خَبَّأَتْنِي فِي سُرَّةِ عِطْرْ

أحمد بلحاج آية وارهام 1- زُقَاقُ الْغُرُوبْ بَلَدٌ مِنْ رُقَاقَةِ مَخْمَصَةٍ جَرَّ أَحْلَامَهُ عِنْدَ مَخْبَزَةٍ فِي زُقَاقِ الْغُرُوبْ، صَبّ فِي حِجْرِهَا عُمْلَةً، وَانْتَقَى قُرْصَ مَوْتٍ كَأَنْ بِعَمَاهْ يَصْعَدُ النُّورَ فِي رَفْرَفٍ مُشْرِقٍ بِالْعَدَمْ. 2- يَغْرَقُ فِي لَوْنِهْ


قصيدتان لأطفال غزّة

خالدة محمد إسبر فتى غزّة نهض من تحت الركام حاملاً يد أخيه، يفتش بعينيهِ عن أُمّه وأبيه ويتساءل لِمَ هذا البغض أخذ اليد الحمراء وزّعها في التراب قال كل إصبعٍ ستنبت آلاف الأطفال كل إصبعٍ ستنبتُ آلاف الرجال والأشجار ولعلَّ الحق ينبت من بين الأصابع  ويراه العالَم. ■ ■ ■ سنبقى مثل


قصيدة لثام القسّام

جمال البدري  (إلى روح الشهيد الشاعر الفلسطينيّ سليم النفار) لثام البطولة وترهيب للعدوّالئيـم لثام القسّام أضحى علامة ياسليم للرجـــال في صهوة المياديــــن. كم ستدفع غدًا دورالأزياء له: مــن ثمـــن غــالٍ وثميــــن؟ أهومن قطن أم من كتان أم من حرير؟ أم من إستبرق وسندس جنّـــة النعيم؟ ف


شَهادَة

سلمان زين الدين يا سَيّدي التّاريخَ عُذْرًا، هَلْ تَلَطّفْتُمْ بِأنْ تُصْغُوا إلى صَوْتي قَليلا قَبْلَ أنْ تَمْتَصَّهُ بَرِّيَّةُ الأصْواتِ أوْ يَغْتالَ جَذْوَتَهُ الأُلى دَأبُوا على صُنْعِ الرَّمادِ، وَقَصِّ أجْنِحَةِ الصَّدى؟ فَأنا المُوَقِّعَ قَلْبَهَ، أدْناهُ أوْ أعْلاهُ، سلمان زين ا


حَيٌّ

عبد اللطيف اللعبي حَيّ لثلاثة، خمسة أعوام إضافية أو لبضعة أيّامٍ فقط لكنّني حَيّ بوُسْعي أن أقول مرّة، مرّتين سبع مرّات "أحِبّكِ" للّتي جعلتْ منّي إنسانًا أكثر إنسانية مِمّا كنتُ حَيّ بعَناء أرْغي وأزْبدُ ضدّ العالَم بأسره صارخًا في وجه كافّة السفَلة المُتحَكّمين منذ البدء بنفس الص


أتعثّرُ في نومي

أوس أبوعطا أتعثّر في نومي بكوابيس تعوي في الذّهن أجفلُ منها .. أكسرُ بياتي .. فأطرقُ الوسن مثنى وثلاث الوسنُ فاتحةُ النوم والنومُ فاتحةُ الموت والموتُ فاتحةُ الخلود. يوجد الكثير من الياسمين الحالك الذي يصبغ الأحلام.. تعبق به ذاكرة النيام يتدلى كثريا من السّقف تؤنس السّواد الكسيح. أتع


اسمي: غزّة

نضال برقان بينما تواصلُ حربُ تحطيمَ كلّ شيءٍ في القلبِ وأكنافه بعينين مغلقتين وقلبٍ أعمى ثمّة سيدةٌ تحرسُ الحطامَ الذي كان قبلَ بضعِ قذائف بيتًا وأغنياتٍ وسماوات تقلّبُه بين يديها الهائلتين أملا أن يظلّ على قيدِ الحياة وتنادي أبناءها تارةً ونباتاتها تارةً أخرى تنادي… والقذائفُ تهط


لأنك الكون

مندوب العبيدي منذ اندلاع الأسى تترى خسارتي لا شمسَ طهّرت الأوجاعَ في ذاتي ولا وجدتُ بذاتي من صدى وتري فموطنُ الناي حزني بابتهالاتي وتهتُ عن سُلَّمِ الأنغامِ تخذلني أصابعي حين تكبو بانهياراتي مضى بنا العمر في فوضى مُخلَّقةٍ مُدامةٍ عند أسرار السجلاتِ ما بين هاك وهاتي مسخُ أقنعةٍ والعابرون


ظننتُ الأطفال ينامون

أصالة لمع ظننتُ الأطفال ينامون فقط هذا النهر العظيم الذي يُسَمّى حياة هل يحتاج إلى ابتلاع كلّ هذه الأجساد لكي يستمرّ بالتدفّق؟ هذا الموت الجبّار من أين يستمدّ رغبته بنهش أجسادنا، أمن آثار الجروح في أرواحنا؟ أم من الهزال في أقدامنا القصيرة التي مهما ركضت لن تذهب بنا بعيداً عن أسنان هذه


أصيص الورد في كتاب المجزرة

أكرم قطريب غزّة على التلفزيون ما أجمل المغيب الذي يبدو مثلَ قشرة الطِّلاء في سقف البيت. المدينة بأكملها تنام على عتبته. يطلعُ البحّارة من كتب التاريخ وعلى أكتافهم سلال السمك الذي يسمّونه هناك "غراب البحر". القنابل الفسفورية فقط تعيد اختراع شكل الألم. لا حاجة للكهرباء، الجسد الذي يتفتّتُ يض


غريب على الدانوب

جمال البدري كدجلة في فيينا يترّنح الدانـوب ترّنح سكران احتسى الشراب.. تحت ظلال مقهى ( الرينغ )(*). يتذكّـر الغريب شارع الرشيــد.. فبين الاسمين بــون من الآهات؛ من شارلمان إلى هارون الرشيد من كرستال الأرض إلى بغــداد ومن فيينــا وصيفة الجمـال.. إلى بصرة السيّاب والنخيـل. آه أيّها الغريب ع


عزيزي سانتا كلوز

سومر شحادة عزيزي سانتا كلوز لو تُحضر لي أباً عِوضَ الذي قتلتهُ الطائرة وإن كان الأب لا يدخلُ من المدخنة لو تحضر لي يدَ أبي أو عيني أبي القديمتين ذاتهما أو النظرةَ الدافئة التي كان يتركها عليَّ عزيزي سانتا كلوز الطائرة قتلت ألعابي كُلَّها لو تحضر لي حصاناً يأخذني إلى أبي حصاناً لا يراه


فن أن تكونَ وحيدا

ملاك أشرف صد الأعداء بالصمت انتهى كُل شيءٍ عندما صمتت الكلمات كلماتكَ أيها الجسدُ النحيلُ كلماتكَ التي استراحت ولَمْ تعد تركض معهم التي خذلتهم ولَمْ تخذلكَ لا تخذل الكلماتُ صاحبها إن صمتت لا يخذلهُ شيء إذا قرر التوقف عن المُطاردة أيها الجسدُ المسكينُ ما زلتَ في لُعبتِكَ تخذلهم قبلَ أن يطر


لا أجنحة تحمل الأطفال

فادي العبد الله نحو الإمحاء كانت للحياة قواعد وللموت ترتيبات تحفظها عهود وأسماء ومأثورات رغم الأيام الدوارس عندما يختلطان مثل نخاع مهروس على الأسفلت مثل عظام مطحونة كفتات الطبشور يصبح للموت قواعد ولا حياة الكلمات لا تخرج من فم كلمات تكلّ عن أن تكون حتى صدى لما كان معنى حتى أجنحة الم


كتابات المذبحة

فيكتور نصرالله سروجي «يا شعبي ماذا صنعت بك… وبمَ أحزنتك… أجبني» يا إعصار الرعب القادم من رحم الليل القاتم ماذا أحضرت؟! يا وجه النحس النازي يا مدَّ الخوف الداهم يا أشواق الجوع الدامي ماذا في جعبة أعوانك؟ يا ابن «اﻷسفارِ» الغازي أهي «اﻷسفارْ&raqu


نخيل أعلَن القيامة

راضية تومي أصابعكم الدّراكولية* تسرق منذ دهور أكياسَ الحنطة كُلّما حصدناها تحت بزّاتكم العسكرية قنّيناتُ دمِ أصحاب الأرض تشرَبونه كي تجتازوا نوبات الهلع في تلك الرُّقعة البعيدة تصطاد "دْرُونات" مُدرَّبة صُراخَ الخُدّج تُردّد حقيقة الأخ الكبير الذي اغتال في زمن سابق في العالَم الذي سمَّ


دنقل

سعد سرحان طفحَ اليأسُ يا أملْ طفح اليأسْ فهذا يصالحْ وذاك يصافحْ وكأنْ لا ندوبَ لجراح الأمسْ. طفح اليأسُ يا أملْ طفح اليأسْ فهل من أملْ وقد غار ماء الوجهِ وازدهر البُؤسْ؟ طفح اليأسُ يا أملْ طفح اليأسْ فقد أمسى العارْ بإكليل من الغارْ وأضحى للهزيمة شارةٌ وبَأْسْ. طفح اليأسُ


على هامش ما يحدث

المثنى الشيخ عطية أطفال غزّة دون جدوى أبحث عن الإله الأعمى الذي لا يميّز جنس اللحم على مائدة عشائه عن الأسلافِ المنحدرين من قاتل أخيه عن القوّادينَ المُحايِدين على أرصفةِ اليمين واليسار في المدن المتعَبة وعن مجرمي هذه الحرب السّفهاء كي أخصّهم بالشكر على تسليحي بمناعة مقاومة قتلي بالتأثّر







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي