لكنَّ مُهجَتَنا....

2019-10-26

يوسف حمه *

 قلبي الجريحُ بكلِّ حُزنٍ يَنْبُضُ

ووَرَاءَ أَحلامِ الطُّفُولَةِ يَركُضُ

سَلَبتهُ أشباحُ الغِوايةِ بَوحَهُ

قد كانَ مِنْ لَسعِ الرَّجاءِ يُفَضفِضُ

عَينايَ أظْلَمَتا، ودَمعِيَ أَسوَدٌ

قَد خَانَها لَوْنُ المَماتِ الأَبيَضُ

مُذ أقبلَ اليَأسُ الزُّؤامُ مُعربِداً

يُزجِيهِ مُعتَدِياً "سَلامٌ" مُغرِضُ

مِن يومِ أبصَرَتا التِباسَ المُرتَجى

وكأنَّهُ في ذاتِهِ يتناقَضُ

إني رأيتُ الدَّهرَ يَختَتِلُ الفَتَى

فإليهِ يُقْبِلُ، ثُمَّ عَنهُ يُعرِضُ

فيُمَهِّدُ الوَعْرَ الذي في دربهِ

ويُزِلُّهُ، مَهما يراهُ ينهَضُ

أحلامنا، أسفاً، جنينٌ عاجِزٌ

فبأيَّ ذنبٍ، يا تَعَسُّفُ!، يُجهَضُ

 فيما أُعزّي النَّفسَ في كَبَواتِها

"كَمَدُ المَرارةِ كلَّ عُذرٍ يَدحَضُ"

فيما أمنّي النّفسَ في خُسرَنِهَا

"بعضُ الخَسارةِ لا، وربّي، تُعَوَّضُ"

إنّا إَلِفنا الدَّهرَ وَكرَ غَيَاهبٍ

لكنَّ مُهجَتَنا شِهابٌ وامِضُ.

 

  • شاعر سوري كُردي






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي