حين كنتُ طفلا خارج سجن تدمر

2024-07-20

أنس ناصيف

انقضى أكثر من عقدين حتى اكتشفتُ مصادفة أنّ راتب جبر، مُترجم رواية «قطار إلى باكستان»، هو نفسه راتب شعبو، الذي غدا كاتبا وروائيّا وطبيبا بعد خروجه من السجن عام 1999. كانت من أولى الروايات التي أقرأها في حياتي، أعطاني إياها الدكتور مصعب النبهان، الذي غادر قريته عقب سنوات من الاعتقال جراء انتمائه أيضا إلى حزب العمل الشيوعي، وقرّر فتح عيادة في ضيعتنا، ليستقرّ فيها بضعة أعوام وليصبح في وقت قصير صديق الجميع. حظيتُ خلال تلك الفترة مرات كثيرة بفرصة التطفّل على سهرات عمّي وأصدقائه، ومتابعة حواراتهم والمقارنة بين آرائهم، مترقّبا اللحظة التي سيخرج فيها الدكتور مصعب عن صمته، ويقول بصوت خافت معلومة أو عبارة يُهدّئ بها وتيرة الحديث ويقيه من أن يصير جدالا بلا طائل. تعوّدت إبقاء عينيّ عليه حتى وهو يُصغي مُحدّقا في منفضة السجائر، أحفظ تعابير وجهه، طريقته في التدخين، منتظرا قراره المعتاد بإطفاء سيجارته الحمراء الطويلة من منتصفها.

غالبا أنا من يُسرع إلى فتح باب البيت، وإذا كان مصعب من رنّ الجرس فأُدخله أولا إلى غرفة جدتي، كان يوسّع خطواته كي يمسكها قبل أن تنهض، فيسلّم عليها ويسألها عن حالها، لتجيب كعجوز تُدرك أنّها تصف صحّتها لطبيب، فيأخذ ردّها هيئة تتجاوز «الحمدلله» إلى الحصول على استشارات مباشرة. يرتبك ويخجل في كل مرة تحثّه على الزواج، قائلة إنْ لم يكن من أجله فكرمى لأمّه التي من حقّها رؤية أولاد ابنها البكر، فكان يضحك ويهمّ بالنهوض ليلتحق بالأصدقاء في الغرفة المجاورة.

تأهّبتُ دوما عبر زحمة أفكارهم وتكهناتهم، إلى رمي اسم أو حدث أو تاريخ، حتى أنال الانتباه وأتلقى أمارات الإعجاب، خصوصا منه، فهو السجين السياسي، البطل الواقعي، الغامض، وأحد احتمالاتي التي ما شككت في أنها ستتحقق لو أني وُلدت قبل ثلاثين عاما. حفظتُ مصطلحاتهم، واخترت ضحكة ساخرة وأخرى صاخبة أُطلقها بعد النكات النخبوية. وتدرّبتُ على إبداء النظرة الثورية بعد اللحظات الحالمة، كما اقتنيت بعض التلميحات الواخزة، وتبنّيتُ أسلوب الإنصات بإسناد السبابة والوسطى على الخد، مع إمالة بسيطة للرأس تعكس رجرجة الأفكار داخله. وشيئا فشيئا رحتُ أُطعّم عباراتي أثناء النقاش مع الأصدقاء بكلمات راديكالي، شيوعية، أيديولوجيا، ديمقراطية، مادية، وغيرها من الألفاظ التي تمنح الكلام وزنا فائضا.

ثمّ أتى يوما بدأت فيه علاقتي بمصعب تأخذ معانيَ سترافقني طويلا. حصل ذلك بعد مغيب الشمس بقليل، بينما المزاريب تُفرّغ الماء المتجمّع على سطوح المنازل إثر هطول مطر ربيعيّ غزير. كانت البقع الزرقاء الباهتة تتوسع في سماء القرية، والمزن تتكدس بعيدا في الزاوية الشرقية الشمالية من الأفق، عندما أعطاني عمّي شيئا وطلب مني إيصاله إلى الدكتور مصعب. مشيتُ باتجاه الحارة القبلية، كنتُ قد دخلتُ بيته مرارا رفقة عمي لإلقاء التحية والجلوس قليلا، ومحاولة تقبّل مشروباته العشبية الغريبة، خلطات متنوعة يعدّها بنفسه هو الخبير في أنواع النباتات ويهوى جمعها أثناء جولاته الطويلة في البرية، حيث التقط آلاف الصور للقرى النائية والسهوب الممتدة في أعماق البادية، وترك أرشيفا فوتوغرافيّا ضخما لمنطقة شرق سلمية.

أخذ مني الأمانة وقال لي «ادخل»، فوجدت نفسي أسير في المدخل قليل الإضاءة. أجلسني إلى جوار المدفأة، كان ينفر من البرد فقعد إلى جانبي قبالة بابها الموصد. بدا بيته مكتظّا بالتفاصيل والأغراض، شيئا يشبه أحلامي عن غرفتي التي لا تدعني أمي أحقّقها بسبب ترتيبها وتنظيفها كل صباح، وأنا في المدرسة. توزّعتْ في الأرجاء كتب الطب والأدب والتاريخ وأقراص «سي دي»، وعلى طاولة صغيرة ركنَ سفينة ما تزال في مرحلة رفع الأشرعة، صمّمها من ثمرة قرع طويلة بعدما تركها تيبس طوال الشتاء، نصبَ داخلها الصواري، وحفرَ تجويفات متقابلة على جانبيها ليثبّت فيها المجاذيف.

كان يعلم أنني أحب القصص القصيرة وأقرأ لتشيخوف، فأعارني القصص الكاملة لمكسيم غوركي. خرجتُ من عنده وفي رأسي مليون فكرة، محتشدا بالمشاعر المختلطة وبإدراكٍ من نوعٍ قدريٍّ أنني مُقبلٌ على شيء، مع رغبة ناريّة في أن أكبر بسرعة. بعد نحو أسبوعين أنهيت القصص وعُدت إليه. ناولني كتابا سميكا لابن المقفّع وقال «يجب أن تجبر نفسك على التعامل مع النصوص الصعبة»، فوافقت مبديا حماسة لا تتواءم مع تهيّبي صفحاته الكثيرة. قرأتُ ثلاثة أرباعه، لكني لم أخبره أنني لم أُنهه فأعطاني كمكافأة لدأبي رواية لأستمتع بقراءتها، عنوانها «قطار إلى باكستان»، أخبرني أنّ رفيقا له ترجمها في السجن وهرّبها من هناك ونُشرت باسم مستعار. كان يكفي أنني أقرأ كلمات ترجمها معتقل في السجن حتى تسحرني قصتها، التي تجري أحداثها في قرية صغيرة خلال نشوب الحرب الأهلية إبان انفصال باكستان عن الهند. لمّا ذكر مصعب «السجن» وهو يتحدّث عن الرواية، كانت من المرّات القليلة التي أشار فيها إلى اعتقاله، فلطالما تجنّب الحديث عن تلك المرحلة، أمامي على الأقل، حريصا على عدم الاستطراد في أيّ موضوع يخص الأحزاب والمعارضة والنظام. أراد إعطائي انطباعا أنه ابتعد عن السياسة، وأنّ عليّ الاهتمام بالثقافة فحسب، بيد أنّ الفصل بينهما بدا صعبا للغاية، وتبيّن ذلك حين أهداني أربعة أشرطة كاسيت لأمسيات شعرية لمظفر النواب، ما زلتُ أحتفظ بها إلى اليوم.

منذ مدة قرأت رواية راتب شعبو «ماذا وراء هذه الجدران»، (دار الآداب 2015)، وهي سيرة اعتقاله في سجون البعث، كتبها بحساسيّة فنيّة أخّاذة وببصيرة مشرقة وعادلة. لم أستطع تخيّل وجود أرفع من هذا العمل الروائي في صنف أدب السجون، وفور انتهائي منها تأكدتُ من أنّ الروائي البرتغالي خوسيه سارماغو كتب جلّ أعماله الأدبية بعدما تجاوز الستين، لأتمنى بصورة مشروعة أن يكون أمام راتب شعبو (مواليد 1963)، الوقت لينجز المزيد من الروايات غير اللتين صدرتا له.

قضى راتب ستة عشر عاما في السجن، بين سنتي 1983 و1999، الثلاث الأخيرة منها كانت في تدمر، خصص لها صفحاتٍ من كتابه تفوق تلك التي غطى بها سنينه العشر في سجن عدرا والثلاث الأولى في كراكون الشيخ حسن. نكتشف عبر نصّه أنّ معرفتنا عن أهوال السجون السورية مهما عظُمت ستبقى أشبه بدماء يابسة، أو مجرد مرايا متكسّرة لا تعكس إلا بعضها بعضا. وفهمتُ حقّ الفهم لماذا سعى مصعب إلى إبعادي عن الاهتمام بالنشاط السياسي، في سلوكٍ اتّضح لي لاحقا أنّه معتاد من غالبية المعتقلين السياسيين تجاه أبناء الأجيال اللاحقة. دفعتني القراءة إلى حضور مقابلات أُجريت مع راتب يتحدث فيها عن تجربة المعتقل، في أحدث لقاء له ذكر سريعا أنّه ترجم رواية وهرّبها خارج السجن. قبل تلك اللحظة، لم أربط بين الاسمين، لا بدّ إذن أنّ راتب شعبو هو راتب جبر، فتحتُ غوغل وتأكدت أنّ «قطار إلى باكستان» هي بالفعل من ترجمته. وقتئذ حضرت صورة مصعب إلى كل مشهد من الرواية، لم أستطع إبعاده، صرتُ أتخيّله يقاسي الأيام التي خلّدها راتب.

أتذكر في طفولتي أنّه حين يمرض أحد ما أو يُعتقل ويقولون «أخدوه عالشام»، فهذا يعني أنّ مرضه خطير، أو جرمه كبير، ولو لم يكن كذلك لما نقلوه إلى العاصمة. كذلك عبارة «حوّلوه عتدمر»، كانت تغمّ الصدور في الثمانينيات والتسعينيات، فالمعتقل ذهب إلى أقصى الأماكن، حيث الصفة الأثرية للمدينة تُضفي مسحة أسطورية على اسم ذلك السجن الصحراوي، وإذا كان لديك معتقل يخصك هناك، فالأفضل ألّا تُفكّر به كي تنام الليل، لكن يظل من غير الواقعي إسداء الأمهات مثل تلك النصيحة.

قبل وفاته المفاجئة، نشر مصعب صورة تجمعه مع والدته بمناسبة عيد الأم، وأشار إلى الألم الذي سببه لها. ربما كان مجرّد تخيّل أن قلبها أحسّ بجزء يسير مما تعرّض له، كان كافيا حتى يشعر بالخجل من ذنب لم يقترفه. استعدتُ بين صفحات الرواية طبائع مصعب لأفسّرها بما رواه راتب عن طبيعة الحياة في السجن، إذ لا بدّ أنّ سبب اكتفائه بطعام قليل هو حجم معدته الذي تقلص، فلم يعد بإمكانها استقبال كمية الأكل المعتادة للإنسان «الحرّ». أدركت علّة حقده على البرد وهروبه منه. عشقه للبرية وشغفه بالأشغال اليدوية. ولماذا كان هادئا دوما، يعيش لحظاته ببطء، لا يريد أن يمرّ الوقت دون إدراك منه.

يتحدث راتب شعبو عن إحساسه بالحاجة إلى معرفة ماذا كان يفعل كل شخص في 3 كانون الثاني/يناير عام 1996، اليوم التالي لنقله مع رفاقه من سجن عدرا إلى تدمر -بعد سنوات عدّة على خروج مصعب منه – يريد أن يعلم ماذا كنّا نفعل جميعا أثناء «التشريفة»، ولمّا أعدتُ قراءة ما واجهوه خلالها، أحسست بأننا لن ننجو ما لم يتذكر كل سوريّ كان على قيد الحياة في ذلك التاريخ، ماذا كان يفعل بالضبط.

و»التشريفة» مصطلح ساخر يعني حفل استقبال المعتقلين الجدد بكرابيج عريضة، وإيلامهم بكل ما أوتي الإنسان من توحش، أذيّتها تستمر طويلا وألمها لا يذوى، وهي في المحصلة تعكس شخصية السجن، مثلما يعكس لسع الكيبلات في فرع التحقيق شخصية الفرع، إذ ينتهي الوجع بانتهاء التعذيب، فالأشياء دائما في وحدة متصلة وفي انسجام كامل، هكذا يكون سجن تدمر هو كل ما جرى في سجن تدمر، حيث امتحنت روح التجبّر البعثية أقصى قدرة للبشر على تحمّل الضرب والألم والبرد والإهانات والجوع والمرض والتحرك والنوم بطماشة ملتصقة بالعينين. حتى إنّ انعدام سمات المكان والزمان المألوفين داخل أسواره جعله مزيجا من صور كابوسية، مقعّرة ومحدّبة وغير محددة، فيُبيح الغرائب كإطلاق الأسماء على الأشياء بطريقة مبتكرة، مثلا إنّ أحد المهاجع الجديدة التي تقع في صدر إحدى الباحات اسمه ببساطة «صدْر جديد»، و»الأسبرين» اكتشف السجناء المستجدون أنه يعني الصفع بقوة على الوجه. «وتعليم» سجين معيّن، يعني إدراجه في قائمة الذين سيعاقبون في ما بعد، ليكون انتظار العقوبة المؤجلة أشدّ منها. و»حضرة الرقيب أول»، هي طريقة مخاطبة أي ضابط أو مجند أو عامل بلدية، من دون رؤية وجهه، ليصبحوا جميعا كائنا أسطوريّا له اسم واحد بأيادٍ تضرب وأرجل تركل وألسنة تشتم.

في 3 يناير عام 1996، أعتقد أنني كنتُ بينما يُعذّب راتب ورفاقه خلال «تشريفتهم»، مجرّد طفلٍ يجلس في المقعد داخل الصف الأول الابتدائي، ألبس فولارا عليه شعار «طلائع البعث» وأنتظر أن يرنّ الجرس. قبل ذلك اليوم بأشهر أتذكر كيف ركبنا في سيارة صفراء ذات رفارف عريضة، وسافرنا إلى حمص في صباح يوم جمعة لنهنّئ أقرباءنا بخروج ابنهم من الحبس، حينها رأيتُ وجه أول إنسان أعرف أنّه كان سجينا وليس مجرما. مع مرور الوقت، أخذت أربط الأفكار ببعضها، وألاحظ أنّ أبي وزميله هما الوحيدان اللذان لا يُصفّقان خلال الاحتفالات التي تُنظّم في باحة المدرسة، يحافظان على ثبات أيديهما بينما التلاميذ يهتفون في اللحظة التي يتضخّم فيها صوت أمين الفرقة الحزبية وهو يقول «الرفيقو المناضلو حافظا الأسدِ».

عام 1999، كانت سوريا قد شاخت في ركود عظيم، والمعتقلون السياسيون كانوا يخرجون تباعا منذ أوائل العقد، ويحاولون الاندماج في بلد سادت فيه فكرة غير معلنة، مفادها أنّ استتباب السلطة لشخص واحد ما هو إلا إثبات على أنّ هذا الشخص يقف إلى الجانب الصحيح، فالقوة لا تعيش طويلا إنْ لم تكن على حق، وإلا ثمة مشكلة في الحياة وهذه فكرة تأخذنا إلى حيث لا نريد.

في شهر شباط/فبراير من ذلك العام نُظّم الاستفتاء الرئاسي الذي أُطلق عليه اختصارا اسم «تجديد البيعة الأبدية لقائد مسيرة الحزب والشعب الرفيق المناضل حافظ الأسد». خرجتُ إلى سوق الضيعة الصغير، لأتفرج على مسيرة سيارات وطرطيرات ودراجات نارية تجوب القرى. لمّا رُكنتِ المركبات لتنظّم أنفسها مجدّدا بعد انضمام أناس من قريتنا إليها، نظرت أمامي، فوجدتُ يد ابن الجيران تمتدّ إليّ، تردّدت، لكنّ إغراء المشوار بين القرى استحقّ غض النظر عن العقوبة التي سيفرضها عليّ أبي. أمسكتُ يده وقفزت إلى داخل صندوق الطرطيرة الحلفاوية ذات العجلات الثلاث، وحشرتُ نفسي بين أطفال ومراهقين، ولمّا تحرك الموكب أخذنا نهتف ونصرخ ونغني مع نجوى كرم «منحلف عشرفنا وعاسمك الغالي، سوريا بلدنا، حافظ يا أسدنا، أبو باسل قائدنا، ويا شمس الليالي، يا شمس الليالي». تحت تلك الشمس القارسة خرج راتب شعبو من السجن تلك السنة.

أثناء الزيارة الوحيدة التي حظي بها راتب شعبو في سجن تدمر، يصف أمّه التي كبرت في السن وبدت متعبة جراء السفر من اللاذقية والانتظار ساعات حتى رأته. كان متخوّفا من أن تبكي بيدَ أنّ طبيعتها تفوقت في ذلك الموقف، فلم تُظهر على وجهها علائم تعكس ما يجري في داخلها من انهيار وأسى، بل أخذتْ تصطنع السرور وهي تُريه صورا جلبتها لأخوته وأولادهم، حتى إنها أبدت قدرة على الضحك والتعليقات المازحة. يقول راتب «هذه هي أمي التي أعرفها، مزيج عجيب من الضعف النبيل والقوة النبيلة. ضعيفة فلا تقدر على إزعاج أحد، وقويّة لا تقدر عليها المحن». أحضرتْ معها باقتَي نرجس، واحدة له وأخرى للشرطة، فهي تُسلّم على الشرطي وكأنه رفيق ابنها. استمرّت الزيارة ثلث ساعة، اطمأنت عليه وحدّقت فيه بحثا عن آثار تعذيب كما أخبرته لاحقا. يعتقد راتب أنها بالغت في نقل سلامات كثيرة إليه، وكأنها تريد إسماعهم بأنهم يسجنون شخصا غير مجرم ولديه محبّون كُثر. يقول إنها لم تُحرجه وتُحرج نفسها بطلب السماح لها بضمّه وتقبيله، فودّعته من دون تأثّر مأساوي يمكن أن يُثقل على قلبه. إلّا أنه علِم بعد الإفراج عنه، أنها قضت طريق العودة وهي تبكي لأنها لم تعرفه للوهلة الأولى.

هكذا جاء سرد راتب شعبو، مثل أمّه، متماسكا ومتوازنا في أشدّ المواضع ظلمة وقهرا، لا يحاول إثارة تعاطف أو توجيه رسائل، يروي المأساة بموهبة صافية، دون فجائعية وبكائيات «تثقل على القلب»، فيبقيك في هدوء وترقّب وأنت تقرأ قصته، وعندما تنتهي، تبكي طوال طريق العودة من سجن تدمر.

كاتب سوري








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي