
محسنة الخطيب عبر مدخل فلسفي عميق يشدّ القارئ، يأتي الحديث عن الفلسفة الأبيقورية، وما تمنحه من المُتع والهدوء الروحاني متناغِمة مع آلهة الرفاهية الإغريقية، التي تؤمن أنّ السعادة هي الحافز لكلّ أفعالنا، وأنّ مفتاح النص هو هذا الإرث حول السلام والرضا، الذي سيعمل الصدر الأعظم محمد باشا سوكولوفيتش طوا
رغم مرور عقود على ظهور الإنسان الآلي، وحضوره الكبير في الثقافة الشعبية، من السينما إلى الاكتشافات العلمية مروراً بروايات الخيال العلمي، إلّا أنه ما يزال يشكّل ظاهرة غريبة، تسحر الناس بقدر ما تتسبّب في خلق المخاوف والحذر في أنفسهم. وليس مفاجئاً أن تتكثّف النقاشات، في السنوات الأخيرة، حول دور هذه ا
عندما وُلد المنظّر الاقتصاديّ وعالم الاجتماع السويسري لوسيوس بروكهارت، عام 1925، كان مواطنه، الكاتب روبرت فالزر، يعيش قمّة عطائه، بعد أن نشر معظم أعماله النثرية والسردية التي وضعت ثيمةَ المشي، والتنزّه، والتجوّل، في قلب مشروعه الأدبيّ. هكذا، سيجد بروكهارت، في شبابه، العديدَ من الصِلات التي جرى عق
ليست إدانة العواطف، أو الحذرُ منها على الأقل، بالأمر المستجدّ في تاريخ الفلسفة الغربية. فالعديد من الفلاسفة والمفكّرين الإغريق المبكّرين، مثل الرواقيين، والعديد من المفكّرين اللاتينيين، بنوا أطروحاتهم على ضرورة تعالي الإنسان على عواطفه ونوازعه اللحظية لو أراد أن يصل الحكمة. وقد ظلّت هذه الأطروحات
أوس حسن ظلّت الفلسفة لقرون عديدة غارقة في سبات طويل غيبها عن رؤية الحياة بتناقضاتها وعلاقتها بالفرد كوجود ذاتي. إن الفلسفة التي أرهقتها الحمولات الفكرية المجردة والتأملات النظرية، لم تعتبر الإنسان سوى شيء من الموجودات مندمج في نسقها ومقولاتها المتعالية. انبثقت الوجودية بعد اليقظة الحقيقية للإنسان
في عام 1948، أصدر إرنستو ساباتو كتابه الأول تحت عنوان "النفق" الذي يعدّ إحدى أبرز الروايات التي تبحث في تلك المساحة المظلمة التي رسمها للإنسان متأثراً إلى حد بعيداً بكتّاب مثل دوستويفسكي وكافكا، من خلال شخصية البطل الذي يعيش في عزلة وحالة ازدراء لجميع البشر. نالت رواية الكاتب الأرجنتيني (1911 &nd
نجم الدين خلف الله يتصدّى إدريس أبركان (1986) لقَضيّة الذكاء الاصطناعي الذي باتت مظاهره تتعقّب الفرد ضمنَ الحضارة الاستهلاكيّة المعاصرة وتَدفعهُ إلى أن يُسلِم مقادتَه إلى أجهزةٍ عالية التقنية، فقط لأنّها أذكى وأنجع، ونتائجها المُحقّقة أضمن. ففي كتابه الأخير، "انتصار الذكاء"، الذي صدر مؤخّراً عن "
تتبع المؤرّخة الفرنسية المختصّة في تاريخ الهجرة، دولفين دياز، خطوط سير المهاجرين والمنفيّين في أوروبا، من خلال كتابها الصادر أواخر العام الماضي عن دار "غاليمار"، والموسوم "في المنفى: اللاجئون في أوروبا منذ نهاية القرن الثامن عشر إلى اليوم". يستند العمل إلى جهد بحثيّ واسع، من خلال العودة إلى الأرش
جودت هوشيار مارينا ليفيتسكايا كاتبة أوكرانية تكتب بالإنكليزية. من أشهر أعمالها، روايتها الأولى الموسومة بعنوان «موجز تاريخ الجرارات الأوكرانية». وهي رواية هامة لا علاقة لها بالجرارات، سوى أن بطل الرواية مهندس أوكراني متقاعد متخصص في تكنولوجيا الجرارات. صدرت الرواية عام 2005 في لندن، و
بوشعيب الساوري في الغالب ما يلْتبس مقروء مؤلّفي النّصوص الرحلية بعَيانهم ومشاهداتهم، ويتبادلان التأثير والتأثر أثناء فعل السفر، خصوصاً حين يقوم الرحالة بتحويل سفره إلى نص رحلي كيفما كان شكله، سواء أكان في شكل محكي، أو تقرير أو يوميات أو رسائل.. من هنا يتولّد التساؤل حول دور القراءة والمقروء في إن
خالد بريش غالبا ما تحمل عناوين الكتب إشارة إلى مضمونها، وتعبيرا عن محتواها، إلا أنه في كتاب «الترجمة وتاريخها الطبيعي» Histoire naturelle de la traduction، لمؤلفه شارل لوبلانCharles Le Blanc ، ترجمة بسام بركة، الصادر مؤخرا عن دار معنى للطباعة والنشر، يجد القارئ في عنوانه من قبل الخوض
رند علي بين الأدب وعلم النفس رابط جوهري وهو سلوك الإنسان ودواخله، ففي البدء كان الأدب النفسي نوعا من الترفيه عن النفس. ومن الصعب القول إن هناك أدباء بعينهم درسوا علم النفس بشكله التجريدي وأمسكوا بأقلامهم ثم صاغوا لنا أدبا يعبر عن مشاكل النفس. لا، الأمر ليس بهذه الطريقة، لأن صراع الإنسان وحيرته وا
ترجمة: علي منصور إليزا كوك Eliza-Cook ، هى إحدى شاعرات القرن التاسع عشر الإنجليزيات، ولدت في لندن في الرابع والعشرين من ديسمبرعام 1818، وتوفيت في الثالث والعشرين من سبتمبرعام 1889 في ويمبلدون. بدأت كتابة قصائدها في سن الخامسة عشر، وفي سن السابعة عشر نشرت أول مجموعة شعرية لها. ارتبطت إ
مع رحيل المفكّر والناقد الأدبي الفرنسي - الأميركي جورج ستاينر عام 2020 (وُلد عام 1929 في ضاحية نويّي سور ـ سين قرب باريس) توقّفت واحدة من أكثر التجارب تنوّعاً وإنتاجاً في الكتابة النظرية الغربية، حيث نشر أعمالاً في اللسانيات، وفلسفة اللغة، والتنظير الروائي، وتاريخ الأدب، والفلسفة، إضافة إلى عدد من
ضمن "سلسلة ترجمان"، صدر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "مقالات في التاريخ والسياسة" لـ إيمانويل كانط؛ بترجمة وتقديم أستاذ الفلسفة والباحث التونسي فتحي إنقزو. يجمع الكتاب نصوصًا كتبها ونشرها الفيلسوف الألماني ما بين عاميْ 1784-1798، وهي عبارة عن مقالات ومصنفات في قضايا التا
نجم الدين خلف الله تخصّصَت دار النشر الفرنسية "فيرست"، منذ 1991، في إصدارٍ أطلَقَت عليه اسم Pour les nuls (الذي تمكن ترجمته بـ:للمُغفّلين). وتعودُ الجذورُ الأولى لهذا العنوان المُستفزّ إلى سلسلة For Dummies الأميركية، والتي تحتمل الترجمة العربية نفسها. وتبدو هذه التسمية بمثابة انعطافة في الإصدارا
يكاد يكفي استحضار اسم الفيلسوف الفرنسي، ليتوانيّ الأصل، إيمانويل ليفيناس (1906 ــ 1995)، لتخطرَ في البال العناوين الكبرى لتجربته الفكرية، والتي عُرفت بتمحوُرها حول فلسفة الأخلاق، ولا سيّما مسؤولية الفرد تجاه الآخر، والدور الكبير الذي يلعبه الوجه في هذه العلاقة مع الآخر، والذي لم يسبق لفيلسوف قبل ل
نجم الدين خلف الله عَكف المُستشرقون الأوائل على صِناعة مَعاجمَ حديثةٍ للضّاد، لتَرتيب الكلمات فيها وَفقَ المناهج العصريّة، ولم يتهيّبوا الخوض في مُعضِل موادّها ومجاهيل شواهِدها وأسرار ترتيبها، رغم وعورتها. ومن أوائل مَن خاضوا غمرة هذا الميدان الألمانيّ أوغست فيشر (1865 - 1949)، الذي صاغ باكورة قا