مقام الواحد

2024-08-22

المثنى الشيخ عطية

ربّما كان أجدى لي أن أرى

ثلاثين طائراً في مرآتي

يعكسونَ تجربة طيرانهم بي إلى واحدٍ

يرون فيه أنفسهَم

وألا أضيفَ إليهم ثلاثةً مغايرين بِعِطْرِهِمْ

لحراسةِ قلبي من رماحَ التشابه

ربّما كان أجدى لي أن أصدّق خريطةَ طريق الأنبياء الرّعيان

لنجاةِ قَطيع الحملان

عند اجتياح فيروس دافيد البربريّ لنا

وألا أشْرُدَ عن ثغاء الآيات وأزرعَ في فمي أنياب ذئبٍ

ربّما كان أجدى لي أن أعتقدَ

أنّ سيّدةَ القمرِ منيرةٌ بزرقتها دوماً في شرفتِها

حتى لو لم أنظرْ إلى فتنتِها

لأغزل قصيدةَ وردٍ أجمعُها منها لها بتمامِها

ربّما كان أجدى لي ألا أسرقَ نار التوحّد للتعدّد

وألا أحرقَ سريرَ القبيلة في ليلةِ زفافها لابن عمّها

ربّما كان أجدى لي ألا أطلب من أبي إعفائي

من صلواتِ استبدالها بسبعين حوريةً في جنانه

وأن يدَعَني أتأمّل حروفَ الحرّية

في لافتات الفتيان والفتيات تحت المَطر

وربّما كان أجدى لي ألا أقفَ في ظلّ شجرة المنتهى

وألا أشهدَ لا منتهى طريقي في تشابك أغصان الكون

ربّما كان هذا أجدى لي/ لكنّ أميرتي الآن

هنا في سريرها

تغفو حالمةً بوردةِ قُبلةِ عهدٍ قطعتُها لها

أمام عيون طواحين الهواء

أن أرفع الأنقاض عن جثثِ أهلِها

في حرب القيامة

أن أمسح دماء الأطفال عن الجدران التي تشرَّبت صرخاتِهم

أن أُعيدَ ما صار إلى ما كان

وما كان إلى أن يصيرَ حديقةَ وردٍ جوريّ

في جديلةِ شعرها

ربّما كان أجدى لي وقد فقدتُ أجنحةَ الهواء

أن أكتفي بسقفِ السماء السابعة

وألا أنشر في صحيفة حائط العبث ما عَرفْتُ من أنّني

لستُ الواحدَ المختارَ وأن انتظارَ غودو لم يكنْ عبثاً

في أشرطة هذا الفيلم التي تعيد نفسها

على طواحِن بقرةِ فردوسنا المفقود

وربّما كان أجدى لي ألَّا أَشقَّ القمر نصفين

لقطعِ شوكة عقارب ساعة مكة

وأضعَ خَرَزَ الشِّعر قلادةً في جيدها لتباهي بها

صبايا الجنّ المجاورين مخيَّمَنا

في مدينة اللجوء

لكنني الآن هنا في ظلّ سِدرة لا منتهى طريقي

أرتدي ربطةَ عنق المثنّى أمام عَبَث اختياري

حبّةَ حقيقةٍ واحدةٍ لي

إما تُدخلَني دربَ جنّةَ الحملان بإشارة عصا الرّعيان

أو تُخرجَني إلى فضاء ابتسامة أميرتي النائمة

بانتظاري

أو أنْ…

أوقفَ دوران شريط هذا الفيلم

وأستيقظَ من غفوةِ كهفِ هذه القصيدة

شاعر سوري








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي