
راضية تومي*
أبحثُ عن كتاب
ربما سقط مني تحت السّرير
أو نسيته عند الجيران
أبحثُ عن كتاب هذا الصباح
وشعاع الشمس قد انكسر على عينيّ
فلا أرى
غير العتمة تحت السرير
الذي مدّ منه الشرشف
يَديْه إلى الأرض
يداعبها
الكتاب يقول شيئا
أحتاج أن أقرأه هذا الصباح
في بطنه الأملس فانوس
وأحنّ كلّ مرّة
إلى رائحة الكتاب
ولون أوراقه الباهت
لا أشعر بقلبي يدقّ
أضعُ يدي على صدري
لا أشعر بنبضه
أَعجبُ لهذا القلب المُؤدّب
لا يثير ضجّة داخل بيته العظمي
أو ربّما يخاف أن يرقص
لأن رقص المرأة حرام
وهو قلب امرأة
طُلِب منها أن تكون دومًا مؤدّبة
في البيت
في الشارع
في فيسبوك
مع الله
ما زلتُ أبحث عن ذلك الكتاب
الذي كتبتُ فيه شيئًا
لشخص ما
قد يكون أنا
ومن الأفضل لو كان أنتَ
كي تعرف
أنك بحاجة إلى الفانوس
وأنتَ تركض من البيت إلى المستشفى
وأنتَ تردم روحك تحت طبقات قهوة دبقة
وأنتَ تقول نعم لكلّ ذي سلطة
قد يكون الكتاب قصائد شِعر
لمحمود درويش وهو يقول:
"للحقيقة وجهان، والثلج أسود فوق مدينتنا
لم نَعُد قادرين على اليأس أكثر ممّا يئسنا..."
وأنت تعرف أننا وصلنا
إلى محطة العبث
أو لِلَيْلى فرجامي وهي تخاطبك أيها الطّيب
"أيّها الطّيب
أكتبُ لك من البرزخ"
الحياة والموت اندلقتا في كوب واحد
ورقصتا حتى صارتا
عصيرًا
يهمي على رؤوس تطرق أبوابًا لم تُفتَح بعد
الكتاب قد يكون رواية لعتيق رحيمي
أو لمحمد ديب
عن تلك الأرواح الهائمة
في زمن التيه
تبحث عن قطرة ماء
أو دفقة أكسجين
سأترك لك عنواني
أنتَ يا مَن ستعثر على الكتاب
على مقعد مهجور
في حديقة يطرقها عشّاق بلا مستقبل
عنواني لن يكون غريبًا عليك
إنه شجرة سامقة
ظليلة
حتى بعد هروب الشمس
تعال
كي نقرأ معا الشِّعر
وقصائد وروايات من مرّوا مِن هنا
ومن اغتيل نورهم
سنقرأ "آخر صيف للعقل"
في حضن نسيم عابر
أو نسمع فروغ فرخزاد
الشهاب الذي أضاء ثم اختفى
وهي تصرخ "لا تلجم فمي..."..