غريب على الدانوب

جمال البدري كدجلة في فيينا يترّنح الدانـوب ترّنح سكران احتسى الشراب.. تحت ظلال مقهى ( الرينغ )(*). يتذكّـر الغريب شارع الرشيــد.. فبين الاسمين بــون من الآهات؛ من شارلمان إلى هارون الرشيد من كرستال الأرض إلى بغــداد ومن فيينــا وصيفة الجمـال.. إلى بصرة السيّاب والنخيـل. آه أيّها الغريب ع


عزيزي سانتا كلوز

سومر شحادة عزيزي سانتا كلوز لو تُحضر لي أباً عِوضَ الذي قتلتهُ الطائرة وإن كان الأب لا يدخلُ من المدخنة لو تحضر لي يدَ أبي أو عيني أبي القديمتين ذاتهما أو النظرةَ الدافئة التي كان يتركها عليَّ عزيزي سانتا كلوز الطائرة قتلت ألعابي كُلَّها لو تحضر لي حصاناً يأخذني إلى أبي حصاناً لا يراه


فن أن تكونَ وحيدا

ملاك أشرف صد الأعداء بالصمت انتهى كُل شيءٍ عندما صمتت الكلمات كلماتكَ أيها الجسدُ النحيلُ كلماتكَ التي استراحت ولَمْ تعد تركض معهم التي خذلتهم ولَمْ تخذلكَ لا تخذل الكلماتُ صاحبها إن صمتت لا يخذلهُ شيء إذا قرر التوقف عن المُطاردة أيها الجسدُ المسكينُ ما زلتَ في لُعبتِكَ تخذلهم قبلَ أن يطر


لا أجنحة تحمل الأطفال

فادي العبد الله نحو الإمحاء كانت للحياة قواعد وللموت ترتيبات تحفظها عهود وأسماء ومأثورات رغم الأيام الدوارس عندما يختلطان مثل نخاع مهروس على الأسفلت مثل عظام مطحونة كفتات الطبشور يصبح للموت قواعد ولا حياة الكلمات لا تخرج من فم كلمات تكلّ عن أن تكون حتى صدى لما كان معنى حتى أجنحة الم


كتابات المذبحة

فيكتور نصرالله سروجي «يا شعبي ماذا صنعت بك… وبمَ أحزنتك… أجبني» يا إعصار الرعب القادم من رحم الليل القاتم ماذا أحضرت؟! يا وجه النحس النازي يا مدَّ الخوف الداهم يا أشواق الجوع الدامي ماذا في جعبة أعوانك؟ يا ابن «اﻷسفارِ» الغازي أهي «اﻷسفارْ&raqu


نخيل أعلَن القيامة

راضية تومي أصابعكم الدّراكولية* تسرق منذ دهور أكياسَ الحنطة كُلّما حصدناها تحت بزّاتكم العسكرية قنّيناتُ دمِ أصحاب الأرض تشرَبونه كي تجتازوا نوبات الهلع في تلك الرُّقعة البعيدة تصطاد "دْرُونات" مُدرَّبة صُراخَ الخُدّج تُردّد حقيقة الأخ الكبير الذي اغتال في زمن سابق في العالَم الذي سمَّ


دنقل

سعد سرحان طفحَ اليأسُ يا أملْ طفح اليأسْ فهذا يصالحْ وذاك يصافحْ وكأنْ لا ندوبَ لجراح الأمسْ. طفح اليأسُ يا أملْ طفح اليأسْ فهل من أملْ وقد غار ماء الوجهِ وازدهر البُؤسْ؟ طفح اليأسُ يا أملْ طفح اليأسْ فقد أمسى العارْ بإكليل من الغارْ وأضحى للهزيمة شارةٌ وبَأْسْ. طفح اليأسُ


على هامش ما يحدث

المثنى الشيخ عطية أطفال غزّة دون جدوى أبحث عن الإله الأعمى الذي لا يميّز جنس اللحم على مائدة عشائه عن الأسلافِ المنحدرين من قاتل أخيه عن القوّادينَ المُحايِدين على أرصفةِ اليمين واليسار في المدن المتعَبة وعن مجرمي هذه الحرب السّفهاء كي أخصّهم بالشكر على تسليحي بمناعة مقاومة قتلي بالتأثّر


في الشارع المشترك

عبد الكريم الطبال طفلان كان الأوّل يمشي في الشارع في غزّةَ يبكي يصرخ يا أُمّاه كان الثاني يمشي في الشارع في غزّةَ يبكي يصرخ يا أخاه رأيتهما في صورتين هما الآن يمشيانْ في الشارع في شفشاون يبكيان يصرخان وأنا بينهما أبكي سرّاً أصرخ سِرّاً. شاعر من المغرب


من يُصدِّق الأكذوبة؟

خالد الريسوني أشجارُ الزيتونِ ظلالٌ لحقولنا والمحاجرُ أرضٌ محروقة وجرحٌ مُزمنٌ في جدارٍ والأعمى سيُرَدِّدُ حكايتَهُ للمرَّة الألفِ رديئةً لا يبصِرُهَا إلا عميانُ تاريخِهِ الأسودِ مَن يُصَدِّقُ أكذوبتَهُ وهي ترقصُ على حبالِ الخديعةِ منفوشَة الأوتارِ مهزومة الشِّعار وهي ترقصُ على حبالِ الخ


ولسوف ترجع

محمد الشحات كل المعابر أوصلتني باتجاه الموت فاهبط ناحية الجنوب ولا تعد الا إذا أفرغت صدرك من جيوش الخوف واترك مع الأنقاض حلمك عله ينمو ويكبر فإذا رجعت إلى ديارك فالبيوت شواهد واترك صغارك خلف ظهرك ينعمون بلا حراك في مقابرهم ولسوف تنبت مرة أخرى وتصحب كل من رحلوا واحمل بصدرك من أديم ال


قصائد إلى غزّة

عبد الوهاب أبو زيد مفتَتَح أيّها العالم الذي لا قلبَ له عليك اللعنة أيّتها الطائرات التي تُمطر الموت من السماء عليك اللعنة أيّتها النارُ التي تحرق الأخضر واليابس وتمدُّ ألسنتها في كلّ مكان عليك اللعنة أيّتها الصواريخ والقنابل التي تتبع رائحة دماء فرائسها من الأبرياء مثل الطرائد الخائفة


أزِحْ قليلاً عَتْمةَ النهار

علي جعفر العلاق إلى جبرا إبراهيم جبرا لم يأتِ أعزلَ.. بل كانت تحفُّ به اللغاتُ والمطرُ الصافي، له حلُـمُ المعذبين الحيارى تارةً، ويرى السرابَ محضَ اخضرارٍ والمدىً مدناً من المجازاتِ تترى، أو من الصخبِ.. ٭ ٭ ٭ هل جاء من جهة النسيان؟ كان له أمسٌ، وثم غدٌ يدعوه، محتشداً بالممكنات، وفي أ


مِن هنا مَرّ أطفالُ فلسطين

شوقي عبد الأمير حجر ما بعد الطوفان منذُ القِدَم كانت الآلهة تنتحلُ وجهَ الحجر لتماثيلها لم تنسَ الشواهدُ الحجريةُ جُثثَ الشهداء التي تحرُسها في سراديب الأبد. إنها الأرضُ تستردُّ الدمَ المراقَ حجراً.. حجراً.. أيها الشعراءُ ابحثوا في القواميسِ عن الأحجار. هل سنتركُ للحجر أن يكتُبَ وبأ


وصيَّة

أمجد مهنا اخرُجْ من الرَّكبِ المَركَبِ، المَوكِبْ وامتطِ النَّجمَ الغيمةَ، الكوكَبْ كُنْ للحضارةِ رغيفاً سومرياً أسمراً ولكاتبها محبرة كُن مثلَ حدْس المعرّي مثلَ الأزرقِ في عينِ بيكاسو أو مثلَ بصيرة العانيِّ كن كالماءِ على حدّ تعبير لاو تسو غيرُ قابلٍ للكسر والاحتراقِ تنسابُ بين الش


ضُمّنا إلى غلافكَ يا ربّ

علي أبو عجمية في السابعِ من تشرين نحن هنا يا ربّ. تحتَ أنقاضِنا وتحتَ عرشك. قَرابين، وَشُهداء، وَمُشْتَبهٌ بهم. فقأنا أعين القتَلة كلّهم في السابع من تشرين. وفتحنا شُرياناً بما طيرُ الشراع جرى؛ لكنّ الدم لطّخنا. وكنّا جرحنا كبرياء الحواضرِ لكنّ الحداثةَ طوّقتنا. المراثي جريمة في لسان النسّائين.


كفافي

سعد سرحان وقد سنّوا الشّريعةَ وسنّنوا الخطابْ حلَّ البرابرةْ. وقد سمّوا الدّريئةَ وسمّموا الحِرابْ حلَّ البرابرةْ. مدجّجينَ بالظلام بالبراثن والأنيابْ حلّ البرابرةْ. بكلِّ ساحٍ وعند كلّ بابْ حلّ البرابرةْ. بالحلِّ وبِئسَ الجوابْ حلَّ البرابرةْ. ... ... فَيَا لَسَماحةِ الأرضِ وهي


دمعة للوطن… يسكنها الحنين

مروان سمور اشْتَاقْتْ الْقُلُوبُ إلى غزة وَيَا لهفْتِي كَيْفَ وَاَلْجُفونَ مِنْ بَعْدِهِ تَرْقُدُ مَا بَالَهُمْ يَغْرَمونَ بِهِ وَصْلا كَلَيْلَى واقوامٌ يُوَارُونَ حُبهِمْ وَكَمْ يَفْعَلُوا غزة يَا سَاكِنًة قَلْبِي كَيْفَ الْخَلَاصُ مِنْ مُحَنتي وَمَا أدري لَعَل عَقْلِي مِنْ اللهْفَةِ أفقِدْ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي