
سمية الجندي المسرحية انتهت، لكن الوقوف على الجلجلة طال، والهاوية فتحت شدقيها. في يوم من الأيام تقرح قلب النظارة فأوقفوا العرض وغادروا الجحور كي يفقأوا دمامل القهر المزمن. أفواجهم تدفقت من كل المدن.. حاضرها وماضيها درعا، دمشق، حمص وبانياس، إيبلا وماري، وأوغاريت وتدمر. جحافلهم جاءت تقول نسيتموني
ثائر دوري أنانية بنظرات قلقة وكلمات ترميها سريعاً بدأت تروي شكايتها المرضية. وكالعادة سرعان ما دخلت في مسارب جانبية، فتحدثت عن آلام الظهر والعملية المرتقبة. نظرت إلى وجهها. سيدة ستينية متوسطة الطول بيضاء البشرة وهذا شكل شائع للنساء في مدينة حماة، تبدو أصغر قليلاً من عمرها 63 سنة المسجل في بطاقته
إبراهيم الزيدي لم ينج أحد من الحرب، غير أولئك الذين يتنقّلون بين الامتيازات، أمّا الذين يدارون رجفة الذل في أياديهم الممدودة لاستلام السلة الغذائية التي تقطعت بها السبل، فإنهم يشكلون السواد الأعظم من السوريين. بالنسبة للطبقة الوسطى التي يتغنى بها المثقفون، والتي هي الحامل الموضوعي لتوازن أي دولة،
مريم الشكيلية عدت بعد ثلاثين يوماً أجمع فتات حلم وكلمات.... عدت أقف على حافة الحرف الذي كان عصي على الكتابة.... كنت حينها أستظل بالشمس وعلى إستعداد لفصل الحرائق عندما كان البرد يمد ظله وتلك القطرات الممطرة تصفعنا على وجوهنا... بعد ثلاثين يوماً خرجت من صومعتي وفتحت نوافذ قلمي وبسطت أوراقي على ش
نسب أديب حسين أستمع لبرنامج «سين2» للإعلامي أحمد الشقيري عن تطوير الصناعات والعمل على إنتاج سيارة طائرة، أستمع وأمتد وأتقلص في مقعدي لأفحص أين صار دوري على الحاجز؟ هل سأطير يوما فوقه؟ تبقى عشر دقائق لبدء الندوة التي أقصدها في رام الله، وقد مرّت ساعة على انطلاقي من القدس في سبيل قطع 1
هايل علي المذابي كان هناك طفل صغير اسمه هايل لطالما حدثتني عنه أمي، تقول كانت له لثغة في لسانه وكان حاذقا جدا، وفي أيام انتشار وباء الكوليرا أصيب هذا الطفل ومات، لم يسلم بيت واحد في القرية من الكوليرا وكان موت طفل أو اثنين من كل بيت بمثابة قربان للكوليرا ليكف شره عن بقية أفراد الأسرة. مرت سنوات
راضية تومي كان فتىً قوي البنية، أبيض البشرة، ذا شعر قمحيّ متموّج. كان قرّة عين والدتي، فهو ابنها الأكبر ومَعْقد أحلامها وسعادتها. كنّا نحبّه حبّاً عظيماً ونفخر بجماله وقوّته. ما حدث له كان قبل اندلاع ثورة التحرير بالجزائر. كنّا نعيش في دُوّار من الدواوير الصغيرة التي لا تُعَد ولا تحصى، المرمية ه
باسم النبريص أن تطير مجّاناً، ذات صباح، من أي بلد عُرباني، لأوروبا الخضراء والشقراء، أمرٌ فوق العادة لا شكّ. لكَم حلمت به واقفاً وجالساً وتركت جثّته تحت الملاءات وعليها علامات الاكتئاب من عدم التحقّق. إلى بلد آخر، أي بلد آخر، ولو كان الدومينيكان. المهمّ الخروج من الجحيم، مرّة واحدة وللأبد. وهناك
إبراهيم الزيدي منذ عام 1984 لغاية عام 2011 وأنا أعمل بصفة مرشد ثقافي لدى مديرية الثقافة في الرقة. الرقة التي تفوقت في نشاطها الثقافي على كل المدن السورية. وللبيان أقول إن ذلك النشاط لم يكن للرقة كمدينة زراعية تحلم بالتنمية، كان لمديرية الثقافة، والقليل من روادها! إذ ليس كل من حضر تلك الفعاليات كا
قاسم حداد عندما قال «أينشتين» بأهمية سؤال (لماذا؟) كان كمن يفتح الأفق أمام الشعر التالي لئلا يتوقف عن السؤال. من هذا الأفق، ومن هذا السؤال، سوف لن يكفّ الشاعر عن (لماذا؟). ٭ ٭ ٭ «إنها قوتك الوحيدة» يؤكد الشاعر أدونيس. ولعل الشاعر الجديد سيواصل مساءلة الواقع كلما كتب نص
لحسن ملواني كاتب اشتعل فكتب الرائع.. شكروه ولم ينبضوا، وصفقوا ولم يدمعوا.. فانطفأ مُلمِّحا إلى كونه يكتب للنبض والاشتعال، غار كالماء.. سيتفجر في أرض تعرف للنبض أسمى المعاني. كاتب عاش مكلوما طيلة عقدين يستبد به الحنق لأنهم سمعوا ولم يقرؤوا ما محا وما كتب.. لحسن حظه أنه عاش بعد موته ولن يموت، ف
حسن أكرم نحن في العراق، نستخدم المفردات بغير معناها في المعاجم، فمثلاً نقول عن الشيء مسموماً أي أنه يحمل حقداً أو غلاً ما، وعادة يأتي هذا الوصف للبشر أكثر منه لبقية الأحياء والجمادات. فمثلاً لو قلنا إنَّ هذا الرجل مسموم فيعني أنه يحمل حقداً للناس، أو أنه ينتظر الفرصة لكي يصيب أحداً بمكيدة ما، لذا
علي أبو عجمية سَيَّافٌ ماضيك. وصقيلةٌ هِيَ الذكرى. ما يحدثُ أمس لا شواهدَ له، ولا شُهودَ عليه. هاكم خُلاصَتهُ ما تبقّى. فأنا شاعرُ الخُلاصَةِ والخَلاص. لا أكترثُ بالتفاصيل. التفاصيلُ هُراء الشَّياطين... وَخُطَّةٌ للمُراهَقة. لا تغضبوا؛ لا تغضبوا يا زملاءَ المِهنة المُرفَّهين. ولا تحزنوا؛ لا تحزن
إعداد: فوّاز الشعّار لُغتنا العربيةُ، يُسر لا عُسرَ فيها، تتميّز بجمالياتٍ لا حدودَ لها ومفرداتٍ عَذْبةٍ تُخاطب العقلَ والوجدانَ، لتُمتعَ القارئ والمستمعَ، تُحرّك الخيالَ لتحلّقَ بهِ في سَماءِ الفكر المفتوحة على فضاءات مُرصّعةٍ بِدُرَرِ الفِكر والمعرفة. وإيماناً من «الخليج» بدور اللغة
إبراهيم الزيدي لأكتب وأخط بالقلم // وأحسب وراهم واعدّ أنا لا أعرفه، أعرف صوته الذي يحملني إلى هناك، ذلك الصوت الذي يستدعي المستحيل، لأنه يلعب في المساحة الخاصة بالذكريات، فالأصوات تتقارب، وتتباعد، ولا تختلف إلا حين يكون الصوت موغلا في الخصوصية. وهذه سمات صوت معد الحسان. أنا لا أعرفه، رأيت ابتسا
قاسم حداد دون أن يحدث شيء، هذه هي حياتنا، فليس من الحكمة قضاء الوقت في انتظار شيء لا يحدث. (على كثرة الأحداث) فحدثنا لا يحدث بالضبط عندما تكون في انتظاره، خصوصاً في ما تنتظره جالساً. ففي هذا إهدار للوقت، وتفريط في الحياة. فليس في حياتنا ما يمكن أن يحدث وأنت ممعن في انتظاره. الانتظار هو عبث في أ
عبد الغني فوزي لا يمكن أن يكون الشعر إلا شعرا. ولا شعر لشعر إلا لشعره. فعلى الرغم من مسيرته المرتبطة بوجود الإنسان وحلمه، داخل حياة متجددة في الكتابة على المستويات البنائية والجمالية كافة. انطلاقا من الإحساس والخيال في معاركة الواقع وفظاعاته. وبقدر ما تتطور التراجيديا في ظل مشاهد تقتل معنى الإنسا
باسم النبريص 62 عامًا وكلماتك تمرّ في جسدك، كي تنخره، بينما لا تستطيع التوقّف عن النظر إلى التاريخ، لقراءة العالم الحالي: تفكّر فيه وتمضغه بفمٍ أدرد ولا تستطيع جعله مفهومًا لقرّائك. وغالبًا ما تتكرّر وتعود إلى اللامعنى الوجودي، في ظلّ رأسماليات خارقة. لِمَ صعبٌ عليك تجاوُز جلدك؟ أيها الكاتب في ه