أيتها الخيبة

2025-06-16

أكريلك على القماش.  100cm x100cm للفنانة  التشكيلية اليمنية آمنة التصيريرياض السامعي‏*

 

أيتها الخيبة، أكملي مهمتك الليلة،
وارتجلي كلامًا يتطاوع مع جيف المشَّائين،
ويتسرمد في أخيلة الجوعى،
كوني طرق الغرائين المتجاذبة أطراف اليأس،
وانزلقي إلى عمَّاءات السؤال.
قولي لإيماءاتك المحتضرة في مجادلة التنانين ..
تعشبين كالريح، ويتذوق حليب إنانك
سُهارى القَتَام.
يتصيد دوامس جسدك المنحول من الخطايا،
ريش النحل
وبغاة طارئون على البنادق
وزنين رائج يتربع الرؤوس المحتقنة بالنصر.
افتحي سُبلك المغلقة في جلود الظانين بكِ خيرًا
وقلقلي ستائر الفرح المعماة في جباه الرعاة، وصفوف النمل.
عودي إلى هدهدكِ بأسمائنا المعجونة، كمفاصل الخطيئة،
آكلة الطين، وبلح الفجور، ومناطق الطير.
قولي له
إنكِ خرجتِ من قماقم الرصاص، منتصرة على الخواء.
وسامقتِ بلاهتك فرادةً ككيفَ الشبق.
واستوطنتِ ماءكِ شعيرًا تَحْلِق إبطيه سنانير المقه.. وعِصيّ الحلبة.
وإنكِ في آنك اللئيم
كعُرُوم سبَئِك تمامًا
تملئين آنيتك المذهبة بالدم،
قمائم الآدمية، وأبعار المدائح،
وبيض الديكة،
وجماجم الموتى القلقة،
والوجوه الضاحكة على المشانق.
قولي له
إن شعبكِ المتعثر بأسانيد الحصى
وأظلاف العنفوان
وانتفاخات الجنة،
وسلاسل الأرق المثلثة في طوارق السفه
سيخلد أخيرًا إلى أرائك المطر
ويتزاوج كأغنام التل
وينجب لنفسه بلقيسه الأخيرة
ويزوجها سليمانها الرابض في ساقيها، منذ 3 آلاف عام.
فكن يا شعب نملها المتبول على حيطان شغفها المزمل بأسرار الملك
وعراك شهوتها المريض مع شخير سيوفه الدمشقية على بوابة القدس.
كن جِنَّه الشغوف بملاهي عدن ومراقصها الملتحية بالليل.
كن رقطاء فضيلتها المشمسة في تجاويف النخل
وأطرافها المتداعية في منام السماء كصحراء مأربها الأخير.

 

*شاعر يمني









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي