«حقل ألغام» لخالد منصور: حيث النجاح في الحياة لا يُنجّي

حسن داوود قضى خليل المراكبي ليلته الأولى في المنصورة، التي عاد إليها بعد غياب سنوات، وهو يحاول فكّ شيفرة أصدقاء الطفولة. استعاد، من الحلم، ملامح الصبي فكري وهو ينادي عليه ليلعبا الكرة في ذلك الصيف الذي مات فيه تحت عجلات القطار. «انهرس جسد فكري في كتل متفرّقة في لحظتين باعدتا بين قفزاته الم


إعادة إنتاج الواقع: ميتافيزيقيا في نصوص عادل مردان

ناظم ناصر القريشي «الخيال قوّة الطبيعة في عالم الكلمات» والاس ستيفنز من أين يأتي هذا الشعر، هذا الذي يولد ويتجدد في إبداعه الجمالي بحثا عن المثال، فهو دائماً مليء بالأسرار وهو دائماً سر الأسرار، في هاجس افتتانه بعدم اكتماله، والشاعر عادل مردان يضعنا في قصيدته (مواسمُ لحمارِ الأسفار)


في أثر الكلمة: محمد السيف وإعادة تقديم نجيب المانع

مروة صلاح متولي في كتابين صدرا مؤخراً عن دار جداول للنشر، يقوم الكاتب والناشر السعودي محمد بن عبد الله السيف، بإعادة تقديم نجيب المانع إلى القراء، بعد أن مضى في أثر كلماته متقفياً جامعاً، ومدققاً متحرياً للحق. صدر الكتاب الأول «ذكريات عُمر أكلته الحروف ـ النص الأصلي والكامل» في يوليو/


علي عبد الحليم علي: التمرد البشري أدخل الشر إلى الكون

عاطف محمد عبد المجيد في بداية مقدمته لكتابه «مفهوم الشر في مصر القديمة» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يقول علي عبد الحليم علي، إن ما دفعه وبقوة في الفترة الأخيرة إلى التفكير في تقديم هذا الكتاب، هو ما يجده محيطا بالعالم من كثرة المنازعات والصراعات من أجل مصلحة شخصية، دون الن


حين يغرد هدهد المَهرِي خارج سرب الشعراء..

سامي الشاطبي * قف لحظة فقصائد الشاعر عِيسَى بن سَالِمِين المَهرِي قصائد مراوغة ومخادعة..!انه حين يكتب رسالته على شكل قصيدة يكتبها بقلم اسود ظاهر واخر وردي يختفي بين السطور السوداء !انه يشير للقمر باصبعه لكن كلماته تشير الى المحبوب..يشير للشمس بنفس الاصبع لكن كلماته تشير الى شيء ما افتقده في زحمة ال


صلاح فضل: حرّك مياه النقد الراكدة ورحل

بروين حبيب: يضع القدر في طريقنا أشخاصا يتركون بصمتهم فينا، ويكونون أدلاء على الطريق يصوبون مسيرتنا ويوجهوننا نحو الأفضل وتجاوز الذات، وفي الوقت نفسه يكونون أشبه بصوت الضمير حين نغفل عن أهدافنا، أو نتعب من ملاحقتها، أو نعجز عن تحقيقها ببساطة. قد نعدّهم على الأصابع غير أن أثرهم فينا مفصلي. وقد فجعت


مشروع الناقد السعودي عبدالله الغذامي في النقد الثقافي ما زال محل سجال

ارتبطت الدعوة إلى النقد الثقافي في المشهد النقدي العربي المعاصر بالناقد السعودي  عبدالله الغذامي، من خلال كتابه “النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية” (2000) الذي قدم فيه قراءة للخطاب الشعري العربي قديمه وحديثه محاولا الكشف عن مضمراته، وما يختزنه من أنساق ثقافية، حجته


صناعة العرب المعاصرين

قاسم حداد: صنع العرب المعاصرون، فيما يتصلون بالفلسفة الأوروبية الحديثة وينقلونها، مثلما فعل العربُ الأقدمون، عندما ترجموا الفلسفة اليونانية بعد تجريدها من جوهرها السجالي والنقدي. لقد تم التعاطي مع الفلسفة والجهود الفكرية الحديثة، باعتبارها أجوبة منجزة، وليس بوصفها أسئلة قيد العمل النشيط، واستدعائه


روزا ياسين حسن تروي متاهة المنفى: عن الوقوف في الوسط بين يأسين

حسن داوود المهاجرون في أوروبا ليسوا في المشهد التي تخيّلوا فيه أنفسهم وهم يغامرون بركوب البحر. «لم يجدوا هناك ما يسرّ في «القطارات المنتظمة كالساعات، ولا في الشوارع الجميلة النظيفة كرسوم الأطفال، ولا في ساحات العشّاق حيث يمارسون حبّهم المبارك على الملأ». في البداية، وهذا ما تمعن


تحولات الذات الإنسانية في رواية «فندق» لليمني سمير عبد الفتاح

أحمد الأغبري تمثل رواية «فندق» للكاتب اليمني سمير عبد الفتاح، الصادرة عن مؤسسة أروقة للدراسات والنشر والترجمة في القاهرة ووزارة الثقافة اليمنية عام 2018، امتداداً لتجربة الكاتب في الاشتغال على عوالم الذات الإنسانية، إذ توقفت الرواية أمام أحوال وتحولات وتمظهرات الذات في علاقتها بالمكان


الهوية والاختلاف عند هايدغر: تاريخ المنسي والمحتجب في الفكر الإنساني

أوس حسن قبل الخوض في مسألة الهوية والاختلاف عند مارتن هايدغر، علينا أن نكوّن فكرة بسيطة عن مفهوم الهوية بمعناها الفلسفي، فالهوية موضوع جدلي تناوله العديد من الفلاسفة بالدراسة، انطلاقاً من الوجود وعلاقته بالإنسان. الهوية هي حقيقة الشيء المطلقة وما يحويه من عناصر تجعله مطابقاً ومماثلاً لذاته، ولعل


«لا يذكرون في مجاز»: أسرار القارىء والقراءة

محمد الساهل « ليس للشعراء من بيوغرافيات، أشعارهم هي بيوغرافياتهم» أوكتافيو باث ليس وحدهم الشعراء من يستحقون الانشغال بقصائدهم بدل سيرهم، بل الكتاب عموما، ليس حسب لأن البيوغرافيات الحقيقية تصنعها النصوص لا العكس، إنما كذلك لأن أي حديث جانبي إنما يغمط النصوص حقها. ولأنني لا أريد، أن أ


«عمارة مستت» وأوراق حفيدها: من لاعب سلة إلى مدوّن لذاكرة حلب

محمد تركي الربيعو لعله لا يخطر في بال أحد، أن يتحول لاعب كرة سلة إلى جامع وكاتب ذكريات إحدى المدن العربية في القرن العشرين. فعلى صعيد مدينة حلب، يلاحظ في السنوات الأخيرة بروز مشروع المعماري ولاعب كرة السلة الدولي السابق إياد محفوظ جميل، في جمع تفاصيل غنية وجديدة عن تاريخ وذاكرة مدينة المدينة في ا


«يوم الحساب» لفواز حداد: عن فظائع الحرب والعالم ما تحت الأخ الأكبر

حسن داوود راوية «يوم الحساب» أبقى نفسه دون اسمه الحقيقي.. «حسان» قال في ما هو يمدّ يده لمصافحة رحاب القادمة من فرنسا لكشف مصير مخطوف شاب هو جورج أيقوني. «لن أذكر اسمي الحقيقي» يقول من سمّى نفسه، لأن ذلك «سيرهن مصيري لمحاكمة لن تطول لأكثر من دقيقة أو دقيقت


تداعيات قارئ رواية: محاكاة لهوامش «سلالة العجاج»

أحمد زكريا مستو وجدانيات: جهة الجنوب الحزين، أشقُ صدر الريح شمالا، أتبع بوصلة القلب حيث كيمياء الأرض وفيزياء الأرواح، الأرض اللتي أطعمتنا كل تفاعلات وتناقضات الكون. إلى الجدة (الخنساء) وذئب سنجار ممتداً بعويلهِ من (عين ديوار) وناعور والبحرة الخاتونية والقامشلي، مروراً بالمدن وانتهاءً بجرادق السُ


الحنين بنكهة سياسية في رواية «كويت.. بغداد.. عمّان»

موسى إبراهيم أبو رياش سيبقى الثاني من آب/أغسطس 1990 تاريخا فاصلًا في المنطقة العربية، فهو ليس تاريخ احتلال القوات العراقية للكويت حسب، بل بداية تحولات وتغييرات ومحاور شملت كثيرا من دول العالم، خاصة الدول العربية دون استثناء، فقد قسمت الدول العربية المقسمة أصلا إلى محاور مع وضد، كما أنها كانت البد


«البطولة في الأدب الشعبي»: في صحة الزعيم الخالد

محمد عبد الرحيم دائماً ما كان الأدب الشعبي هو المرآة الأكثر صدقاً عن رؤية الشعوب وأحلامها في كل ما تمر به من حوادث ومشكلات وقضايا. وبديلاً عن أدب النخبة أو المثقفين، تأتي الحكايا الشعبية لتمثل مقولات أكثر عمقاً وشمولاً، لتعبيرها عن المجموع، ويبدو حسها الانتقادي الذي لا يُهادن حاكما أو سلطانا. ومن


«طفولتي حتى الآن» لإبراهيم نصر الله: الإنسان والكلمات… وأكثر من ذلك!

رامي أبو شهاب من الصعب أن تكتب عن العمل الذي صدر مؤخراً للروائي والشاعر إبراهيم نصر الله بعنوان «طفولتي حتى الآن» دون أن تسكنك شخصيات العمل السردية، ومناخاته التي تجعل من النص أكثر من مجرد لغة، إنما يتجاوز ذلك ليكون خطاباً في الإنسان بمعناه المتعدد والمطلق. ولعل هذا الكتاب يعد من الأ









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي