
لم يعد اسم الكاتب الكوبي ليوناردوا بادورا غريباً على قرّاء العربية، حيث صدرت في السنوات الأخيرة ترجماتٌ لعدد من رواياته، مثل "وداعاً همنغاوي" و"الرجل الذي كان يحبّ الكلاب" و"رواية حياتي" التي، بخلاف عنوانها، لا تقول شيئاً عن حياة الكاتب، وإنما تحكي قصّة بوليسية متخيّلة. ولعلّ هذا ما ينقص العربية
منذ اندلاعها في نهايات شباط/ فبراير الماضي والحرب الروسية على أوكرانيا تستحوذ على حيّز كبير ممّا تقترحه المجلّات الفكرية والثقافية، وهو ما ينطبق على مجلّة "أفكار" التي تصدر بالفرنسية والإسبانية ويشترك في تحريرها "المعهد الأوروبي للبحر المتوسّط" ومركز "الدراسات الخارجية" في مدريد. في عددها الجديد،
نجم الدين خلف الله عندما يغدو الغَضب موضوعًا للسّؤال الفلسفيّ، ابتداءً من مُدوّنات الآباء اليونانيين، مرورًا بمُفكّري العصور الوسطى من المسيحيّين، ووُصولًا إلى فلاسفة الحداثة وما بعدها، حينها نتخلّى عن التصوّر الأخلاقيّ له بوصفه ــ أي الغضب ــ مجرّد انفعالٍ سلبيّ، طالما ذَمّتْه الأدْيان والأخلاق،
محمد تركي الربيعو لا يتوقف المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه عن تفكيك عالمنا المعاصر، والدعوة إلى مواجهة أفكار الاستهلاك والصورة وأيديولوجيتها. فبعد سنوات طويلة قضاها في العمل السياسي، كان قد كرس جهوده البحثية في دراسة العقل السياسي وعلم الوسائط (الميديولوجيا) والثقافة الرقمية ودورها في تفكيك النظام ال
عباس بيضون "حب وقمامة" هي تحفة إيفان كليما، الروائي التشيكي، الذي يشكّل مع ميلان كونديرا وبوهوميل هرابال، السابق عليهما، ثالوثاً روائياً بالغ الأهمّية. ليس عنوان الرواية (صدرت ترجمتها العربية عن دار "التنوير" بتوقيع الحارث النبهان) وحده ينطوي على مفارقة، فثمّة مفارقات في كلّ مجال للرواية، مفارقات
صدرت حديثاً عن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" النسخة العربية من كتاب "الوجود الروحي والسياسي الروسي في الأرض المقدسة والشرق الأوسط (في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين)" للمؤرخ الروسي نيقولاي نيقولايفيتش ليسوفوي، بترجمة مسوح مسوح ومراجعة بشرى الحلو. يسرد الكتاب، بت
محمد م. الأرناؤوط تزامَن وصول العثمانيّين إلى البلقان، في منتصف القرن الرابع عشر، مع وجود النظام الإقطاعي في أوروبا الشرقية، والذي تميَّز بكثرة القلاع التي تضمّ أحياء سكنية داخلها وتُحيط بها بعضُ الضواحي السكنية، في مقابل قلّة المدن والسكّان بسبب الأوبئة (الطاعون)، وهو ما جعل الحكم العثماني لاحقا
تقديم وترجمة: دنى غالي "ذاكرتي مثل منخل يجمع الرمل شعوري بالوقت ساعة رملية فارغة حاسّةُ المكان لديّ بوصلةٌ منحرفة العاقبة كانت أعظمَ ما تنعّمتُ به وقد رتّقتُ ثقوبَ رأسي الضوئية". تقودنا هذه الأسطر، من الديوان الثاني للشاعر الفلسطيني الدنماركي يحيى حسن (1995-2020)، إلى لحظاتٍ لامعة بصفائها، و
تقديم وترجمة: أحمد محسن غنيم وُلِد فابيو مورابِطو في الإسكندرية - المدينة التي ربما نولد فيها جميعًا، كما يقول في إحدى قصائده - عام 1955. عاد أبواه إلى ميلان وهو في الثالثة من عمره، ليعيش طفولته ومراهقته بالإيطالية، قبل أن يهاجر أبواه مرّة أُخرى، إلى المكسيك هذه المرّة، وهو في الرابعة عشرة. بدأ ح
كلّما ظنَّ قرّاء الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926 ــ 1984) أن نشر أعماله الكاملة قد اكتمل، وأن نظرةً شاملة على منجزه كمفكّر ومدرّس قد باتت ممكنة، تأتي عناوين أُخرى لتؤجّل هذه اللحظة، ولتضيف إلى معماره الفكريّ طبقةً أُخرى لا بدّ من التمعُّن فيها وربطها ببقية كتاباتها لفهمها وفهم هذه الكتابات، ربما
ترجمة وتقديم: جعفر العلوني خوسيه سارّيا José Sarria (مالقة 1960) شاعر أندلسيٌّ ينتمي إلى ثقافة عميقة تمهّد لمجيء إنسان جديد يُحرّرنا ويخلّصنا من القيود والمرارات السياسيّة والجغرافية والاقتصاديّة والدينيّة والإيديولوجية التي نعيشها كل يوم في هذا العالم المظلم، على الرغم من الشمس التي تشرق
هايل المذابي * هناك إثنا عشر عملا روائيا تمثل إجمالي الروايات التي ألفتها كاتبات أمريكيات في سياق المقاومة الثقافية وصناعة الوعي المناهض للتمييز العنصري، ولعل أكثرها إنتشارا، كما يبدو لي على الأقل، هي تجربة الكاتبة الأفروأمريكية توني موريسون التي وصلت إلى العالمية وحصلت على جائزة نوبل للآداب عام 19
جودت هوشيار لم تبدأ الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، بل منذ عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، ودعمت القوات الانفصالية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين، واحتلت أجزاء كبيرة منهما. وقد دارت معارك طاحنة بين الجانبين الروسي والأوكراني خلال عامي 2014، 2015، ولم ت
عباس بيضون "الرغبة"، التي صدرت عن دار "الجمل" بترجمة حنان المسعودي (2018)، هي رواية الأسترالي ريتشارد فلاناغان، الذي سبق لروايته "الطريق الضيّق إلى مجاهل الشمال" أن نالت جائزة بوكر. رواية "الرغبة"، مثلها مثل سابقاتها، تبني على أساس تاريخي. إذا كانت الأولى بنت على حرب مع اليابان، فإن الرواية الثان
مزوار الإدريسي من الكتب المُهمّة التي أثّرت في الوعي النقدي العربي منتصفَ التسعينيات من القرن الماضي كتابُ الأميركيّين جورج لايكوف ومارك جونسون "الاستعارات التي نحيا بها"، الذي نقله إلى عربية مُبينة المترجمُ عبد المجيد جحفة. ويُشهد لهذا الكتاب بقلبه لنظرية الاستعارة كلّيةً، نظراً لتنصيصه على أنّ
عاطف محمد عبد المجيد يُعتبر المقهى مكانا يجذب إليه مرتاديه خاصة الأدباء منهم، إذ يذهب بعضهم إلى المقهى للقاء الأصدقاء والثرثرة الثقافية معهم وممارسة فعل النميمة، وبعضهم يجلس في المقهى ليكتب ويقرأ، وبعضهم ليندس وسط ضجيجه مراقبا المارة قاتلا الوقت. ولقيمة المقهى عند الكتاب والأدباء فقط أصابهم الحزن
جورجيس بافلوبولوس ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا ألّا أنساهم رأيتهم. كنت هناك في وسطهم وكنت أنظر إليهم فقلت: ربّما لا يعرف أحدهم أنّني في وسطهم وأراهم. ربّما لا أعرف أنا أيضاً أحياناً إن كنت حقّاً في وسطهم. لكن فلأبقَ هكذا أنظر إليهم ولْأتساءل. مرّت السنوات وأنا أتساءل باستمرار: أ
يتكثّف في أدب الروائي والمترجم والفنّان الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا (1920 - 1994) الكثير من التجارب، سواء على مستوى المضمون أو من حيث الشكل، حيث كتبَ الرواية في لحظة لم يكن هذا الفن قد تأسّس بشكلٍ ناجز بين الآداب العربية. علاوة على ذلك، فقد تمكّن خلال مسيرته كتشكيليٍّ ومثقّفٍ عربي كتبَ بالإنكليزية