العربي بنجلون
منذ ستةٍ وسبعينَ عاماً
وأنا أنتظر بصبرٍ نافدٍ
أن تزورني حمامة
تحمل غُصْنَ السلامة!
نظفتُ لها بستاني
ملأته بالأشجارِ والأزهارْ
ولم أجْنِ منه
غيرَ الصبرِ والانتظارْ!
كيف أستقبل حمامتي
والظلام يطوي غزَّتي
وشقيقتَها ضفَّتي
وقدْسي عِزَّتي؟!
كيف أستقبل حمامتي
والظلامُ يغطي سمائي
ويحجب عني شمسي
في عِزِّ نهاري
وقمري في ليلتي؟!
كيف أستقبل حمامتي
وأنا عشتُ غُصَّةَ الموتْ
قبل أنْ يحضرَني
ملاكُ الموتْ!
وشجرُ الليمونِ والزيتونْ
أحرقـته يدُ الْمَنونْ
أحالته رماداً
يُـذَرُّ على العيونْ؟!
كيف أستقبل حمامتي
وهُمْ ماضونْ
في دربهم سائرونْ
لا كلامْ.. ولا سلامْ
غيرَ الموتِ الزُّؤامْ
في ساحةِ الإعدامْ
لا يزور سماءَها
يَمامٌ أو حمامْ؟!
كاتب من المغرب