
للوهلة الأولى، قد يبدو التحليل النفسي الفرويدي النقيضَ المثاليّ للفلسفة. ففي حين يبني الفلاسفة خطابهم، منذ قرون، على ما تعنيه مفاهيم مثل الوعي والذات والمعرفة، فإن فرويد يؤسّس مقولات التحليل النفسي على اللاوعي، أي تحديداً على لامعرفة المرء حتى بذاته، بشكل جزئيّ على الأقل. لكنّ هذا التباين ــ وإن
ثمّة مدارس وتوجّهات فلسفية تصل إلى درجةٍ من الشهرة والحظوة، لدى الجمهور الواسع، إلى حدّ أنها تُختصر، مع الوقت، في فكرة أو مقولة واحدة، وهي مقولة اختزالية بالضرورة، باعتبار أنها تنحّي جانباً القسم الأكبر من التفاصيل والمعطيات التي تخصّ هذا التيّار الفكري أو ذاك. ينطبق هذا الأمر، بشكل كبير، على الأ
نيكول دو بونتشارا | ترجمة: ابتسام جدير أَدَنَا ما تزال حية تنظر إليّ ولدتُ نهاية الحصار خنثى خرجت من بين الخرائب ساق من ذهب بين الأحجار تشم الهواء تحرك اليدين الدم الفاقع يزين وجنتيها أمامها القبور والنافورة الأموات القدماء جدا لم يكن هناك ما يدعوها للجري تحت رصاص القناصة مثل آنا ويو
برحيل الناقدة والمفكّرة كاثرين بيلسي في شباط/ فبراير من العام الماضي (1940 ــ 2021)، فقدت الساحة الثقافية البريطانية اسماً بارزاً، حيث كانت بيلسي صاحبة إضافة في العديد من النقاشات حول النقد والحداثة ومفهوم الأدب وعلاقة الكتابة الإبداعية بالواقع، إضافة إلى مسائل مثل الجندر والهوية والاختلاف. لم تك
أغلبنا يعرف تنويعات هذه الحكاية: حكاية الشاب الذي يجوب الأرض بحثاً عن كنز، أو عن حياة مثالية، ليكتشف، في نهاية المطاف، أنّ الكنز كان موجوداً بالقرب منه قبل رحلته، وأنّ مكانه الحقيقي، وحياته المثالية، تقع هناك، في المكان الذي جاء منه، لا في الأرض التي حلم بها. لا يتوقّف المعنى الذي تحمله هذه الحكاي
يقود الحديث عن الروائي الإنكليزي تشارلز ديكنز (1812 – 1870) إلى زمنٍ تأسيسي لفنّ الرواية عالمياً؛ فما طرحته تلك الفترة من مواضيع وإشكاليات اجتماعية وتاريخية وسياسية (ما يُسمّى بالعصر الفيكتوري) بات مرجعاً كلاسيكياً لكثير من النظريات النقدية. كذلك الأمر في ما يتّصلُ باللّغة المُستخدمة التي مي
ليست العلاقة بين السياسة والبلاغة بالظاهرة الحديثة؛ فالمُمسكون بزمام السُّلطة، والساعُون إليها أو المدافعون عنها، انتبهوا مبكّراً إلى ما يمكن للّغة أن تفعله في أنفس الجماهير. ولا يبخل التاريخ بالأمثلة على الاستخدامات السياسية للغة، منذ السفسطائيين في اليونان القديمة إلى خطباء الفترة اللاتينية في أ
قد يكون خوان رولفو الأكثر غموضاً بين قائمة الكتّاب اللاتينيين الذين استطاعوا تحقيق مقروئيّة واسعة خارج قارّتهم. وبعكس العديد من كتّاب بلده، الذين حظوا بشهرة واسعة وتركوا قائمة طويلة من الأعمال، مثل أوكتافيو باث وكارلوس فوينتس، ظلّ اسمُ الكاتب المكسيكي (1917 ــ 1986) مرتبطاً بالقلِّة. قِلّةٌ في ما
قلّةٌ هم الكتّاب الذين يوصفون بالفلاسفة رغم عدم تخصيصهم الجزء الأكبر من تجربتهم لنشر أعمال تنتمي بشكل بواضح إلى هذا الحقل الفكري. ولعلّ الفرنسي، المولود في الجزائر، ألبير كامو (1913 ــ 1960)، واحدٌ من أبرز هؤلاء الكتّاب. إلى جانب أعماله الروائية والمسرحية المعروفة، والتي ساهمت بشكل كبير في نيله "
في كتابه "جغرافيا الوقت: المغامرات الزمنية لعلم النفس الاجتماعي" (1997)، يناقش الطبيب النفساني والباحث الأميركي روبرت لافين (1945 – 2019) تاريخ التجربة الإنسانية في التعامل مع الزمن، بدءاً من تتبّع حركة الشمس منذ شروقها إلى غروبها، ووصولاً إلى اختراع الساعات الحديثة مع الثورة الصناعية. يرى
عندما بدأت بكتابة روايتها "رحلة الخروج"، عام 1910، كانت فرجينيا وولف (1882 ــ 1941) تمرّ بواحدةٍ من أصعب فترات حياتها؛ حيث كانت تعيش في حالة من الكآبة والإرهاق النفسي منذ رحيل والدها، وهي التي فقدت، مبكّراً أمّها، لتجد نفسها وحيدةً تقريباً في عالم يطرح عليها كثيراً من الأسئلة الوجودية التي لم تجد
أمل بوشارب يُعدّ الاشتباك مع "اللحظة الريفية" من أهمّ لحظات الشعر الإيطالي الحديث، الذي نجده لدى كبار شعراء إيطاليا، كبافيزي وبازوليني ولوتزي وزانزوتو، وقد ترك هؤلاء إرثاً واضحاً بين شعراء إيطاليا المعاصرين، نجده حالياً لدى فرانكو أرمينيو (1960) ونيكولا غراتو (1975) وغيرهما الكثير. وما زال تأمُّ
رغم أن الرياضة لا تُعَدّ واحدةً من المواضيع الأساسية التي انشغل بها الفلاسفة منذ الإغريق إلى اليوم، إلّا أن قراءة مختلفة في تاريخ الفلسفة كفيلةٌ بالكشف عن اهتمام مبكّر لدى الفلاسفة بإمكانات الجسد، وبدور المجهود الجسديّ في الوجود وفي الحياة المدينية، وهو ما يتوقّف عنده أفلاطون، مثلاً، في أكثر من مو
رند علي من يعمل اليوم في مجال الكتب والمكتبات، يلاحظ اهتمام فئة كبيرة من القراء بكتب المجموعات القصصية، فالعديد منهم يفضلون القصة القصيرة على الرواية. وفي المجموعة القصصية «المنزل ذو الطابق الأوسط» الصادرة حديثاً عن دار وتر، ترجمة وداد عبد العليم، جمعت المترجمة في هذا الكتاب مجموعة م
ليوناردو طونيني ترجمة عن الإيطالية: أمل بوشارب نذرتُ لنفسي صوماً حتى أحصل على: قُضي الأمر. قلّبتُ عينيّ في السماء ورأيتُ الوجود يحتلُّ الأفق، من أمامي ومن خلفي ومن فوق. ما أنا بقارئ: ردَّ محمد ثمّة صومٌ للجسد وصومٌ للذهن عن دنس الأفكار وصوم ثالث نمسك فيه عن مشاغل الدنيا. ■ يطلُّ الرصيف
في تاريخ الأفكار الفلسفية، كثيراً ما تُختصر العلاقة بين جان جاك روسو (1712 ــ 1778) وجون لوك (1632 ــ 1704) بانتقاد الأوّل للفكر السياسي عند الثاني، حيث تُشرَح لطُلّاب الفلسفة، في سنواتهم الجامعية الأولى، الفروقات بين فلسفة لوك السياسية القائمة على المنفعة والمصلحة الاقتصادية، وبين فلسفة روسو القا
تقديم وترجمة: محمد م. الأرناؤوط في إطار الاحتفال بمئوية العالِم المعروف في يوغسلافيا السابقة حسن كلشي (1922 - 1976)، الذي درس واشتغل في أوّل قسم للاستشراق في البلقان "جامعة بلغراد" وأسّس ثالث قسم للاستشراق في يوغسلافيا بـ"جامعة بريشتينا" (1973) وانتُخب في (1967) عضواً في "مجمع اللغة العربية" في ا
ديميتريس أنغيليس ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا آذار 2020 إنّه آذار، لقد مُنِع التجوّل على الطرقات وأنا لا أعرف ماذا أكتب لك في هذا المساء البارد. خارج النافذة ينزع الخوفُ بانتظام أوراق شجرة الحور يحطّم أسد الجصّ في الساحة- في الكتاب الذي أقرأه هناك امرأة دوماً تعود أتخيّلني أداعب يدكِ ف