إنّك تطير وكلّ ما حولك دُبال

كريم ناصر

قال الطالب

فلأسرجْ فرساً كي أتحدّى الأسد،

ولأنصتْ لغناءِ الحسّون

لئلا يضيعَ ربيعُ الرمّان،

منذ قطعَ الديكتاتور حبلَ الوصلِ بيننا،

وكنسَ الطلابُ التماثيلَ في الميدان،

سالَ الدمُ في السواقي وصدحَ البلبلُ على زهرةٍ

قال الطالب.

فلأسرجْ فرساً لكي أشقَّ كوكباً،

لا النمرُ يثبُ ولا التنينُ ينفخُ ناراً.

٭ ٭ ٭

الصاعقة

ستنفلقين كأشلاءِ السماء،

فلن تجرحَ صنانيرُكِ البنات،

كم اكفهرّتْ ديدانك!

فأنتِ المقلةُ الميتة.

هذه التي ظنّتْ نفسها تشبهُ الريحَ

ذبحَتِ الصبيانَ على أريكة..

فكأنّها تجتزُّ أخاديدَ الخريطة،

كأنّها تذرُّ النيلجَ على خدِّ الولد.

٭ ٭ ٭

الفزّاعة

لن يغطسَ حصانُكَ في رمالٍ مآلُها الاندثار،

هنا الأطفالُ يصرخون،

هنا صلمَ الأوغادُ آذانَ الصبيان..

ليتك لمْ تقشّرْ حدائقَ الشمس..

لو تصقل مرآتكَ في الحقلِ فتخدع الفزّاعة..

امضِ ولا تهبِ الريحَ صدرك.

٭ ٭ ٭

الشبح

سترافقني الدلافينُ في قلبِ البحر،

سأمضي ولا أكترث لشيءٍ،

فكلّما أطلقتُ الطائرةَ الورقيّةَ،

غنّى العندليبُ ملوّحاً لي بمنقارهِ متأمّلاً صورتي،

وهكذا ملأتِ الموسيقى الفضاء،

وظلَّ الشبحُ يسفُّ كنَسر.

٭ ٭ ٭

صمغ الشجرة

أرِنِي فراستكَ وذُدْ عن حياضك،

فلن أراهنَ على نجمةِ النهارِ

ولن أطعمَ الأفعى عشبةَ الخلود..

ثلجُ المدينة غطّى حديقتي،

قد يحدثُ أن يذرقَ الطائرُ ذهباً

على جذولِ الشجرة..

لا أحبُّ أن تقطعَ غصينَ البانِ

أيّها الفلاح،

لا أحبُّ أن تغمسَ ورقتكَ في الريحِ

يا قلبي،

لا أحبُّ أن تذبحَ الصقورَ من أجلِ الذهب،

شُقَّ غابات النمورِ شقّ نهراً،

لا تحرقِ الفراشةَ التي احترقتْ لا تحرقِ الفراشة،

أخشى أن تهمدَ كسحابةٍ..

لا تهرعْ إلى صحراء جرداء لا لا..

لا ترمِ قملةَ الأميرةِ من الجبل،

لا ترمِ طواويسكَ إلى مستقنعِ تماسيح.

٭ ٭ ٭

ثمار البمبر

قد تندرسُ الكُهوفُ في الظلامِ

وتنهارُ القِباب،

ويخرجُ الماردُ من قُمقُمهِ ليرسمَ من ثمارِ البمبرِ بُرنَيطةً،

قد يخزنُ النملُ ذهباً في قُحوفِ أباطرة.

قد تلتقمُ الحيتانُ الزوارقَ المراكبَ السفائنَ الطحالب..

كأنَّ الأقلامَ أغصان،

قد تندرسُ الخرائطُ في معركةٍ يغمرها الدم،

وتنسجُ دودةُ القزِّ حديداً.

***

الصقر

أيّها الصقرُ لا أخالُكَ تصطادُ سنجاباً،

لتغرزَ مخالبكَ في صدرٍ نحيل،

إنّك تطيرُ وكلّ ما حولك دُبال،

تمضي لتكسرَ دفّةَ السفينة

٭ ٭ ٭

العاشق والإوزّة

كمن تنهشهُ أفعى وتراقبهُ إوزّة،

كمن يغرسُ الكُرومَ في صيفِ الصحراء ويمحو الضوء..

كلّما تخلّى العاشقُ عن أطلالهِ

تحسّرَ كفارسٍ على رمادِ حرائقه.

البغال في الجبال

سترحلُ نسورٌ وتأتي نسورٌ

وربما لا يتكرّرُ المشهد،

قد تنسابُ أجداثُ القناطر،

قد تنتحرُ البغالُ في الجبال،

قد تمطرُ سحابةٌ جفّفها كوكب.

شاعر عراقي