رجع صدى

2025-04-30

اللوحة للفنان المغربي أحمد الشرقاويأحمد بن شريف*

 

كتبوا في سجلّهم الذهبي
عناوين الطير ثم رحلوا.
كيف السبيلُ للخروج
من سجن الأسماء؟
بين النار والرماد
تبني الخطاطيفُ أعشاشها.
تسكن صورة المطر سماء قريتي.
أبيتُ اللّيل رافعا علم الكلمات
في وجه نفسي.
امتداد الأفق الصّخري،
يُشعلني قمرا يطلّ على وجدي.
لن تنال منكم أحبّتي صرخة البحر.
خلفي وخلفكم،
تسهر البوارقُ حتّى الصباح.
من يقو على رسْم قلب لا يحب؟
عدا حبر النسيان.. وحده يوقّع
على النّار والرّماد في الوجدان .
أعودُ لحمْلِ روحي ثانية،
علّني أكتبُ جملة واحدة.
أجري مثل طفلٍ، يُطارد ألوان الطّيف.
بين الأزرقِ والأحمرِ أفتّش عن إسمي،
أفتّش عن محفظتي وأقلامي.

****
عبور

رصاصة فضّية تعبرُ الأرض
كانتْ عنوانا للقبائلِ.
تأتي على حينِ غرّة
لِتسكن في قلب الفدائيّ.
دويّ الطّلْق يحملني
إلى عريشِ الغاضبين.
ليكنْ هذا المساءُ قارورة عطرٍ
أو وترٍ مفقودٍ على العود.
رصاصةٌ في حجم الأرض،
تسرِق أوجاع الدّاخل إلى صحراءِ العرب.
صحراءُ الأوّلين والآخِرين.
ينبتُ الرّمل وجعا في كاحلِ امرأةٍ
ثكلى ، نذرتْ سِوارها هلالا.
رسمتْ بكُحل عينيها خارطة للشّرق
تيمّنا بعائشة وزينب وفاطمة.
هذا خمارُ السيّدة الثّكلى،
حملتْ ضوء القمرِ في محْجريْها.

****

توقيعٌ على بياض

جالسٌ أو نائمٌ،
يُسعدُني أن أتكلّم.
يُسعدُني عدّ المفردات.
ليس كلُّ لغوٍ كلام،
يرُوق لي حديثُ الرّصيف.
سكرةُ النّايِ الحزين
تمضي خيط دخّان.
من رأى منكمْ قمرا تائها
يُبلغ عازف النّاي أنّنا هناك.
نسرجُ الخيل في عزِّ اللّيلِ
كيْ نرحل.
نرحل بعيدا عن سمائِنا
التي لم تعدْ تحمِينا.
نجمٌ شاردٌ يدخلُ فجأة خيْمتنا
يخطفُ القذى من عُيوننا.
تخرجُ أنغامُ النّاي من قِمطْر اللّيل ،
تسري نشيدا فوق السُّطوحِ.
نحملُ تعاستنا مثنى وثلاث
ضدّا على أنفسنا.
ألتفتُ خلفِي علّني أسمعُ أنغام النّاي
أجدُ نفسي قد أضعتُ حِزامي الجِلديّ
فانكسر ظلِّي قدّام الوادي..
……


*شاعر من المغرب









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي