رجلٌ يرتشف حسراته

محمد القعود   في المقهى العتيق..ثمة شجونٍ هائمةٍوثمة أزمنةٍ جائلةٍ,وثمة رجلٍ يراوده الحزن.. يرتشفُ قهوته بدلالٍ وهدوءٍ,يقلّبُ بمللٍ أنيقٍ جريدته الرتيبة.. يطلق ضحكة مكتومةكلما رأى الزيفأو شاهد الأضاليل تسير بعنجهيةٍوبغرورٍ تنضح منها التفاهات..يتطلع بعيونٍ متعبةنحو الشارع المطعون بالعبوسويتق


لكنَّ مُهجَتَنا....

يوسف حمه *  قلبي الجريحُ بكلِّ حُزنٍ يَنْبُضُ ووَرَاءَ أَحلامِ الطُّفُولَةِ يَركُضُ سَلَبتهُ أشباحُ الغِوايةِ بَوحَهُ قد كانَ مِنْ لَسعِ الرَّجاءِ يُفَضفِضُ عَينايَ أظْلَمَتا، ودَمعِيَ أَسوَدٌ قَد خَانَها لَوْنُ المَماتِ الأَبيَضُ مُذ أقبلَ اليَأسُ الزُّؤامُ مُعربِداً يُزجِيهِ مُعتَدِ


يدٌ وحيدة

عبدالمجيد التركي* الظلام يعضني مثل كلب، وأنا أتحسس خوفي وأحاول تشذيب الفزع في حاجبيّ.. أشعر بيدٍ تتجول في الغرفة يد فقط، لا أجرؤ على مصافحتها لا أحب ملامسة الغرباء.. ما زالت أصابعها تتحرك، ترسم دائرة بالسبابة والإبهام كتهديد.. أضع عيني في تلك الدائرة وكأنها منظار جاليليو. يد وحيدة ليس


ما جاء عن أثر السلالة

عبد الله عيسى* في الطريق إلى الشام، منذُ رمى الغُرباءُ بنادقَهمْ وحقائبَهمْ في فلسطينَ، نامَ المخيّم كالنهرِ أعزلَ، مثلي ومقبرة الشهداءِ، وأسماؤهُمْ فوق حيطانِهِ المائلات على صُوَر ذبُلت في انتظارِ الطريق إلى نخلةِ الناصِرة لم نكُنْ نتذكّرُ إلّا لنحلُمِ مثل السنونو ونشكو إلى أمسِنا الأبدَ ا


الأشباح

 ليندا عبد الباقي* شبح الموت يخربش على نوافذ العمر يرقّص حاجبيه خلف زجاجها سرق طفولتنا ورمانا نردا بيد الشياطين سرق ابتسامتنا علقها برقا على حدود الأفق سرق رغيفنا دحرجه خلف العيد دولاب حظ بأرقام وهمية علقت على جباه الحسرة نحن أبناء النوايا أيتام نقتات على الماضي ولا حاضر لأن


شهقات منتصف الموت

إيمان السعيدي* بين ماءٍ ونار تسكن أحلام طريّة. وبين موتٍ وموت رصاصةٌ تؤثِّثُ ميلاداً خريفياً. لم تكن ذراتُ الأثيرِ تشعرُ بالغيرة من النجمات الباسمة، وشوشات الواقع تهمسُ بذبذبات الموتى. عجباً! لهذا الأفق العاطر، كيف استوى في سدرته نتنُ المصادفات. هي ذي تعز- قبل هبوط مارس المكفهرّ–


وجع الذاكرة

سهيل مطر*  أعود إليكِ بعد سنوات، أرى وجهك مزروعًا في الذاكرة، أفتحُ الباب: عيناكِ طفولة وفرح، شعرُكِ ملعبٌ للريح والأصابع، شفتاك تناديان… وأسمع… أما العنق: أيّةُ قصيدة هو، ومساحة كبرياء؟ وأنظر إلى نفسي… وماذا بعد؟ ولا أزال. ألجأ إليكِ، في التعب، في الحلم، في الل


البحث عن ناظم حكمت

طه الجند *   أبحث عن ناظم حكمتعن ضوء في الليلعن نار الشعروريح العشاقانصت للإيقاع وأمشياسكرني الشعر وهذا الإيقاعأتمايل مخموراً وأغنييصحبني ناظم حكمتفي الأحياء الشعبيةفي اسطنبول وهافانافي بغداد وموسكووقرى الفلاحين التركوسجون الجنرالاتأسكرني الشعر وهذا الإيقاعأتمايل مخموراً وأغنيللاطفال الفقرا


لا شيء أقسى من دخول مدينة مهزومة

سعيف علي* لا شيء أقسى من دخول مدينة مهزومة تقول أمّي دائما أن عليّ أن أجد الطّريق أن أدخل قلبي مرّة أخرى بلا وجل أن أتجنّب اللّعب تحت اللاّفتات المرحة أن لا أشجّ جبيني مرّة أخرى من أجل حمام يسكن جدار بئر يقضي الّليل في سرد القصص 2 لم يتعبني المسير الأرض رحبة وكلّ الأسماء دُوار ل


بَلَغَنِي أيُّها اليمنُ

عبد الناصر الجوهري* يا أيُّها «اليَمَنُ» الذي أضْحى حزينْ أنَّ الحروبَ مذلَّةٌ لبني الدِّيار، جراحها تُدْمي العرينْ بلْ ماردٌ مُتوحِّشٌ جاس اقتتالاً طائفيًّا، وانقسامًا لا يلينْ فلأننا سنعيش في ما بيننا مهما كسبنا؛ غزوة سنظلّ بالنَّكباتِ، أو بالعار مُنْهزمينْ فمدائنُ الأشْب


طقوس ولكنّها لا تشّكل فرقاً

  نهى عبد الكريم حسين*   تبدو عنايتي الشّديدة بالتّسمية مضحكة؛ فليس مهمّاً أن تكون رسالة وداع كمنديل مرّنخ بالدّمع أو وصية تصيّرني بحيرة جليد. ألتفت إلى السّاعة التي يملأ فحيحها المكان ثمّة شيء موشك أنصرف عن ذلك بدون تحديد اسم مثل بيت لا عناوين تخصّه! حينما كنت بعمر ليلى طلبت


أهذي من تلفٍ وأكتب كل هذه القصائد لأن عائشة سطر مسكٍ فيها

عبدالناصر مجلي   كان علينا أن نغني بصوت طويل جداً حتى ندرك جيداً سر الوردة كان علينا أن نرحل حتى تستطيع شمسهم ان تتثائب دون مراقبة كما قيل لنا رحلنا نحن القساة حد البكاء الى أول الماء تسبقنا مواويلنا وكرائم الطير كان علينا أن نغني ليلاً طويلاً لكي يستقيم عطارد في مداره كنا قد خاصمنا وثنهم ال


أسئلة الأعماق

أديب كمال الدين* القصيدة المعجزة قالَ لي حرفي:أنتَ الرّيحُ وأنا الشّراع.قلتُ: الرّيحُ هي الرّيحُ لا شأنَ لي بهالكنّكَ أنتَ الشّراع،أحياناً تشيرُ إلى عذاباتِ قلبيأو خيباتِ روحيوأحياناً تعجزُ عن أن تشيرَ إلى أيّ شيءحتّى إلى نَفْسِك.حينئذ تولدُ القصيدة.قالَ حرفي: أيّ قصيدةٍ هذه؟قلتُ: ربّما هي القصي


حالات

زياد القحم* أمتطي الليل مجدداً وفاءً لإحدى عاداتي القديمة حيث كنت أسافر على ظهره الوهميّ إلى حقائقي البعيدة هذه المرّة أتعثر بفكرة ناسفة وتختلط الحقائق بظهر الليل يوجعني أني لم أعتذر له عن كل التكرار القديم حتى جاءت هذه الليلة المختلفة والحاسمة ■ ■ ■ لم يعد في وطنكَ أحدٌ إلا أنت أيها ال


على باب هذا الليل

زين العابدين الضبيبي   على باب هذا الليل طال انتظارناوفوق احتمال الفجر أغفى قطارنا يتامى نشامى نطعم الفقد أنفساًوقد جف وادينا وعزَّ انشطارنا عراءٌ هو الحلم الذي نحتمي بهفكم أشهرتنا للتلاشي ديارنا ونرتجلُ السلوى كأن لم يفض بنامدى الحزن يوماً أو تداعى انكسارنا فيا وطناً بالموت ضاقت جهاتهخسر


هكذا أبدو !

عبدالمجيد التركي* ‏كثلاجةٍ بمزاجٍ ساخن كسماءٍ مسقوفةٍ بالإسمنت، كقطٍّ يقف على سِكَّة القطار ويغطي رأسه بعلبة معدنية.. هكذا أبدو، أتقمَّصُ الأشياء، وأقوم بدور صنبورٍ صدِئ يقطرُ باستمرار ليلفت إليه الأنظار.. أُحلِّقُ مثل كيسٍ بلاستيكي تمت إحالته إلى التقاعد ليتفرغ للطيران ومراوغة الري


تأويل الغياب

حميد سعيد*   تعودُ مُغنِّية الحيِّ بعدَ غيابٍ.. إلى الحيِّ.. تبحثُ عن صوتها لتلمَّ شتات الصدى لم تجد أحدا البيوت التي فارقتها.. رأتها نُغَيِّر عاداتها تَتَغيَّرُ.. جاراتُها لمْ يَعُدْنَ كما كُنَّ من قبلُ.. بعدَ ضمورِ الشذى ورحيلِ الحدائقِ وحشُ الحرائقِ.. يَدْخُلُ في غَفلةِ العاطلي


وحيد

  عائشة المحرابي*   وحيدٌ هنا الا من أوراقٍ بيضاء واقلام جفّتْ أخبارُها لا حياة للكلماتِ وجثتِ الحروفْ وها إنني باحثٌ في زوايا وحدتي عن عمر يتسربُ من شقوقِ الايام وفضاءِ يتسعُ إلا لأحلامي وحيدٌ أنا في الركنِ مزاهرُ حزينة ذبلت وفقدتْ روائحـها لم تعدْ خفقاتُ قلبي تشتمُّ إلا










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي