لا طريقَ للعابرِ سوى الرماد

علي حسن الفواز لا شيءَ غير تأويلِ الخساراتِ، واستباحة المعنى، وخديعة الوقتِ، الساعاتُ تركضُ بالبلادِ إلى أقصى الجهاتِ، حيث الأخطاءُ الإمبريالية، وحيث العسكرُ يرممون السماءَ بالقنابل، والفقراءُ يشترون الفراغَ بالتعاويذِ… الخساراتُ تشبهُ يافطاتِ الموتى، تلملمُ الاستعارةَ والمجازَ والت


مقام الابن

المثنى الشيخ عطية برهبةِ الصّفر إلى فِردوسي المفقود أخطو ظلاً على نورِ شمعةِ عامي الواحد والسبعين بأجنحةِ الصَّقْرِ مرقَّشَ الريش برايات قُرَيْش أنشر مع كل خفقةِ توقٍ في رحابِ السّماء عطرَ أشجار «بستان هشامٍ»/ عاماٌ إثر عامٍ يمتدُّ من عبوركَ الفرات إلى منفاك الأثير بفناء أجنحت


في دالية ابن العبد

منصف الوهايبي لكأنّي خـلّـفتُ الأرضَ ورائي وأنا أتدلـّى في حبلٍ مرخيٍّ، من لغتي، وسْــطَ كتابْ كان الليلُ على أوّلــهِ (شمسٌ عالقة في السّمتِ، بلونِ القِـرْمٍزِ) حين سمعـتُ يدِي تـُطـبقهُ خـلفي كالـبابْ أدركـتُ سريعا أنـّي أهبطُ في مطلع دالية ابن العبدِ، ولا أدري كيف ولا من أينْ ٭ ٭ ٭ قل


سـيرةٌ لهادم المـعبد  

    علي جعفر العلاق- الى سـعدي يوسـف لابـْنِ يوسـفَ فتنتُهُ بالمنافي.. يتوقُ الى بردها تارةً والى صمتها تارتينِ ويدعو اليه ندامـاهُ من مُفلـسٍ لم يجـدْ وِجْهتَهْ، ونبيٍّ يقـاسـمُهُ شـقّـتهْ.. لمّ يعـشْ لحـظةً دون منفى: مخيلةً للكوابيسِ كانَ وذاكرةً تتفصّدُ أقنعةً وعذاباً وسعفا..


على كتف النّهر ينام الضوء

آيات القاضي كلما لاح في خاطري وجه البلاد نبتت عتمة على حافة الصورة ٭ ٭ ٭ أريد أن أكتب عن الشّمال ملوحته في ذاكرتي.. خطوات الراحلين وهي تستحيل زهوراً تغطّي عظامنا لشتاء آخر. ٭ ٭ ٭ أشجار السَّرو تنحت من آذاننا صوامع للخريف وتحيي في دمي رائحة الأرصفة الحجرية وارتعاش الزنزلخت من لمس ال


الشجرة

نجمان ياسين شجرة تنتظر في وحدتها المضيئة عزلتها المنيعة، شمسَ الله، نوره الهابط كاليقين، شجرة يلفها صقيع الروح برد الذاكرة، شجرة قرب مياه النهر قرب نياط القلب، تهفو إلى عصافير القلق الوجل تحتضن الطيور والسماء شجرة يدهمها الرماد والعواصف، لكنها لا تنحني ٭ ٭ ٭ شجرة ثمارها الخوف المرتعش


إفادةُ يام بن نوح الأخيرة

فراس موسى (إلى منصف الوهايبي) تنّورُ بيتكَ فارَ.. يا للماءِ منهُ يسيل غدرانا.. إذنْ.. لن تستطيع الآنَ أمّي أن تقمِّر خبزَنا اليوميَّ أو أن تسجرَ التنوّرَ.. فالتنّورُ ماءٌ.. يا أبي.. قل لي هل اكتملتْ خريطةُ عالمٍ رسمتْهُ خلواتٌ طويلاتٌ سفحتَ بريقَ عمركَ في مراعيها ترضِّعُ نفْسكَ اللوّامةَ


نيازك غزّة

 جمال البدري وما رميت إذْ رميت سهما طائشا… بل بشهب الله رميت قذفا ماحقـا… فتساقطت نيازك السّماء كسفا حارقا… ذات جناح أحمـر؛ وغرابيــب ســـود؛ كصقـــر أجـــــدل؛ خـــرّ على حبــارى هابطـا صارخا… فتهاوت في تابوت. ٭ ٭ ٭ لقد أبيت ثمّ أبيت… وما قد


قنطرة كوكب حمزة

علي جعفر العلاق منذ قامت قيامتنا .. مذ تأوّهَ شـيخٌ على ما مضى أو بكتْ شجرةْ .. مذ بنينا الى الله برجـاً ولكننا لم نـرهْ .. منذُ منذُ .. ومنذُ الى كـم .. وحتى متى .. والى أين نمضي ..؟ وهـذي الجمـوعُ تدوسُ على بعضها ، كي ترى القنطرةْ .. شاعر عراقي


أي عشق سوف يزهر في المنافي؟

أشرف قاسم ـ هذا قرارك؟ أن نودع بعضنا بعضاً؟ ـ نعم هذا قراري ـ فلحتفل بوداعنا فلحتفل بهزيمة نكراء ترسم لوحة لضياع أحلام الصغار! ـ سأظل أذكر حبنا .. ـ سأظل أذكر أن هذا الحب آذاني وعجل بانكساري!! دع لي الدموع أبثها ما في الفؤاد من المرارة والخسارة والدمار تتشكل الآن الهزيمة كادرات من


ليتنا كنّا حجارة البيوت

موفّق الحجار برندا هناك على شرفة في الذاكرة رجلٌ يقصُّ الورقَ الميّتَ من زَرِيعته لا تعرفُ الشُرفةُ أنّها خيالٌ ولا الرجلُ أنّه لحظة ولكنّ الزرِيعةَ تُدرِكُ أنّها ميّتةٌ منذ زمنٍ مديد. ■ ■ ■ كَنَبَةٌ حمراءُ في داريّا 1 اشتريت ممحاةً، وبدأت منذ يومْ أمحو كلَّ ما كتبتُ من قبل واشتريتُ


ذئبة القلب

عمر أبو الهيجاء مثلُ ذِئبةٍ دَاخِلي تَعوي وأنا طَيرُ الهَوى الجريحْ قُلتُ: أنا الريحْ أحدق في الليل وذئبة القلب وحيدة تقود بأصابع مبتورة أوركسترا الرحيل عزفتها أبتهل العيون العيون التي أراني فيها وأمعن بالأسئلة أي عواء أخذني لدمي؟ هي ذئبة التجلي تؤمن بأني انتصرت لقرار الشمس لم أحاور


اعْترَافٌ تَحتَ الإكرْاهِ

إبراهيم الكراوي غيُومٌ تبحثُ عن أعْشَاشٍ بَرِّيةٍ مَاذَا لو تكَسَّر زُجاجِ كَلمَاتكِ كَلِماتكِ، أعشَاشُ نَسرٍ مَطرٌ، مَسَامِيرُ تَدقُّ طُبولَ الألَمِ في الأعَالي المُعلَّقَةِ إلى أبَدِيةٍ تُولدُ غيُومٌ، غيُوم كانتْ في مَا مَضَى دُموعَ ملاكٍ. غُيومٌ تولَد مِن صَدى عَينيكِ؛ إذِ تهْبطُ ال


تعريفات سقطت من كتاب الحرب

عاشور الطويبي الحرب ذئاب تحوم حول حوضٍ يفيض بالقتَلة والقتْلى. ■ الوطن شريطٌ لمّاع يضعه الداخلون، ويرميه الخارجون. ■ النضال رأيٌ صائبٌ في وقته، الخُسران فيه فوز. ■ المطر معروفٌ بخلع ملابسه في القفار. ■ صاحب المعالي رَجلٌ يُقدّمُ رِجلاً ويؤخّرُ أُخرى. ■ صاحب السعادة دخلُه باليورو و


نصٌّ يلدُ أرواحاً

محمد كبداني متلازمة  على رأسٍ هذا الزمنِ أجلسُ وسط مخاضٍ لأكتبَ شيفرةً بين الوجودِ وفِكرَةِ الوجودِ سيلدُ النصُّ أرواحًا تُضرمُ النيرانَ ستصرخُ كلمتي وينتفخُ وريدُها الجبهيُّ لن أُغنّيَ للعاصفةِ ولن أُهدِيَ قصائدَ أخرى لِدَعَساتِ الدَّهرِ الليْلُ وحدَهُ قِيامَةُ الشاعِرِ ضوضاءُ


أشعارٌ غائبَةٌ

خالد الحلّي كُلَّ صباحٍ كانُوا يجتمعونْ مِنْ أولِ جارٍ حتّى سابعِ جارْ يَجْتَرُونْ ما سَمِعوا مِنْ آراءٍ أو أفكارْ ويُغَنّونْ أغربَ ما حَفِظوا مِنْ حِكَمٍ أو أشعارْ ذاتَ صباحٍ أكْبَرُهمْ سِنَاً قالْ منذُ عقودِ نحنُ نُكَرّرُ ما نَسْمَعُ فلماذا لانُبْدِعُ في الصّبحِ التالي جاؤوا، كُلٌّ


الروتين اليوميُّ يمتصُّ المَقتلة

علي شمس الدين عبورٌ نَمْ هناك مُتمدِّداً، كالعتْمِ في أُمسيةٍ كالكلمةِ في ملامةٍ كالعنقِ في طرْفِ العينِ، نَمْ هناك منتهياً كأغنيةٍ من الأناشيدِ إيّاها كلسانٍ ينسحبُ بين الشفتين نَمْ هناك كعُطلٍ بين زمنين كرواسِبَ بين الرّحى كعينٍ وحيدةٍ مع ضوءِ الشارع نَمْ واسترحْ الغبارُ سيرسُم ا


همة لضوء ضئيل

عباس الحسيني لا كناية تؤرّخ حتوف المساء، وأنت تعدّين الطعام لميتين أضوء أنفاسك ؟ أم شحة بصيص يتأرجح بين قاتل نهم وموشح واهن الرنو ؟ تلك التخومُ سليلة عاشقة تتأبط بدايات كنعان … مبهورة بفحولة الحقل، ايما رقصة تهفهف لوجع القمح ؟ وزعتر العابرين ؟ دماء المجرة تطفئ وله القنصِ &ndash








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي