
الياس خوري عندما أخرج الإيطالي بازوليني فيلمه “المسيح بحسب انجيل متّى” (1964)، أصيب المشاهدون الأوروبيون بالذهول، فمسيح بازوليني لم يكن مسيحهم. لقد صُوِّر المسيح في التراث الغربي أشقر الشعر، أبيض البشرة بعينين زرقاوين، أما في فيلم بازوليني فالمسألة اختلفت بشكل جذري. بدا المسيح أشبه بف
غادة السمان كعادتي في كل عام، في فترة عيد الميلاد وليلة رأس السنة، أذهب للمشي في جادة الشانزليزيه الباريسية (حين أكون في باريس) فهي تزين نفسها بالأضواء على نحو جذاب جداً. غصن كل شجرة في الشارع (ملفوف) بالأضواء والمشهد جميل حقاً. الشارع مضاء، وفي قلبي أضواء وأنا أمشي هبوطاً من «قوس النصر&ra
د. ابتهال الخطيب في مأساة غزة ثقافة واسعة، ويا للحسرة على بشر لا يتعلمون سوى بعد وقوع الوقائع واستقرار المآسي! لقد كشفت الجريمة الصهيونية عن رأس جبل الجليد المتوحش الذي طالما غطته أمواج إبهار الحياة وانشغالنا بتشعباتها وتعقيداتها وتراكم طبقات صانعيها حتى اختفى الجبل المتوحش بأكمله وضاعت قدرتنا عل
إبراهيم نصر الله يمتد طويلاً تاريخ كتّاب فلسطين مع الاستشهاد، بدءاً من شاعر العامية نوح إبراهيم صاحب القصيدة الساخرة «دبِّرها يا مستر «دِلْ»/ يمكن على إيدك تِنْحَلْ»، ثم عبد الرحيم محمود صاحب القصيدة الخالدة «سأحمل روحي على راحتي»، وصولاً إلى علي فودة صاحب القص
واسيني الأعرج على الرغم من الضباب الداكن والمخيف الذي يلف المنطقة، ووسط آلة تدميرية غير مسبوقة، إجرامية بامتياز، وبعد عشرين سنة قضاها داخل دهاليز سجون الاحتلال، مشفوعة بثلاث مؤبدات، يخرج الروائي والشاعر الفلسطيني الأسير باسم خندقجي من هذه الظلمة القاسية محلقاً بجناحي اللغة حيث لا قهر ولا حيطان، ف
الياس خوري وأخيراً كتب جاد تابت الحكاية. والحكاية التي تتمحور حول معماري كبير اسمه أنطون تابت ليست حكاية فردية أو عائلية، فانطون تابت لا يُلخص بعائلته، فحكايته التي رواها جاد هي جزء أساسي من حكاية الثقافة اللبنانية في تحولاتها في زمني الانتداب والاستقلال؛ من العلاقة بالحركة السوريالية إلى تأسيس م
صبحي حديدي حتى تاريخه، في حدود ما تعلم هذه السطور؛ أو حتى إشعار آخر كما سارت العادة واستقرّ المنطق الناظم؛ فإنّ ردّ الفعل الأقصى من دافيد غروسمان، الروائي والكاتب الإسرائيلي الشهير رفيع الجوائز وعالميّ الصيت، على حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة، تمثّل في
غادة السمان حين نكتب عن أحداث غزة والأحوال التي تقوم بها قوى الاحتلال، نشعر أن علينا كتابة سطورنا على أن يستطيع القارئ مطالعتها في يوم كتابتها، لأن الأحداث تتبدل كل يوم إلى الأفضل لنا نحن العرب (أو إلى العكس!). وأنا أخط الآن هذه السطور في يوم ما أتمنى أن تتجاوزها الأحداث إلى ما هو أفضل للفلسطينيي
سهيل كيوان كتب شاب غزّاوي: اشتقت لتلك الأيام التي كان صديقي فيها يتّصل ويسألني: أينَ أنتَ؟ فأجيبه: أنا في البيت! أنا في البيت، أو أنتظرك أمام البيت، أو تعال اسهر عندي في بيتي! عبارات اختفت من أفواه مئات آلاف أبناء قطاع غزّة الذين باتوا بلا بيوت ولا عناوين، وتراكمت أسطحها بعضها فوق بعض، وبعض الأح
واسيني الأعرج في هذا الوضع القاسي الذي تعيشه غزة والضفة الغربية وبشاعة جرائم الإبادة الإسرائيلية، تنشأ المقاومة وتتسع كوسيلة مناهضة ليقينيات الاحتلال وأوهامه. فلسطين هنا وعلى كل الأرض الفلسطينية. فيصبح الأدب قوة نضالية قوية بالخصوص في سجون الاحتلال، يخترق الحدود ويذهب بعيداً نحو الأسئلة الجديرة ب
الياس خوري هشام عورتاني وتحسين علي أحمد وكنان عبد الحميد، ثلاثة طلاب فلسطينيين في أمريكا كانوا يقضون عطلة عيد الشكر في برلينغتون في ولاية فيرمونت عندما أطلق عليهم جيسون جيه إيتون (48 عاماً) النار. أغلب الظن أن الأمريكي القاتل شعر بالاستفزاز لأن الشبان الثلاثة كانوا يلبسون الكوفيات ويتحدثون بمزيج
صبحي حديدي لعل زائر موقع المهرجان السينمائي الإسرائيلي «أسبوع الفيلم اليهودي في القدس»، الذي سجّل هذه السنة دورته الـ 25، سوف يلاحظ أوّلاً خياراً في البرمجة لافتاً: تعديل العروض في ضوء ما جرى يوم 7 تشرين الأوّل (أكتوبر)، واستبعاد الأفلام المحتوية على مشاهد شديدة العنف، حسب تصريح مديرة
غادة السمان يلقبهن البعض (ملائكة الرحمة) والمقصود الممرضات في المستشفيات. ولكن حذار من تصديق الألقاب، فالممرضة البريطانية جميلة الوجه «لوسي ليتبي» قتلت حتى الآن سبعة أطفال بعدما ولدوا قبل أيام. لماذا؟ من أجل متعتها الشخصية؟ قتلتهم بحقن الهواء في دورتهم الدموية والأنسولين، ولم يعش أحد
إبراهيم نصر الله لا أعرف من أين يبدأ المرء حديثه عن رحلة إسبانيا خلال الأسبوع الماضي لمدن مدريد وطليطلة وبرشلونة، التي كان هدفها تقديم أربع محاضرات بمناسبة صدور الطبعتين الإسبانيتين من رواية «زمن الخيول البيضاء» ورواية «براري الحُمّى». كان الأمر قد تمّ ترتيبه منذ أكثر من ش
واسيني الأعرج هل نقول اليوم إن الحالة الفلسطينية «حالة انتحارية» قد تقود العالم نحو المزيد من النيران والرماد والدموع نظراً للحسابات الضيقة التي تتبناها غالبية الدول الغربية المناصرة لإسرائيل، التي تصطدم اليوم بفداحة انهيار قيمها الإنسانية التي بنت مشروعها «الإنساني» كلياً
الياس خوري بمن يمكن مقارنة هنري كيسنجر، الذي مات عن مئة عام، قضى معظمها في رسم استراتيجيات الحرب الباردة. هل كان ساحراً أم مهرجاً، أم مزيجاً من الاثنين؟ الحقيقة أن المثقف اليهودي الهارب من بطش ألمانيا النازية اتخذ لنفسه وجوهاً متعددة، فبالإضافة إلى السحر الذي مارسه على أنور السادات، وتحول جزء ك
غادة السمان يوماُ بعد يوم يتزايد التضامن مع فلسطينيي غزة ضد الاعتداءات اليومية عليها من قبل جنود الاحتلال. والصور تشهد على قتلى بلا قبور بعدما أجريت لهم في «مستشفى الشفاء» وبالأحرى مجمع «الشقاء» عمليات جراحية دون تخدير، وتعاني الحوامل والأطفال الرضع في مستشفيات يركض فيها ج
د. ابتهال الخطيب ضحايا العدوان الصهيوني لا يتساقطون فقط في غزة والضفة، بل يتساقطون حول العالم كله. ضحايا العدوان الصهيوني ليسوا بشراً وحجراً فقط، ليست هي الأجساد والأشلاء والبيوت والمستشفيات والمدارس التي تضمها فقط، بل كذلك الأفكار والمبادئ والمثل والرموز التي حملتها على عاتقها وروجت لها وباعتها