
محمد تركي الربيعو حاول ثلاثةَ عراقيِّين في فترة السبعينيات من القرن الفائت، بدءِ دراسة «ألف ليلة وليلة». فقدمت فريال غزول أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه في التحليل التركيبي لهذه الليالي إلى جامعة كولومبيا الأمريكية عام 1978. بينما تكفل الفيلسوف والعالِم الاجتماعي المعروف في جامعة شيكاغ
حسن داوود كثيرا ما يخطر للروائي، حين يرجع بأحداثه وحواراته من زمن حاضر إلى زمن مضى، كيف يمكن أن يُتذكّر الماضي بهذا القدر من التفصيل. ذاك أن ما يمرّ به البشر في عيشهم لا يبقى منه في ذاكراتهم إلا القليل. لا أكثر من مشهد واحد من لقاء طويل، أو جملة من سهرة حوارية تأخرت حتى وقت متأخّر من الليل. هل يك
محمد عبد الرحيم عرضت دار المرايا لمداهمة من قبل الأمن المصري، حيث صودرت بعض مطبوعاتها بدعوى التهرّب الضريبي. الحقيقة أن المداهمة جاءت بعد نشر الدار لديوان “كيرلي” لأحمد دومة، الذي طالبت بعض الجهات بمصادرته مؤخراً. جاءت المداهمة بعد أقل من ساعة من انتهاء ندوة حول كتاب “تلات ستات.
موسى إبراهيم أبو رياش رواية «بغل برغوث» للكاتب المسرحي التونسي بوكثير دومة، رواية أولى له بعد اثني عشر عملاً مسرحياً ودرامياً، وهي رواية تتدفق كما النهر الجاري بعذوبة وسلاسة، تصور جانباً من حياة الريف والمدن الهامشية في أواخر ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في تونس، وبشكل عام، لا تختلف
وسام حسين العبيدي لم يكن التأليف في سابق عهوده متاحا لكل عالم، أو أديبٍ، بحكم قلّة وسائل التدوين، بما جعل التعويل على الحفظ وتلقّي المعلومات عن طريق الحضور المباشر في الحلقات التي يعقدها العلماء في المساجد أو المدارس، التي ظهرت في النصف الثاني من مدة الخلافة العباسية، ولما كانت العلوم تُتاح عن طر
إبراهيم سبتي يمكن للكاتب تدوين جزء من سيرته الذاتية ودمجها بمهارة وفنيّة بالحدث الروائي والثيمة التي يتناولها في روايته، بل أن بعض الكتّاب نهلوا من سيرتهم الخاصة ووضعوها في متناول السرد الروائي، دون حواجز أو خشية اختلاط المستويين الواقعي والتخيلي الافتراضي داخل النص، ومن المعروف أن الكاتب يضع بعض
عباس خلف علي إن فن السرد الذاتي، قائم على خبرة وتجربة الكاتب في مواجهة ما يحيطه من أحداث، فالبعض يسميه النص الجامع، لما يحتويه من مواضيع متنوعة سياسية وفكرية واجتماعية ودينية واقتصادية، وجميعها تتمخض عن الوسيط ـ الذاكرة الحيّة ـ في استنطاق الأزمنة ومحاورتها وتجسيد عوالمها، والبعض الآخر يرى أنها ت
لاهاي عبد الحسين يستشف القارئ من خلال قراءة كتاب «دعونا نتفلسف 2: 25 مفكراً لم يغيروا حياتنا»، الصادر عن دار أثر السعودية عام 2024، أنّ الكاتب يمارس ضرباً من ضروب النقد الناعم، وهو يغذ الخطى لاستكمال مشروعه التنويري، من خلال تقديم الأعمال الفلسفية المهمة بنظرة جديدة تجتذب القراء، خاصة
محمد تركي الربيعو يروي لنا أمين معلوف في كتابه «بدايات»، قصة طريفة، تتعلق بموضوعنا. ففي بداياته، قام على تفكيك رسائل عائلته، وإعادة قراءتها بجرأة، لاحظ معلوف أن رسائل جده الأكبر (طنوس/ منتصف القرن التاسع عشر)، الفلاح العثماني، قد كتبت بلغة أقرب ما تكون للعامية منها للفصحى. فقد كان جده
فائقة القنفالي وزعت الكاتبة مديحة جمال مجموعتها القصصية على ثلاثة أجزاء، يتضمن كل جزء منها خمس قصص وهي: يا وجهي هل أشبهك؟ / يا وجهي كم أشبهك/ وجوه عالقة. والرابط بين الأجزاء الثلاثة هو كلمة الوجه، التي حملت المجموعة عنوانها بالإضافة إلى كلمة الكارما التي تحيل على معنى ارتداد القوة الناتجة من تصرف
محمد الديهاجي يعتبر الشاعر المغربي صلاح بوسريف، من أبرز وأهم الشعراء المغاربة المعاصرين، الذين حاولوا تجديد الشعر العربي بطرق جديدة ومختلفة، إبداعا ونظرا ونقدا. طرق أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها ترتهن بوعي وخلفية، يمكن وسمها بـ»الكتابة بالمعرفة»، تلك التي ما فتئ صاحبنا يدافع عنها، في
حسن داوود مع أن القراءة كانت مشوّقة إلا أنني، وأنا بعد في الصفحة أربعين، أغلقت الكتاب مؤجّلا قراءة صفحاته الباقية. يرجع السبب إلى شعوري، ربما، بأن الكاتب حبيب عبد الربّ سروري، يدخلنا في ما نحسبه من اختصاص غيرنا. كتاب علمي فضائي تكثر فيه التعابير والمعادلات والرموز العلمية والرقمية، وهو ليس مترجَ
إبراهيم أبو عواد* شِعْرُ الرِّثَاء لَيْسَ تَجميعًا عشوائيًّا لِصِفَاتِ المَيِّتِ وخصائصِه وذِكرياتِه وأحلامِه ، أوْ حُزْنًا عابرًا سَرْعَان مَا يَذهَب إلى النِّسيان ، إنَّ شِعْر الرِّثَاء نظام إنساني مُتكامل ، تَندمج فيه رَمزيةُ اللغةِ معَ مركزيةِ الألمِ لِتَوليدِ فَلسفةٍ اجتماعية تُؤَسِّس لح
حمزة قناوي نلاحظُ في مُجملِ دراسات السردية العربية، أن جانب الراوي والمنظور وتنظيم الخبر السردي ـ الصيغة السردية عامةً مما يتحدث عنه جيرار جينيت- هي أقل الجوانب بحثاً لدى النُقّادِ العرب، فالتوجه النقدي يذهب غالباً إلى الشخصية وأنواعها، والأحداث وترتيبها والتعالق بين بعضها بعضا، وفي بعض الأحيان إ
مروة صلاح متولي عاش نوح إبراهيم في الفترة من سنة 1913 حتى سنة 1938، ثم ذهب بعد استشهاده إلى الحياة الدائمة المتصلة عند الله. خلال ذلك العمر القصير الذي لم يتجاوز خمسة وعشرين عاماً كان شاعراً وملحناً، ومجاهداً ثائراً وشهيداً نال شرف الدفاع عن أرضه وبلاده، ومجد الفداء والتضحية في سبيل الوطن والحق.
عباس خلف علي التغريب في نظر بريخت هو الخروج عن فعل الشيء ولكنه مؤثر فيه، ويؤكد أيضا مطالبته أن لا تكون الشخصية منضوية تحت الحادثة، بل عليها أن تقوم بمواجهتها، وهكذا بدت لنا شخصية (إبراهيم ياسر) في حكايته مع البيت المهجور، والأقاويل المثارة حوله، وتقصي أوجه أسباب الغياب لعائلة سالم الذي رحل فجأة ع
سومر شحادة كلُّ ما يحدث في رواية الكاتب الكويتي عبد الله الحسيني (2000)، "باقي الوشم"، التي حازت مؤخّراً "جائزة غسّان كنفاني للرواية العربية" في دورتها الثالثة، يحدث في انتظار حدثٍ لا يتمّ. وقد استطاعت الرواية الصادرة عن "منشورات تكوين" عام 2022 أن تترك قارئها مشدوداً إلى حدث لن يأتي، منتظراً أمر
حسن داوود تسير الرواية في زمنين يتناوبان الحضور، أحدهما في زمن السلطان العثماني سليم، المتعطّش للحكم والقتل، حسب ما في الرواية، وثانيهما فترة متأخرة في زمن الحرب العالمية الأولى. وهناك بطلتان: «رميا» التي سرعان ما أُلحقت، على إثر سبيها، بحريم السطان سليم بن بايزيد؛ والثانية «حما