورية العالمية للأدب" (المشروع القومي للترجمة، 2002)، إن البطش الذي يمارسه التاريخ المعاصر في المجال الأدبي، يصعب علينا تجاوزه، أو إلغاؤه، ذلك لأن العالَم المعاصر، وبسبب الممارسة الاستعمارية التي صار عمرها يزيد عن القرنين، قد وطّد دعائم مركز، أو مراك


«نايل»: انتفاضة مغاربية!

عُلا الفارس نايل، الذي تصدرت صوره فضاء الإعلام، غُدر برصاص الشرطة الفرنسية، ليشاهد العالم انتفاضة اشتعلت في الضواحي الباريسية الفقيرة والمهمشة لتعم باقي المدن الفرنسية. انتفضت الجموع غضبا لنايل جزائريون ومغاربة، عرب وأفارقة، في ردة فعل عنيفة ضد تنميط عنصري، كما يسميه الغاضبون في فرنسا. لم يكن ا


جسر خشب

د. ابتهال الخطيب لا يمكن أن تكون إهانة أو إتلاف أو حرق كتاب مقدس، أي كتاب مقدس لأي ديانة كانت، صورة حضارية أو أخلاقية من صور الاحتجاج أو طريقة راقية من طرق إبداء رأي أو وجهة نظر. ليس لهذا الفعل مغزى فكري أو نتاج حقيقي، ليس فيه إنجاز مثمر، كما أنه لا يفعِّل أي درجة من درجات تغيير الرأي، فأصحاب الد


جنين… 88 عاماً من البطولة

إبراهيم نصر الله قبل 21 عاماً كتبتُ مقالاً جاء فيه: «كنت أرى تقريراً فذّاً أعدّه مراسل الـ «بي بي سي» في مدينة جنين، تقريراً من أهم وأعمق ما قدمته الفضائيات. كانت الكاميرا تتبع شابّاً في الثامنة عشرة من عمره وهو يرشدها إلى قبور أصدقائه الذين فقدهم منذ الانتفاضة الأولى، منذ أن ك


فرنسا/ جيل الهُويات القتيلة و«العدَمية»

واسيني الأعرج هل يكفي الحل الأمني وحده، على ضرورته، في وضع جد معقد التقت فيه المعضلات الهوياتية والثقافية والاجتماعية التي لم تجد لها حلاً طبيعياً في مجتمع متعدد ثقافياً حتى لو أعاده بعض الساسة والمثقفين المتطرفين إلى صفائه العرقي الذي لا يختلف في شيء عن الأطروحات «الآرية» التي تجعل ش


نباتات مستعمَرة

صبحي حديدي في جامعة بيرديو البحثية، وست لافييت، إنديانا الامريكية، يتولى أستاذ العلوم البيولوجية دانييل بارك سلسلة أبحاث من طراز فريد؛ يتجاوز مراراً حدود البحث العلمي إلى ميادين تصويب التاريخ الكوني والسياسة والعلاقات الدولية، لأنه يدرس تأثير المشاريع الاستعمارية الأوروبية في تحوير مسارات الطبيعة


متى «عيد الأب»؟

غادة السمان في معظم بلدان العالم يتم الاحتفال بـ «عيد الأم»، وفي كل بلد تاريخ محدد لذلك حيث يتم تكريم الأم من أولادها بهدية أو باتصال هاتفي أو زيارة، ولكننا لم نسمع يوماً بعيد الأب أسوة بعيد الأم، لماذا؟ أنا شخصياً أحترم «أمومة الأب» التي قد لا نتحدث عنها في لافتات إعلاني


خدمات نسائية

د. ابتهال الخطيب ظهر النائب الكويتي المعارض د. عبيد الوسمي، وهو نائب سابق ومعارض سابق كذلك حيث تغير موقفه السياسي والسلوكي بشكل جذري ومفاجئ وهذه قصة أخرى، في إحدى ندوات حملته للانتخابات الكويتية الأخيرة والتي خسرها هو في صورة بليغة الرسالة، مجيباً عن سؤال حول سن تقاعد المرأة، حيث قال في عارض إجاب


مَمْعَطةُ السَّلام…

سهيل كيوان كثيرا ما نسمع تعبير “اسم على مُسمّى”، الذي تكون فيه صفات المسمّى شبيهة أو تطابق صفات حامل الاسم، كأن يكون اسم شخص ما جوادا، ويده مفتوحة، لا يتردّد في الدّفع ودعوات الأصدقاء والتبرّعات للقضايا العامة الخ، فيقال إنّه اسم على مسمّى. وقالت العرب قديما “لكل امرئ من اسمه نص


كِبير عمّي/ رحلة البحث عن المخطوطة الضّائعة

واسيني الأعرج رواية جديدة “في البحث عن غليتر فرداي” ( Kebir Mustapha Ammi, A la recherche de Glitter Faraday, éd. Project’îles) للكاتب المغربي/ الجزائري (أم مغربية وأب جزائري) المعروف كبير مصطفى عمّي، سلك فيها مسلكاً جديداً في الكتابة، فقد اختار الارتحال لإعادة اكتش


البحث عن الشعر

الياس خوري ماذا تفعل حين يحتلك ألم غامض الملامح، لا تستطيع أن تحدد مكانه، لأنه يجتاح كل أعضائك من دون أن تمتلك القدرة على القبض على مصدره؟ ألمٌ يسيطر عليك، كأنه آتٍ من مكان لا مكان له، لكنه هنا، كشبح خفي يسكن أعماقاً لا تعرف أنها موجودة، كأن ما يتألم فيك ليس جسداً بل روح. فحين يضرب الوجع الروح،


رسائل لوكاريه: جاسوس أكثر من خصوصي

صبحي حديدي ليس “جاسوس خصوصي”، عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً بالإنكليزية، ضمن منشورات فايكنغ في لندن؛ هو الأوّل الذي يضمّ رسائل الروائي البريطاني جون لوكاريه (1931 ـ 2020)، الاسم المستعار الذي استقرّ عليه دافيد جون مور كورنويل حين شرع في تأليف ونشر روايات التجسس الأكثر مبيعاً. غير أنّ ه


الحنين إلى الوطن

غادة السمان كنت أبحث عن تاكسي أعود به إلى البيت مثقلة بالمشتريات المنزلية لأسبوع. في باريس، التاكسي المستعد لإيصالك له ضوء أصفر، ومن له ضوء أحمر لا تشر إليه ليتوقف. لكن التاكسي الذي توقف أمامي كان بلا ضوء. كنت متعبة وأشرت إليه ليوصلني إلى البيت، وإذا بالسائق لبناني سبق له إيصالي إلى البيت، ولم ين








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي