
عمر أبو الهيجاء*
ارفعني قليلاً يا فجرُ
لأقرأ على مهل فلسفةَ المَعارك
كي أرى بَياضَ الأشياء في الرأس
وأرى أمامَ كهولة المنازل
حرباً
تأكلُ الكائناتْ
وأرى ما أرى في كتاب القتل
أيتُّها المنازلُ/
أعيريني وجهي
لأبصرَ ما تَركتهُ الهزائمُ
على تراجيديا الجسد من نواح.
ارفعني قليلاً يا فجرُ
لأرى سماسرةَ الوقت
يُلوحونُ حَاملينَ ذاكرةً عَرجاء
إلى نهار معطوب
أمامَ صرخة أم عائدة من المقبرة
أمٌ لم تزل ممسكةً بمفاتيح البحر
تُربي الحَنينَ
في ضحكة طفل
وتطوي صحف الغياب
تخطُ على ورق الحقيقة
سيرةُ الردم على فراش النكبة
وتتمتمُ للموتى النيام.
ارفعني قليلاً يا فجرُ
إلى دمع الفقراء
لوجه الريح حين تلامس
خواطر الشجر في مساحة الأمل
ارفعني قليلاً
لأرى البلادَ حين
تَلبَسُني على جناحي فراشة
في اعتقال الأضواء على الجدار
فأبكي على إيقاع أُمّ جرجتها
أنفاس الناي.. وتبتهل
وأرى أسئلة تنوح عليَّ
قلبي طافحٌ بالغيم
ولا مطر..
لا حجةَ للوقت في الوقت
كُلنا على قلق
أحلام محترقة في المرايا
بلادٌ/
تسوقُ على زند الشمس مائد الحرب
وأغبرةُ تاريخ مُعلب في بريد الفراغ
ونصوصُ عاصفة باردة
في حشود الجند على الكلام.
ارفعني قليلا يا فجرُ
لأشم
لغة قلبي ودمي
تاركا قميصي
على شجر الرؤيا
ها أنا أعبرُ كموال
على الفم المالح
وأُطلُّ على الشهداء
أشيّعُ تاريخا مصابا بالزكام
وأقرأ على مهل
سُقوطَ
الأقنعةْ.
*شاعر أردني/ فلسطيني
*اللوحة المرفقة للفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل عبد الحي مسلم