نجمان ياسين
إلهي طفلك الذي أهديته روح الصقر
وعذوبة الندى
محاصر بالظلام
ومرمي في غيهب الجب
فباركه بنور محبتك
ومسد فؤاده
بشذا جلالك
وأطلقه لينطق بالحق.
إلهي عطاياك نجوم
وأنا مضيع في دهاليز الضباب
فاكشف بقدرة سرك
الغشاوة عن عيني
وخذني إلى عتبات فيضك
لأبصر شمس حياتي
تزدهر بألق نورك
وأكاد أرق بضوء حريقي
أبصرني أتوكأ على قلبي
وأمرق صوب روحي الهاربة مني..
منذور لليأس
أم للبأس،
يا فتى المحلات القديمة؟
يأخذك الضباب
أم تمخر العباب
بنور عقلك؟
تنحاز للأغنية يا هذا الفتى
وتهجر كآبة الركون إلى أنياب الغول
يأخذك منك الشرود
ويطل رمح دمك العنيد،
فاستعن يا فتاي
بجمر رجولتك
وتعًّوذ بسلسبيل أعماقك
وأقم عشك عند أعالي القباب البيض..
بين مخالب سماء تتقطر بالدم
وأنياب أرض حريق
يلوبُ قلبك الغريق
الأرض جد غريبة
والسماء جد بعيدة
وأنت أكثر من جرح
وأكثر من نزيف
الليل، صديق يقربك من نفسك،
والنجوم تلجأ إليك..
النار أنيسي وجليسي
والنار مائدة روحي المترعة باللهيب
النار ضوئي
ونافذتي
وصنو دمي النافر
وعقلي الذي يتقلب بين الأغنية والندم..
هكذا أضيء بناري
وأفيض بغضبي واشتعالي
أراني مهروس القلب
ومطحون الجسد
وأراني روحاً تسري إلى الأعالي..
هكذا أمسك عنق الأسى
أدقُهُ
وأسجر دمي
وأبدأ أغنيتي ولهيبي
هكذا، عيناي حنو إلى سدرة المنتهى
ووجهي قنديل
هكذا، روحي نهر
ودمي قيامة..
تماسك
وانفض ما تراكم من غبار الظلام في القلب
تماسك
واهجر، شجن الروح
وخاصر النهر
يمنحك النهر أسراره
ويفرش لك زرقته
ويمضي بك، إليك..
ولك أن تغرد خارج السرب
وأن تُطلِقَ زلزالك في بحيرة السكون
وتفتض هذا الصمت المقيت..
لا بد لي
من حلم يرج الروح
ومن قيثارة تلغي دموع القلب
لا بد لي
من دهشتي المفاجئة
ويقظتي المباغتة
لأنتشل بلبل أعماقي من قفص الصمت
وأجعله يشدو والسكين على الرقبة..
شاعر عراقي