«سِفْرُ المَغِيلي» من «النّازلة» إلى التّجارب النّووية»

واسيني الأعرج ما تزال الرواية التاريخية «نوعاً» يستهوي الكثير من الكتاب في وقتنا الحاضر، على الرغم من تعقد موضوعاته، إذ يفترض سلفاً في الكاتب السيطرة على التاريخ سيطرة كاملة في علاقاته ووشائجه مع المحيط الذي نشأ وتبلور ضمنه، والتحكم الفني في كيفيات استعماله في النص الإبداعي، الرواية ت


الوليد الشهيد

الياس خوري وأخيراً اندمج الاسمان فصار الوليد شهيداً والشهيد وليداً. كأن وليد دقة ولد ليموت في السجن مع الأسرى الذين احتضن حكاياتهم وحولها إلى أفكار ومفاهيم، جاعلاً منها دستور حياة للذين طردوا خارج الحياة، فاستنبط مفهوم «الوعي الموازي» كي يخرق مساحة جديدة للنضال الفلسطيني، فالسجن لا يق


الذكاء الاصطناعي ضدّ محمد الماغوط

صبحي حديدي اختُتمت الدورة السابعة لـ»المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية» الذي يُقام في ميلانو الإيطالية برعاية كلية الآداب واللغات الأجنبية – معهد بحوث اللغة العربية التابع للجامعة الكاثوليكية، الأكبر والأعرق على نطاق المدينة. وهذه السنة أيضاً أثبت الصديق الكاتب والأكاديمي ال


الإبادة بوصفها فعلًا مستمرًا

إبراهيم نصر الله يُورد الشاعر خالد جمعة، ابن غزة، على صفحته في الفيسبوك، حكاية  يبتكرها، تقول، إن أحد الخلفاء قَتَل معارضا له، وبعد أن اطمأن على إخفاء أثره تماما، في ليلة لا ضحى لها، أعلن بين الناس أن كل من سيأتي إليه بشيء يخص القتيل، سيمنحه مبلغا كبيرًا من المال، وهكذا، جاء بعض الناس بكتاب


كل فلسطين هي غزة

الياس خوري استخدمت غزة جميع الأسلحة التي تملكها للردّ على حرب الإبادة التي تشنّها عليها إسرائيل، وثبت حتى الآن أن الأسلحة كلها لم تستطع أن توقف العدوان. فالعدوان يتجاوز الأسلحة والقوى العسكرية ليمتد إلى الروح. إنها حرب تدمير شامل هدفها تحطيم روح المقاومة التي صارت اليوم هي روح المدينة. لكن كيف تر


منارات برلين التي تنطفئ

صبحي حديدي في خريف 1743 كان فتى في الرابعة عشرة من العمر قد دخل إلى مدينة برلين عبر بوّابة روزنتالر تور، الوحيدة المخصصة لعبور اليهود (والمواشي!)، آتياً من بلدته ديساو؛ وكان حافياً، وقضى خمسة أيام سائراً على قدميه لبلوغ العاصمة البروسية، وحين سأله الحراس عن سبب مجيئه، أجاب ببساطة أنه راغب في الدر


أصول سردية قادت إلى اكتشاف تقنيات "تيار الوعي"  

    نادية هناوي- عُرفت الدراسات البينية في منتصف القرن العشرين كمنهج بحثي، فيه يتداخل علم معين من العلوم الإنسانية مع علم أو حقل معرفي آخر قد يجاوره وقد يكون بعيدا عنه. والغاية أن يمد أحدهما الآخر بالمفاهيم فتتوسع مجالات التمثيل والتطبيق. ويعد النقد الأدبي واحدا من الحقول المعرفي


هل تظهر الدهشة الفلسفية مع الطفولة؟

د. حسن منصور الحاج- في مقابلة طويلة مع المجلة الفرنسية «سؤال في الفلسفة» (Question de Philo)، الصادرة في خريف 2023، عدت الفيلسوفة الفرنسية شانتال دِلسول (Chantal Delsol) في مقابلة معها أن «الطفولة هي بداية الدهشة الفلسفية». وكانت المقابلة تدور حول كتابها الأخير المخصص حو


سجوننا البشرية القاتلة

د. ابتهال الخطيب غريبة هي حبستنا البشرية داخل أجسادنا وعقولنا ومحيطاتنا، غريب هو قصور النظر والبصر والسمع، غريب هو تعطل الحواس إلا عن أقرب القريب إليها، فلا تكاد حواسنا القاصرة تتلمس أبعد مما يصل إليها، لا تسعى لفهم العالم، حسياً، روائحياً، مرئياً، سمعياً، مُذاقاً إلا إذا وصل برسالته القاصرة التم


الرّواية ومقتل الحيادية الوهمية؟

واسيني الأعرج كثيراً ما تنهض الأسئلة القلقة من عمق النصوص الأدبية وهي في حيرة وقلق حقيقيين: هل يلتزم النص بمرجعيات الواقع؟ أم أنه ينفلت من أسر الواقع فيصبح النص الأدبي والروائي تحديداً فضاء بلا تاريخ ولا ركائز ولا مرجعيات وكأنه محض خيال وتنسى أو تتناسى أن النص كيفما كان هو خاضع لسلسلة من الجاذبيا


مجزرة الطحين

الياس خوري مرت قراءة الطحين الفلسطيني في شعر محمود درويش في مرحلتين: المرحلة الأولى: عندما كانت وكالة الأونروا توزع الطحين على اللاجئين الفلسطينيين تحت العنوان الشعري «عندما تفرغ أكياس الطحين يصبح البدر رغيفاً في عيوني». المرحلة الثانية: عندما تحول الطحين إلى أداة قتل وإجرام، فكتب شا


أرض محمود درويش ونمط فلسطين

صبحي حديدي يندر أنّ غالبية من دارسي شعر محمود درويش تتفادى التركيز على، أو حتى الابتداء من، علاقة الشاعر بالأرض؛ وفلسطين على وجه التحديد، في تمثيلاتها التاريخية والثقافية والأسطورية، فضلاً بالطبع عن مسمياتها الجغرافية. استعارة الأرض وما اقترن بها وتوسّع عنها وحولها من مجازات شتى، تحوّلت إلى أحد


ضرورة الكليشيه

شهلا العجيلي في حوار مع الكاتب والمخرج المسرحيّ المجري جيورج تابوري، الذي تتلمذ على يد العملاق لي ستراسبرج في أستوديو الممثّلين في نيويورك، ذكر عبارة مهمّة عن المدارس الفنيّة قائلاً: «إنّ الخطورة تكمن في الكليشيه»، ولعلّني أوافق على ذلك بشكل عام، لأنّ الكليشيه ضدّ الإبداع، وضدّ الحريّ


غزة… ومستقبل الكتابة الفلسطينية

إبراهيم نصر الله حضرت غزة في الشِّعر الفلسطيني والشِّعر العربي بصورة يمكن القول، بقليل من المجازفة، فاقت القدس وتجاوزتها، بما يعنيه ذلك من أن حضورها تجاوز بقوته واتساعه حضور أيّ مدينة فلسطينية أخرى، بحيث كُتبت فيها قصائد عربية بأقلام أبرز الشعراء العرب، ولعل ذلك عائد بالدرجة الأولى لما تمثله غزة


محمّد بوديه في دوّامة فلسطين

واسيني الأعرج يصادف تاريخ 24 فبراير، الذكرى 92 لميلاد المسرحي والمناضل الجزائري الكبير محمد بوديه. شخصية وسمت زمنها والفترة التي عاشتها بعلامتها التاريخية. من يتذكر اليوم ذلك الرجل العظيم، مع أن ما يحدث حالياً في فلسطين يقودنا حتماً نحو تضحياته العظيمة؟ فقد عاش محمد بوديَه، من أجل فلسطين مؤمناً


شكسبير في بيروت

الياس خوري عندما التقيت به للمرة الأولى شعرت أنني ألتقي بشخصية شكسبيرية، تجمع الروح التراجيدية والتباسات العبث. ومع الوقت، بدأت أشعر أن ذلك الرجل صار تجسيداً حياً لشكسبير، وصرت أناديه بيني وبين نفسي باسمه الجديد، وكان اسم ذلك الرجل أنطوان ملتقى. كانا رجلين اختصرا المسرح الحديث، منير أبودبس وأنطو


مالكولم X في غزّة

صبحي حديدي الإنصاف المبدئي، في حدوده الدنيا ربما، يقتضي إقامة سلسلة من الروابط بين مالكولم X (1925 ـ 1965) داعية الحقوق المدنية الأمريكي الراحل، الذي مرّت ذكرى اغتياله يوم 21 شباط (فبراير)، من جهة أولى؛ وحرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، كما تمثّل أيضاً التوحّش الأقصى للطو


الخوف من الانتصار

شهلا العجيلي وصف زيغمونت باومان، عبر سلسلة من كتبه، حياتنا في هذا الزمان بالسائلة، أي هي حياة محفوفة بالمخاطر يحياها المرء في حالة من اللايقين الدائم، ولعلّ أشدّ هاجس يساور المرء في تلك الحياة هو الفشل في اللحاق بالمستجدّات المتسارعة والتخلّف عن ركب السائرين، ويمكن لنا أن نقرّب هذه الحالة من حالة







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي