
عبدالدائم السلامي* لا أستطيعُ منعَ نفسي من الشعور بأنّ كتابةَ خاتمةٍ مَّا لنصٍّ مَّا إنّما هي إرغامٌ له على الموتِ، هكذا يبدو لي الأمرُ، ذلك أنّ فضلَ القراءةِ أنْ تُخرجَ النصَّ الإبداعيَّ من الكتابِ، وتَجعلُه فضاءً بلا تخومٍ نقف عليها وننظر إلى ما يوجد خارجَه، ذلك أنّ النصَّ المقروءَ نصٌّ بلا خار
بلقيس الملحم* لم تكن نزهة تلك التأملات الطويلة في اهتزاز الأشجار أو تكاثف الصوت في هواء ساخن أو تنفس رئة معطوبة اندست في قميصه فعادت الحنطة تغني في كف فلاح بحب وحشي أجثو على ركبتي أكتب قصيدة وأردد: في هذه الجهة الوحيدة من العالم تسكنني ولأنك مجهول اسمك تتوزع أزهار صفراء على طاولتك تبت
عبدالمجيد التركي* حتى وإن قرأت كتب رولان بارت، وكنوت هامسون.. يغريني العصيد أكثر من البرجر، أحب مذاق أصابعي أكثر من ملعقة المطعم التي تتذكرُ كل اللثات الملتهبة. *** الغرف المطلية بعناية شديدة لا تروقني المطابخ المرتبة تفقد حميميتها، والأكل في الصحون البلاستيكية إهانة كبيرة. احتسي
سلمان زين الدين* لم يَكَدْ يُبْصِرُ النورَ ذاكَ الربيعُ الذي انتَظَرَتهُ العُروبَةُ في غَفْلَةٍ من عيونِ الطواغيتِ حتى تَداعَتْ إلى وَأْدِهِ في المِهادِ غُلاةُ الفُصولْ: ـ فَانْبَرى الصيفُ يُصْلي عَذارى الربيعِ الصلّى ـ وَاسْتَفاقَتْ رياحُ الخَريفِ منَ النومِ تَعْوي عُواءَ الذئابُ وَقَدْ
صلاح حسن كئيبة أنت وباردة كثلوج القمم الضيقة، خشنة مثل أحجار الطرق المهملة ووحيدة كالفراغ. حقولك عاقرة لأن أمطارك مالحة ولا تنبت في حدائقك غير الأعشاب الضارة. باردة أنت وكئيبة لا مواقد في بيتك ولا شمعة موقدة أصابعك يابسة وجفونك ذابلة، بيضاء وصامتة كالموت. يجعلك الحزن عمياء فلا ترين
قاسم حداد* 1 لا نتحدث كثيراً عن الموت، لا نحب أن نفعل ذلك. لكننا نموت، على أية حال. وإذا تحدثنا عن الموت، فسوف نفعل ذلك في ابتسارٍ واختزال مخلِّيْن جداً. بَعضُنَا شبه مؤمن بأن الشخص الذي يتحدث عن الموت.. يموت عاجلاً. وكأن الساكت عن الموت.. موتٌ خالد. أنتَ لن تموت عندما تريد ذل
عبد الجواد العوفير* 1 لماذا يُنبِت فناء المنزل أشجاراً سوداء؛ أشجارَ الحنين؟ 2 الجدات، من الشرفة، ينظرن إلى الأشجار ويضحكن؛ الجدات اللواتي يشبهن سحباً في المغيب 3 الضحكات تتكوم، على نافذتي، مثل سنونوات هاربات؛ كيف أطردها، وأنا الوحيد، أكثر من سماء؟ أصغي لموس
ميسون شقير لا تذهب للموت وحدك خذ باب البيت خذ سقفه خذ التين المجفف خذ النهار خذ دراجة ابنك شعر ابنتك وكعادتك اترك لنا المفاتيح على الطاولة ومعها حفنة من دعاباتك الواخزة لا تذهب للموت وحدك خذ رائحة قهوة أبي كنزة الصوف التي حاكتها لك أمي خذ سنارتها خذ الخزانة كلها خذ ما تريد للطريق
بسام شمس الدين* كلما ازدادت وطأت الحرب تضاعفت شهوتي للحب كلما اقتربت من امرأة أوصدت أبوابها الصغيرة لا يوجد عشاق في المدينة الرجال المخدوعون والجوعى صعدوا على قمم الجبال وأنا هنا وحدي ورتل كبير من الأرامل والعانسات جميعهن اوصدن قلوبهن وفروجهن وشئن الموت عذارى ومعذبات القرى غادرت
زين العابدين الضبيبي * ابعدوا يد الليل عن فميأريد أن أحدثكم عن أشياء كثيرةعن ثقب الأوزونعن الغازات السامة التي يحقنكم بها!متى آخر مرةٍ شاهدتم نشرة الأحوال الجوية؟هل تعرفون إلى أي درجةٍتحت الصفر وصلنا؟كل شي يرتفعوأنتم تهبطونابعدوا يد الليل عن فميأريد أن أحدثكم عن الفضاء والكواكب!!رغم أن لا فضا
علاء زريفة* قمرٌ لي لقمري القادم قمرٌ لأتوب عما رميت من عصا غفراني ومددت إلى قعر عذاباتي بصلةَ النجاة *** قمرٌ وحيد لي منّي يذوب في كحل أواخري قمرٌ لك أيها المقتول قتلوك يا أبي ليبنوا هيكل خلافتهم وينحتوها قلاعا أنا القلاع.. "من دخل حصوني آمن بعذابي" *** قتلوك يا أبي
بهاء إيعالي ما يشبهُ البداية دخانٌ فوق الإسفلت وشموسٌ تمدُّ خيوطها طويلةً كعشبٍ صيفيٍّ جافّ فقف أيّها الثملُ هنا وقِف هناك &n
عبدالمجيد التركي* من هنا جئت.. هنا كانت أول أنفاسي، وأول ضوء أراه. روحي معجونة بالغيم والصخر.. بالمطر واليباس.. بالندى والشمس.. شهارة.. قرية نبتت بين أصابع الأزل.. كأنها شهقة الجغرافيا ونبضة التاريخ الأولى. ما تزال آثار أقدامي الصغيرة في ذاكرة أحجارها، وما أزال أحتفظ بكحل الجامع الكبير في عيو
إرنيستو كاردينال ترجمة وتقديم: محمد العربي هروشي هذه القصيدة مهداة إلى الشاعر الراحل أمجد ناصر ولد الشاعر إرنيستو كاردينال في غرناطة /نيكاراغوا في 20 يناير/كانون الثاني 1925 شاعر وقسيس وثيولوجي ومترجم وكاتب وسياسي ورائد من رواد تيار تحرير اللاهوت في أمريكا اللاتينية، نسّق أثناء الثورة م
آمال نوار* (مقاطع من يوميات) (12 يونيو/حزيران 2018)ما من بريق بريء في هذا العالم. (24 أغسطس/آب 2018)الإنسان لم يجهد إلّا في خذلاني؛ ولذا لم أنتمِ في حياتي إلّا إلى صوت الطيور العابر للغات والإثنيات والأديان، والمنتمي فقط إلى جناحَيْه. (29 أغسطس 2018)إنّ العيش الكامل في الذَّات، كالعيش خارجها؛
لطفي خلف* 1 رنين قد يلهث عقلي خلف الفكرةِ مثل كلابِ الصيدْ ويطول بكائي حتى أخفضَ صوتَ رنين القيدْ لكني لن أحنيَ رأسي مهما عالمنا ارتدْ 2 إلى القدس اشتقْتُ يا قدسُ للاحياء .. للحجر ِ اشتقت للسوقِ رغم الحظْرِ والخطرِ فأنت قربي ولكنّي بلا سببٍ تصدّني عنكِ ارتالٌ من
محمد ديبو نجم هوى في فناء مار موسى الحبشي. قالوا إنه إيطالي وقالوا إنه نبي وقالوا إنه ساحر وقالوا إنه بلاد واسعة وقالوا إنه صوفي وقالوا إنه نهرٌ عابر في صحراء قاحلة. ولم يقل أحدٌ إنه فكرة الريح حين تعبر في ثوب امرأة فقيرة تدوزن خبز الصباح على يديها، كي يأكل الفقراء: فقراء الروح
إبراهيم حسو* 1 لا شيءَ ما أقومُ بهِ أحرّكُ عيوني كي ألتقطَ فضاءً أمسكُ بهواءٍ عابرٍ مَّر للتو أغوصُ في قعرِ قصيدةٍ فلا أجدُ فيها سوى أسماكٍ ميتةٍ وأرواحُ نباتاتٍ مالحةٍ لا شيءَ يثيرُ طريقي كأني أبحثُ عن جسدي وسطَ ركامِ الذكرياتِ كأني أحاولُ أن أنظفَ زجاج أيامي وأزيلُ الرطوبةَ على جدر