
سهى الجربي* 1 صحيحٌ أخبرتك أنني غابةٌ مهجورة،لم أكن أعلم أنّ أصابعكأعوادُ كبريتٍ تُضرم فيّ كلّ هذه الحرائقوترحل. هل رأيتَ غابةً تمشي؟كذلك جئتك بمسالكي المتشعّبة،وأنت طفلٌ جرّبتَ معي لعبةَ الأعشاش،أفزعتَ عصافيري فوق عشبك،وأدرتَ ظهرك للطريق. حين قلتُ لك إنني غابةٌ متشعبةليس لتعلّق على أحراشي
كريم ناصر 1ـسأمضي إلى الحقلِ كما لو أوصاني قلبيلأبحثَ عن مذاقِ حلمتك،فلم يذرقِ العصفورُ ذهباً،لمْ يأكلِ الصائدُ أكبادَ فرائسهِ ولمْ ينتفْ ريشَ البوم،لكِ العنبُ ولي برجُ الحمام،لكِ النحلُ ولي الشهد،لكِ الخُزامى ولي الوثبة،لكِ القمرُ ولي الشمس،هكذا شممتُ الزيتونَ في الجبلِأسرجتُ حصاني وحرثتُ مزرعةً،م
علي شمس الدين* من روحِ الشاعرِغناءٌ بوليفونيٌّبلونِ غرابٍيتلو الإعاداتفوقَ صكوكِ الزمانِ.السلالمُ المؤلّلةُ في هذه المحطّةِطويلةٌ جداًأقفُ عليها منتظراًأتمنّى أنْ لا تتوقّفَأتمنّى أنْ تكملَ صعوداً.*** أشربُ كأساًفي حانةٍ لا أعرفُهاتعودُ الغربةُ بثيابِهاتبدأُ منذُ فتحتُ البابَرأسُ اليومِ الأوّلِخلل
جميل مفرِّح* لا تلقوا التحية أيها العابرون..هناك من ينامون واقفينوهناك من يسيرون نائمينوأنا ممن لا يحبون الحكايات العابرة..ابيضت جديلة الأحلام التي ظفرتها البنت القروية قبل ثلاثين عاماًتفتت كحفنة ثلج خانتها الفصول..الفصول ليست مسئولة عن أولئكالذين يثلجون أحلامهمبالقرب من مواقد الحرمان..الحرمان لم ي
عامر الطيب * العراقيّون يحبّون البقعَ الفاتنةأكثر عندما تزول،عندما لا يمكن استعادتها ببراعة،يستيقظون في اليوم الذي يموتُ فيهالطاغيةفيجدونه أشدَّ عذوبة،يجيئون إلى الأعشاش حين تمسي معتمةً،إلى مدن السعادة البشريةوهي دخان،إلى الحياة وهي زاخرة بالموتى،العراقيون يبكونفتعيد النواعير دورانها، تنجو
حمزة قناوي* في الشتاءِ الغريبِ أحبكِهل تصعدُ الشمسُ من كتفيكِ إلى عالمٍ غارقٍ في الأساطير؟هل تذكرين اشتهائي لكِ حينَ أنَّ الشتاءُ؟غريبينِ كُنَّا بمزولةِ الوقتِوالوقتُ ينسجُ أسطورةً من حنينِ المراياوأنتِ تُعدِّينَ لوزكِ للدفءِ.. يصهلُ فيك الحنينُ لما تشتهينوما لم يُسرِّ الغناءوفي ليلِ هذا ال
احساين بنزبير* ربما، قَدَرُكَ أن تكون من سلالة الهنود الحمر،تركتَ الريشة على المائدة متناسيا نثر رأسكَ،وبشرتك الواهنة في عالَمٍ مثقوب.أينما كنتَ، تتقمص هيئة ملحد يَتوهَّب في طيبوبتههنا،الكتابة ضريبة على حبك الحسير،كما لو يدكَ ترتعش حين أزاحت فستانا أفغانياأو مجرِّيا… ربما.إننا ذكرى ش
محمد علوش* أنا ما رَفَعتُ يدي على أحدٍ،ولا غرستُ الشوكَ في صدرِ النهار،أنا من تراب الوجدِنسغُ حنينيينمو زهراً في ديار.أنا ما كتبتُ الجرحَ في سفرِ الزمان،ولا بنيتُ النارَ في وهجِ الطغاة،كلُّ ما عنديظلالُ قصيدةٍتحملُ قمحَ القلبِ، لا سُيفَ الهُواة. فدعوا خُطايايَ تميلُ على الحقولمثل الأماني ف
شفيق الادريسي* أَحْلاَمِي،تسقُطُ كأوراق الْخَرِيفمِن مزْهَرِيَّة عُمْرِي.هذا الصَّبَّاح،خَرَجَتُبَاكِرًا مِنْ حِضْنَيأستفيقُعَلَى حَفِيفأشرعة العواصفِوالبحرُ يَتَأَوَّهُمِن هَدِير الأمواجيُدغدغ الرِّيح وَجْنَتيتُحاصرني،عَوْرَات نَوَافِذ الدَّرْبفأقفُ…فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ شارداأب
عمر أبو الهيجاء* 1ما الذي تراهُقالتْ نجمةٌ في البعيدأتهجى طينَ الأبجديةفي رحم الأرصفةوأرتبُ رائحةَ الحبر. 2أولُ الذاهبينَ للتُرابتأخذهُ سيرةُ البلاد لنهار مُرتعشكأنَّ الذي رآه ثقوب نايوأصابع مبتورة في الركام.3دمعٌ مالحٌ يعرفه الأطفال كثيرايَتجولونَ في غبار البيوتأم تنام في فراغ مقيمتخطُ على وسائد
عبد اللطيف عدنان 1 ـ قنص بين الخوذة والخوذةهب الذباب/ طار غمام الرغباتولم يترك سعة من الموت/ سوناتالكي يسجد التراب للتراب. اختنق دمار البنيان بأظافر/ تبحث عن أصابعهاوخصل شعر/ تحلم بحناء العرسويد تصافح كف الغوث في لحده المقدسيوأخرى ترد بأحسن منها على فاه العدسة. كانت الأعداد تعد عدتها لتقتفي أثر
عمار كشيش* المعلّمُ بصوتٍ عالٍ:□ بدأتِ الاستراحة.ثم همس:□ لكنّما القمرُ في وجهي مثلَ قلبِ نخلة،راحَتُه أن يظلّ مستمرًّا هكذا…وضربَ طبلَ الهواءِ عدّةَ ضربات،حاولَ ألّا يراه أحدٌ في هذا المشهد.لكنّ الطالبَ الشاعرَ، سمعه،وخاطبَ شجرةً جريحةً في منتصفِ بيتِه البعيد،وخاطبَ المعلّمَ أيضًا:□
راضية تومي* أبحثُ عن كتابربما سقط مني تحت السّريرأو نسيته عند الجيرانأبحثُ عن كتاب هذا الصباحوشعاع الشمس قد انكسر على عينيّفلا أرىغير العتمة تحت السريرالذي مدّ منه الشرشفيَديْه إلى الأرضيداعبهاالكتاب يقول شيئاأحتاج أن أقرأه هذا الصباحفي بطنه الأملس فانوسوأحنّ كلّ مرّةإلى رائحة الكتابولون أو
رياض السامعي* أيتها الخيبة، أكملي مهمتك الليلة، وارتجلي كلامًا يتطاوع مع جيف المشَّائين، ويتسرمد في أخيلة الجوعى، كوني طرق الغرائين المتجاذبة أطراف اليأس، وانزلقي إلى عمَّاءات السؤال. قولي لإيماءاتك المحتضرة في مجادلة التنانين ..تعشبين كالريح، ويتذوق حليب إنانك سُهارى القَتَام. يتصيد د
نهار الهاشم* *اللحظات الفاصلة هأنذا بين اللحظاتِ الفاصلةأتذوّق كلماتِكَ،بين اللحظاتِ الفاصلةأسمعُ عطرَ أفكارِكَ،هأنذا سأغنّي لكَ بعينيَّ،في هذه اللحظاتِ الفاصلةيُصبحُ البُعد عدوّيويغدو اللقاءأمني وسلامي،ولهذا خيطٌ من الرغبةِيُنسجُ خفيةًفي هذه اللحظاتِ الفاصلة. *طريق العجائب. خلال الطريقأ
عبدالحكيم الفقيه* 1 ﻟﺴﺖ ﺃﻋﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎﺃﻧﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﻟﻢ ﺃﻉ ﻏﻴﺮ ﺟﻬﻠﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐﺍﻣﺸﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕﻭﺍﻣﻀﻎ ﻗﺎﺗﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍﻭﺃﺻﻐﻲ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﺬﻳﻌﺔﺃﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﻮﻥﻭﺃﺭﻓﻊ ﻛﻔﻲ ﻭﻭﺟﻬﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﻴﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀﻭﺃﻧﻔﻖ ﻋﻤﺮﻱ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻳﻮﻣﺎ ﻭﺟﺮﺣﺎ ﻭﺟﺮﺣﺎﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺗﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻷﻣﺲ ﻛﻴﻒ ﻣﻀﻰ ﻭﺃﻧﻘﻀﻰﻟﻢ ﺃﻉ ﻛﻴﻒ ﺃﺟﺘﺎﺯ ﻳﻮﻣﻲﻭﻳﺮﻋﺒﻨﻲ ﺍﻟﻐ
الياسمينة: رأسي كجرةِ خمرٍ مُلئتْ دمعاً !ثقيلٌ ثقيلٌ كأهداب عيوني حالةَ اليقظةِ بعد سُكرٍ طويل.رأسي " شوالةُ " قشٍممطوطٌ بدون عناية.وفي تلافيفه أدغالٌ من حكايا عبَّاد الشمسِ.في رأسي تمتزج صورةُ الوطن بالنميمةوالحذاء بالكرباجوالعلِّيقة بالدرك !أرفع رأسي فتحاذيه مشنقةوأُحنيه فيلتئم قبرٌوأنا معجزٌ كوط
أسماء أحمد* لا شيءَ سوى الفراغِ من حولي،صدى صوتي قابلٌ للطيّ،لتخمد تلك الحرائق لا بدَّ من ساعةٍ متوقّفة،لم تهاجرِ الطيورُ في الصقيع،لم يتنفّسِ الصباحُ من دون رئةِ الليل،كلّ الطرقِ غطاّها الطينُستنزلقُ أحلامي في الهوّة***حتى لا يتسرّب الحلمُ من بين عينيسأغزلهُ بخيوطِ الشمس،لن أخفضَ رأسيحتى ل