تأبينُ حُبْ

2024-09-24

رسول عدنان

مثلُ نجمةٍ تهرقُ وجعَها و تنطفئُ بعيداً، تنبتُ أزهارُ الدفلى على يدي

التي تُعتق الأضاحي على أعتابِ أسمكِ، يا قاموسي الذي أطلقَ الكلماتِ و ألقى لغتَه في بئر جحودكِ الذي تبرّأ منكِ، لا حدسٌ يجيءُ و لا منفى يضمُ أسايَ, يا بلبلي الذي يغرّدُ بعيدا

عن الشجرةِ ويأنسُ بظلّها، يا خزفي المتناثرُ في الطرقاتِ

التي تقودني اليك بلا سبب، و تتركني هناك بلا سبب،

كيف لي أنْ أسألَ اوراقَ الأشجارِ المتساقطةِ عنكِ؟ و لا طريقٌ يقودنُي الى صوامعكِ البعيدة, كيفِ لي أنْ أسألَ الينابيعَ عن عذابكِ؟ و هو شوكي المزروعُ في الطرقاتِ التي تأخذنُي الى حيرتي بكِ، و أنتِ واقفةُ في بابِ قبري تنظرين أليّ،

بيدكِ مزاميرُ النساءِ كلِها، و نبيذُ شقائي الذي توزعينه على المآرة،

رأيتُ حبّي يقطرُ دماً على أعتابِ توريتكِ، و أنتِ تمرّغينه بالجحود و تلقينَ دماءه للعشب،

حتى بكتْ عليه أشجارُ الخريفِ الموحشة،

لم تعدْ الغزالاتُ تشتهي العشبَ، فناحتْ على قطراتِ دمّي التي تسيلُ على أعتابِ قلبِك،

ها هيَ نجمتي تُهرقُ وجعَها و تنطفئُ بعيدا، و لا أملٌ هناكَ غيرَ اللفائفِ التي تقودنُي اليكِ، أنا و عيناكِ و المنفى و اسرابُ الطيور التي تلاحقُني كلمّا احلمُ بكِ،

حيثُ يتيهُ القمرُ بعيدا في فساتينِك التي صارتْ كفناً لحيرتي ، كيف حوّلتِ مهمازي الى مشنقة؟ و قصائدي الى مقبرة لحبِّك؟ وأنا ألوّح بيدي أليك، يدي التي أدمنت رسم أسمك على الهواء, و أحتراف مسح الدموع دون مناديل،

دعِ الكمثرى تنضج وحدهها دون قطف، فلم تعد للينابيع حكاية غيرك، و لم أعد أستهوي الجلوس على حافة النهر الذي يحتفي بوجهك،

دعينا نشيّع حبَّنا سويا بلا خجل, و نترك العصافيرَ تحمل نعشَه الى أعشاشها،

فقد أندلقَ طعم القبلاتِ التي أستلّها جحودك من بين أسناني و نثرها في العراء،

لم يعدْ بيننا غيرُ الطريق الذي لا ينصاعُ ليْ، غيرُ الذكرياتِ التي جفّ حبرُها و تلاشتْ

على الحائطِ الذي كنّا نتكّئُ عليه،

غيرُ الغيومِ التي تحملُ دموعَنا بعيدا و تنثرها فوقَ التلالِ التي كنّا نحلمُ بالجلوس عليها،

هذه وصيتي و بقايا طحالب حبِّك عالقةٌ على جدرانِ قلبي,

لم يعدْ بيننا غيرُنا، غيرُ أسمائنا التي أندلقتْ في بئر لؤمكِ، و أنت تنظرين اليه، و تضحكين بلا خجل.

شاعر وناقد عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي