62

2023-04-02

باسم النبريص

62 عامًا وكلماتك تمرّ في جسدك، كي تنخره، بينما لا تستطيع التوقّف عن النظر إلى التاريخ، لقراءة العالم الحالي: تفكّر فيه وتمضغه بفمٍ أدرد ولا تستطيع جعله مفهومًا لقرّائك. وغالبًا ما تتكرّر وتعود إلى اللامعنى الوجودي، في ظلّ رأسماليات خارقة. لِمَ صعبٌ عليك تجاوُز جلدك؟

أيها الكاتب في هذا العمل: اهبط بفكرك على العالم الحالي، على الرأسمالية المعاصرة، مع الأخذ في الاعتبار أنك تعيش في أوقات التغيير المستمرّ. هل تجد، ككاتب، صعوبةً في التفكير في الأوقات الحالية وتفسيرها؟ هل نسيت أن المفتاح هو فهم التغيير الاجتماعي، لفهم كيف أن الهياكل التاريخية لا تزال قيد التحوّل؟ ألا يمتدّ تاريخ الرأسمالية إلى أكثر من خمسة قرون، وفي كلّ مرحلة تاريخية تتغيّر، يتحوّل المفكّرون استجابةً للنضالات والتغيرات الاقتصادية والأزمات، لكنّ التجربة الحالية تبقى أساسية وقاسية؟ لِمَ يموت الشعراء سريعًا في ما يُسمّى بمناطق التجارة الحرّة، وهناك أشكالٌ من استغلال عمل المرأة اليوم، على غرار العبودية؟

إنّ الرأسمالية لها ميزتان: حاجتها إلى الدعارة، وتعاملها مع المسنّين بشكلٍ لاإنساني، من أجل الربح. لهذا السبب، فإن ماركس اليوم هو شبحُ بطل يخيّم على أوروبا، ولو من أجل التنمية. وأعتقد أن الأمر كان دائمًا على هذا النحو.

* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي