ما جاء عن أثر السلالة

2019-10-19

عبد الله عيسى*

في الطريق إلى الشام، منذُ رمى الغُرباءُ بنادقَهمْ وحقائبَهمْ في فلسطينَ،

نامَ المخيّم كالنهرِ أعزلَ، مثلي

ومقبرة الشهداءِ،

وأسماؤهُمْ فوق حيطانِهِ المائلات على صُوَر

ذبُلت في انتظارِ الطريق إلى نخلةِ الناصِرة

لم نكُنْ نتذكّرُ إلّا لنحلُمِ مثل السنونو

ونشكو إلى أمسِنا الأبدَ المتأخَرَ كي لا تشيخَ قلائد زوجاتِنا في المرايا.

كأنا ظلالُ المياهِ التي هرمت فوقَ ذاك الحصى.

في الطريقِ إلى الشامِ

صلَتْ لنا الأمَهاتُ، فأخطأَنا موتُنا مرَتينِ.

ولكنَنا مُذْ أتى الغرباء ُبأسلحةٍ لا ترى

آنستنا ذئابُ البراري التي هبطت ْمن مخيّلة الجثث العابرة.

 في الطريق إلى الشام

لم يعثروا في الخرائطِ إلا على سِيَرِ الميتين،

ولم ينتبهْ أحدٌ في الجوارِ إلى مدنٍ سقطت،

كالنداء المفاجئِ، بين لحى وشواربِ طُرّاقِ منتصفِ الليل

بين التلالِ البعيدة والمنحنى.

كيف لم نرَ، من قبل، عينيكَ، يا جارَنا، دون ضوء

وأن ضيوفَك عميان يا حارسَ المِقبرة.

 في الطريق إلى الشامِ

لا تغفرُ الشامُ، مثلي،

سوى للذين تحبّ

لمَنْ جاءَ يُوقظ قتلى الحروبِ

ليذكُرَ ما قالت المجزرة.

 

  • شاعر وصحفي فلسطيني






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي