شمس الشتاء

منير الدايري*

تقفين هناك تنظرين
وعيناك شاردتان في الأفق البعيد
بوجهك تعلو ابتسامة حزن عميق
مثل شجرة انحنت للعاصفة
ولكنها ما زالت تتحدى الريح

أرى فيكِ قوة الصمود
وجمال النفس التي تبتسم رغم الألم
وفي خطواتكِ، يطوي الزمن خُطاكِ
بين الحقول والمدن التي تحلم بها

أنتِ لستِ فقط رفيقةً للدرب
بل رمزٌ للحرية التي تسعى
وفي قلبكِ، يجتمع الحب والأمل
كقصيدةٍ تكتبينها برفق، وبرقّة

كلماتكِ تحملني إلى عالمٍ آخر
حيث تتشابك الأقدار والأحلام
وفي عينيكِ، أقرأ سطور الحكمة
وأسمع نبض الحياة في دواوينك

فلتكن قصيدتكِ، يا رفيقة الروح
شهادةً على الأيام التي تمرّ
ولنقف معًا في وجه المصاعب
بعزيمةٍ وإرادةٍ لا تنكسر

من بعيد أراكِ تتأملين شمس الشتاء
وأشعة الشمس الدافئة تداعب وجهكِ بلطف
كأنها تُحيي فيكِ ذكريات دفينة
وتنسج حولكِ هالة من السكون والسكينة

أرى فيكِ روح التأمل العميق
وأفكاركِ تتناثر كأوراق الخريف
تبحثين عن معنى الحياة والأمل
وتستمتعين بلحظات الحنين والذكريات

وفي عينيكِ أقرأ حكمة الأيام
وصبركِ على مصاعب الحياة
تحملين في قلبكِ حبًا وإرادة
كأنكِ زهرةٌ تنمو في صحراء العمر

أنتِ لستِ فقط رفيقة الدرب
بل رمزٌ للحياة والتحدي
نقوى معًا، نواجه الصعاب
ونعبر الزمن بثبات وإيمان

فلتكن شمس الشتاء شاهدةً
على اللحظات التي نصنعها معًا
ولنمضِ قدمًا، بأمل وقوة
فأنتِ في قلبي دائمًا، يا رفيقة الروح

فلتكن هذه الكلمات بداية جديدة
نخط بها معًا قصة حياة لا تنتهي
وأنتِ نجمة في سماء وجودي
ولن يفصلنا إلا الخلود الأبدي...

(المغرب)