رواية «بقايا اليوم» لكازو إيشيجورو: من يرث العظمة في ظلال مقاومة الأفول؟

رامي أبو شهاب تبرز رواية «بقايا اليوم» للروائي الياباني البريطاني كازو إيشيجورو ـ صدرت عام 1989 وترجمها طلعت الشايب- بوصفها أقرب إلى نمط متفرّد في الكتابة السردية التي تتقصد التّركيز على الذات في أزمتها عبر قطاعات من التأويل في ما يتعلق بالمكان والتاريخ، ضمن حساسية مفرطة في الكتابة.


"بلد الثلوج": ياسوناري كاواباتا منذ بداياته

رغم سطوع اسمه حول العالم منذ حصوله على "جائزة نوبل للآداب" عام 1968، إلّا أن اسم القاص والروائي الياباني ياسوناري كاواباتا (1899 ــ 1972) لن يُصبح مألوفاً لدى القرّاء العرب إلّا بعد ثلاثين عاماً من ذلك تقريباً، حيث شهدت فترة التسعينيات صدور سلسلة من الترجمات العربية لنصوصه. ويُعَدّ الشاعر والمترج


كلود ديدري.. مفاتيح لقراءة إميل دوركهايم

بخلاف حقول في البحث الإنساني والاجتماعي ــ مثل الفلسفة ــ تصعب العودة فيها إلى مرجع أو مرجعين مؤسّسين فحسب، فإن علم الاجتماع، كما نعرفه اليوم، يدين بوجوده إلى اسمَيْن أساسيين حدّدا شكله وتركا أثراً كبيراً على الأجيال اللاحقة من المشتغلين فيه: الفرنسي إميل دوركهايم، والألماني ماكس فيبر. وإذا كان ف


شتيفان جوت.. تحولات المجتمع المصري في الأدب

في نهاية التسعينيات، أصدر أستاذ الدراسات الشرقية والباحث الألماني، شتيفان جوت، كتاب "شهود على نهاية عصر.. تحول المجتمع المصري بعد عام 1970"، أضاء فيه مرحلة مفصلية في تاريخ مصر المعاصر، تمثّلت في إنهاء حالة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي بتوقيع معاهد "كامب ديفيد"، وبدء سياسات الانفتاح الاقتصادي. يق


في مطبخ أمّي

فابيان كاساس ترجمة: أحمد محسن غنيم دون مفاتيح في الظلمة كان يومًا من تلك الأيام التي يتم كلّ شيء فيها على ما يُرام أنهيت تنظيف البيت، وكتبتُ قصيدتين أو ثلاثًا أعجبتني. لم أطمع في أكثر من ذلك. عندها خرجت إلى الممرِّ لأُلقي بالقُمامة ومن خلفي، تيّارٌ أغلق البابَ. بقيتُ دون مفاتيح، في الظُ


"مباهج وشجون العمل" لآلان دو بوتون: تأمّلات في الوظيفة

لم يعد اسم الكاتب السويسري - البريطاني آلان دو بوتون (1969) غريباً عن القارئ العربي، بل على العكس، إذ يمكن القول إنّه بات من الأسماء المنتظرة، والتي تُرصَد إنتاجاتُها بعناية وترقُّب. فمن جهة أُولى، لا يوفّر الكاتب جهداً في تناول الموضوعات المُباشرة والبسيطة في حيوات الناس المعاصرة، ومن جهة ثانية س


عن رواية «غبار» لسفنيا لايبر: لا يخلص البشر إلا الانشغال بما هو مأساوي

حسن داوود كل ما سبق من حياة يوناس بلاوم ماثلٌ في الرواية التي كتبتها سفينا لايبر.. كلاهما، البطل وكاتبته، عاشا ظروفا مشابهة لا نعرف منها إلا أن كلا منهما عاش بعضا من سنوات طفولته في السعودية. أما البلدان الأخرى، مثل الأردن والأراضي الفلسطينية وأفغانستان، فمعرفة الكاتبة بها وافرة. لم تكن ملاحظات ي


حورية بن التهامي: قراءة في اشتغالات جوديث بتلر

قلّة هنّ المفكّرات المعاصرات ــ وخصوصاً من الأحياء ــ اللواتي يحظين بشعبية ومقروئية كتلك التي تتمتّع بها المفكّرة الأميركية جوديث بتلر، وهو ما يشهد عليه عدد أعمالها المنقولة إلى العربية، والذي لا يقلّ عن الستّة كتب، وهو رقمٌ يُضرب بثلاثة إذا ما تحدّثنا عن ترجمات كتبها إلى الفرنسية على سبيل المثال.


"بلدي تحت جلدي" لـ جيوكوندا بيلي: سيرة الثورة ومآلاتها

كتابٌ عن الثورة والتمرّد، عن المعارضة والسلطة، وزمن الانقلابات الكبرى، ثمّ الخيبات التي تلي ذلك، الخيبات غير المتوقّعة، والتي لا يكون الآخر منبعها، بقدر ما تبدو نتيجة تراكم لسياساتٍ ورؤىً من الذات نفسها على مدى السنين. كذلك هي السيرة الذاتية للشاعرة النيكاراغوية جيوكوندا بيلي (1949) الصادرة ترجمتُ


"سارة وسيرافينا" لـ جواد قرا حسن: "الوجه الإنساني" للحرب في سراييفو

محمد م. الأرناؤوط مع صدور رواية "سارة وسيرافينا" للكاتب البوسني جواد قرا حسن عن دار ("الآن ناشرون وموزّعون") بعمّان هذا العام، بتوقيع المترجِم الأردني إسماعيل أبو البندورة، يكون القارئ العربي قد أصبح في وُسعه أن يطَّلع على أهمّ الروايات في الأدب البوسني؛ ابتداءً من أوّل رواية فيه "المرجة الخضراء"


"وبطيئاً جاء الليل" لـ كيت شوبان.. أدب نسوي مبكّر

لطالما شكّلت الكتابات النسوية خرقاً في المنظومة الأدبية التي هيمنَت عليها، عبر تاريخ طويل، أصوات الرجال، بطولةً على صعيد الأحداث، وكذلك رواية على مستوى فعل الكتابة. من هنا فإنّ الالتفات إلى الكتابات النسوية الأُولى يُتيح لنا الاطّلاع على هموم فئات واسعة من المجتمع وترسيخها كتقليد أدبي، وكذلك يُعطي


سيأتي وقتٌ، تذكّري هذا یا ماریا

كاترينا غوغو ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا سيأتي وقتٌ سيأتي وقتٌ تتغيّر فيه الأشياء. تذكّري هذا یا ماریا. هل تذكرين يا ماريا في الاستراحة تلك اللعبة حيث كنّا نركض ماسكين العصا مداوَرة - دعيك منّي - لا تبكي. فأنت الأمل. اسمعي، سيأتي وقتٌ حيث سيختار الأولاد والديهم لن يولدوا بالحظّ لن


شانتال جاكيه: توسيع لفلسفة الحواس

لطالما احتلّ النظر والرؤية موقع الصدارة في سياق النقاش، فلسفياً، حول الحواس، حتى أن كثيراً من النصوص الفلسفية، القديمة والحديثة، تُقيم ترادفاً بين عمليتَي الإدراك والرؤية بوصف النظر معياراً لكلّ حسٍّ وإدراك. إنْ كانت الأمور قد بدأت تتغيّر منذ مطْلع القرن الماضي، ولا سيّما بعد نشْر الفيلسوف الفرنس


رولف فيغرسهاوس.. تاريخ مدرسة فرانكفورت وتياراتها

ضمن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت حديثًا النسخة العربية من كتاب "مدرسة فرانكفورت: تاريخها وتطوّرها النظري وأهميتها السياسية" للباحث الألماني رولف فيغرسهاوس؛ بترجمة عصام سليمان وغانم هنا. يحدّد الكتاب الخطوط العريضة لتاريخ هذه المدرسة منذ تأسيس "معهد البحث الاجتما


كورين بيلوشون: عن مكانة بول ريكور في الفلسفة المعاصرة

لطالما بدا الفيلسوف الفرنسي بول ريكور (1913 ــ 2005) عصيّاً على التصنيفات السريعة، حيث يصعب وضعه في قائمة ما يُعرَف ــ في العالم الأنغلوساكسوني على الأقلّ ــ بفلاسفة "النظرية الفرنسية"، رغم مشاركته في النقاشات التي خاضها أغلب الفلاسفة الذي يُنسَبون إلى هذه "النظرية" (ميشيل فوكو، جاك دريدا وغيرهما)


"الوردة الذهبية": قسطنطين باوستوفسكي ومعضلة الكتابة

ما تزال الكتابة عن الكتابة موضوعاً يتجدّد طرحُه، لا في الأوساط الأدبية فحسب، بل في التأريخ الإنساني بمجمله من الفكر إلى السلوك. ولا شكّ أنّ المساهمة في هذا المجال تتنوّع بين الآداب واللغات، فعلى صعيد الآداب العربية وتراثها يمكن الانطلاق من رسائل أبي حيّان التوحيدي وليس انتهاء بكتابات ومقالات المعا


هنري استيان: مدخلٌ قديم إلى فلسفة سينيكا

مِن الفلاسفة مَن تبدو أعمالهم وكأنها تتوجّه إلى جمهور معيّن فحسب، بحيث لا يمكن لغير الملمّين بالعدّة الفلسفية أن يفهموها تماماً، كما هو الحال، مثلاً، مع أرسطو أو كانط؛ ومنهم مَن تتحوّل الفلسفة بين أيدهم إلى قضية عامّة، شديدة الملموسية، حيث يتناولون مواضيع حياتية تخصّ أي فردٍ.  تنتمي أعمال ال


كازيمير ماليفيتش: دفاعاً عن الكسل

إذا كانت رواية "أوبلوموف" (1859) للكاتب الروسي إيفان غونتشاروف (1812 ــ 1891) تحظى بشهرة ومقروئية واسعة، حتى يومنا هذا، في روسيا وأوروبا، فلأنها ــ إضافة إلى كونها عملاً أدبياً مهمّاً ــ  تقدّم للقرّاء صورة مختلفة تماماً عن عالمهم المحكوم بالعمل والإنتاجية، حيث عُرف بطل الرواية، أوبلوموف، بكس









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي