"النفق" لإرنستو ساباتو: طبعة مترجمة ثانية

2022-07-13

في عام 1948، أصدر إرنستو ساباتو كتابه الأول تحت عنوان "النفق" الذي يعدّ إحدى أبرز الروايات التي تبحث في تلك المساحة المظلمة التي رسمها للإنسان متأثراً إلى حد بعيداً بكتّاب مثل دوستويفسكي وكافكا، من خلال شخصية البطل الذي يعيش في عزلة وحالة ازدراء لجميع البشر.

نالت رواية الكاتب الأرجنتيني (1911 – 2011) اهتماماً عربياً حيث نُشرت عدة ترجمات لها؛ واحدة من إصدار "دار المأمون" في بغداد عام 1987 بترجمة مروان إبراهيم صديق، كما نشرتها "دار الأهالي" في دمشق سنة 1988 بتعريب عبد السلام عقيل، وهي النسخة التي أعادت عدة دور عربية إصدارها.

أعلنت "دار المأمون" منذ أيام عن نشر طبعة جديدة من الرواية بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً على صدور الطبعة الأولى، ضمن "مشروع إعادة طبع إصداراتها القديمة المهمة التي ترجمتها ونشرتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، والتي لقيت في حينها رواجًا كبيرًا وكان لها دورها وأثرها في تشكيل الوعي والثقافة العراقية والعربية"، بحسب البيان الصادر عنها.

وأشار البيان ذاته إلى أن ساباتو من أهم كتاب أميركا اللاتينية في مجال الرواية والمقال، إضافة إلى كونه رسامًا وعالم فيزياء، وتتحدث رواية "النفق" عن الصراع بين المنطق والحدس، وكأن البطل فيها يرى الأمور من نفق معتم وموحش بسبب العزلة التي عاشها وأدت به في النهاية إلى الجنون وارتكاب جريمة قتل.

وأتى صدور الرواية بعد إتلافه العديد من كتاباته السابقة التي لم يكن راضياً عنها، حيث استحوذت عليه الكآبة معظم فترات حياته، وجعلته محبطاً ويتعامل مع أعماله بنظرة نقدية قاسية، ولم يصدر سوى ثلاث روايات لاقت جميعها استحسان القراء والنقاد على حدّ سواء.

بالإضافة إلى "أبطال وقبور" و"ملاك الجحيم"، يذهب في رواية "النفق" إلى تقديم قصة خوان بابلو كاستيل، وهو رسامٌ يفقد القدرة على التواصل مع الآخرين، قبل أن تظهر في حياته ماريا أريبارني؛ المرأة التي صادفها في أحد معارضه واقفةً أمام إحدى لوحاته، تتأمل تفاصيل لم ينتبه لها أحد سواها قبل أن تختفي من المكان.

يبحث كاستيل عن المرأة عدّة أشهر حتى يعثر عليها مصادفةً ذات يوم، وتبدأ علاقتهما العاطفية بعد لقاءٍ بدا مفاجئًا، إذ لم يكن رومانسيًا بقدر ما كان ذا أبعادٍ فلسفية، لتنتهي العلاقة بينهما بقتل كاستيل ماريا، بعد اضطراباتٍ مختلفة شهدتها علاقتهما، وتسببت بها غيرة كاستيل، وارتيابه من تصرفات ماريا، وتدقيقه في أصغر تفاصيل حياتها وتحركاتها، بالإضافة إلى شعوره بأنها تخلت عنه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي