درب النمل

حيدر المحسن يستمتع الناس بأفكار الخلود والأبدية، ويطلبها البعض بواسطة السفر عبر جهات الأرض، كما لو أن التمكن من المكان يؤدي بنا إلى الاستحواذ على الزمان، وهذا يتطلب الكثير من المال والصحة والعدة للانتقال إلى بلد بعيد. الابتعاد عما يُسمى «دُوار الواقع» فيه فائدة للأدباء والفنانين بصورة


اختلاف فاخر

د. ابتهال الخطيب كنا قد وصلنا بمحض الصدفة إلى شارع بيكاديللي مشياً على أقدامنا، كان اليوم صحواً على غير عادة الأيام الماطرة التي سبقته، وكنا أنا ووالدي ووالدتي، في «خروجة» أخيرة نقضي بها آخر احتياجاتنا قبل العودة للوطن حين ساقتنا أقدامنا لميدان بيكاديللي. شاهدت فتاة تلبس قميصاً عليه ص


الناطقون باسم ضمائر شعوبهم

إبراهيم نصر الله من حلب، إلى القدس، ثم إلى غزة، سافر سليمان الحلبي الشاب إلى مصر، القاهرة، التي تعاني من ويلات الاحتلال الفرنسي. كان ذلك بعد الهزيمة التي ألحقها الجيش الفرنسي الغازي بالعثمانيين بقيادة سعيد مصطفى باشا عام 1799، وقُتل فيها 2000 رجل من الجيش العثماني، وغرق 4000، ووقع في الأسر عدد آخ


سقوط أقنعة الاستشراق

مصطفى عطية جمعة للغة العربية مكانة حضارية سامقة بين ثقافات العالم، بل كانت هي لغة العلم والحضارة خلال القرون الوسطى، وكانت الحواضر العربية والإسلامية مقصدا لطلاب العلم من أنحاء المعمورة، بما فيها الشعوب الأوروبية، التي تعلمت العربية، لتفهم علومها المختلفة، فأضحتْ العربية لغة وسيطة ناقلة للحضارات


هل تعرف من أنت؟ إنك أنا!

سعيد يقطين لا شك أنكم تعرفون مَثَل الفارس الذي أراد لص سرقة رمحه فقال له: «ذكَّرتني الطعن وكنت ناسيا»، وقام إليه وقتله. وجدتني أستحضر هذا المثل، من يقول: أنت أمازيغي، وكل المغاربة أمازيغ، ولا علاقة لهم بالعروبة؟ عندما تقول: أنت هو أنا، تسلبني هويتي الشخصية والثقافية التي صنعتها خلال ع


الأمير في مهبّ الأهواء؟

واسيني الأعرج كثر الحديث في الشهور الأخيرة عن الأمير عبد القادر الجزائري، وكيفيات الاشتغال عليه إبداعياً، سينمائياً وأدبياً، من خلال السؤال الكبير: أي أمير نريد؟ أمير ستاتيك لا يتطور عبر التاريخ، أمير الكتاب المدرسي الذي يحمل بندقية على ظهره ولا يعرف إلا الحرب، بينما مساحة الأمير أكبر من ذلك وأعظ


أخلاقيات المعرفة والتفكير الخاطئ

سعيد يقطين يطلع علينا يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي بعض أشباه المثقفين باكتشافاتهم المذهلة عن الدين والتاريخ الإسلاميين واللغة العربية، لترويج أن ما يزعمونه حقائق مطلقة ظلت مخفية طيلة قرون، حتى جاؤوا ليكشفوها للعالمين. وبعيدا عن السجال غير المجدي مع هؤلاء وأمثالهم، مغاربة وعربا وغربيين، أختزل


مذابح غزّة وسفر التكوين

صبحي حديدي هل يعقل أنّ سفر التكوين، أوّل أسفار العهد القديم وأحد أسفار موسى الخمسة، استبق/ تنبأ قبل 3000 إلى 5000 سنة قبل الميلاد، بأحداث وقعت في القرن العشرين؛ مثل اغتيال جون وروبرت كنيدي، تفجير أوكلاهوما، انتخاب بيل كلنتون، فضيحة واترغيت، الهولوكوست، هيروشيما، الهبوط على القمر، اغتيال أنور السا


لن أتوب

د. ابتهال الخطيب كتب أحد القراء الأعزاء معلقاً على مقال «سيكوبات» الذي نشر لي في «القدس العربي» في 2 أغسطس الماضي متسائلاً «حقيقة، أتساءل: هل تغير موقف الكاتبة الليبرالي، وأصبحت تمقت العالم الغربي الآن بعدما كانت تكيل له المديح بالتلميح ساعة أو التصريح ساعة أخرى في م


ألمٌ ثلاثيّ الأبعاد

حيدر المحسن يعتقد الكثيرون منّا، بتأثير من وازع دينيّ أو غيبيّ أو غير ذلك، أن النعيم والهناء مقدّران بيننا بصورة عادلة، لكن هناك من يرى أن الحياة باغية في تقسيم السعادة، فقسم منّا يتسلّق سلّمها على الدوام، وقسم لديهم ميل فطريّ نحو خيبات الأمل، فهم يهبطون على سلّم الحظّ إلى آخره. في رواية «ا


من يزعم أن نتنياهو كذاب؟

سعيد يقطين لا مراء في أن الكل يجمع على كذب نتنياهو وافتراءاته. فمنذ بداية طوفان الأقصى وهو لا يمارس سوى الكذب والافتراء. لكنه كان صادقا في عبارة واحدة أراها تختزل كل ما وقع في هذه الإبادة الهمجية، ومن خطابات التحايل والتضليل. إنها عبارة: «الجيش الإسرائيلي أكثر أخلاقية في العالم». إن


كاريزما العابر: محمّد ملص و قُصاصاتٌ على الجدار

باسم أحمد القاسم أريدُ أن أعرفَ متى تكونُ المرأة صورةً ويكون الرجلُ صوتاً! متى يتماهى الصوتُ في نسيجِ الصورة، والصورة في ذبذبات الصوت. تتعتّق الصور الحبيسةُ في الوجدان، وأتساءل: أيّةُ عدسةٍ من عدساتِ الروح، يمكن لها أن تصوّر المرأة الراويةَ أو المرويّة أو القتيلة؟ الأسطر السالفة، توطئة


نهر يتدفق من كيرالا إلى غزّة

صبحي حديدي «لا تسألوا الأشجار عن اسمها لا تسألوا الوديان عن أُمّها من جبهتي ينشقّ سيف الضياء ومن يدي ينبع ماء النهر كل قلوب الناس… جنسيتي فلتُسقطوا عني جواز السفر». بهذه السطور من «جواز سفر»، قصيدة محمود درويش الشهيرة، في مجموعته «حبيبتي تنهض من نومها&ra


تروما

الياس خوري هناك في المشهد الثقافي العربي كلمة جديدة وتستخدم بشكل عشوائي هي «التروما». هذه الكلمة جديدة نسبياً في الثقافة العربية لكنها لم تتبلور في صيغتها المحدثة، لتدل على شيء محدد. فقد يقول أحدهم: «أنا مصاب بتروما الحرب الأهلية»، وهو مصيب في ذلك لأن من تعرض للخطف أو لل


حين زرع الغرب بذور العداء للسامية

صبحي حديدي غير مستبعَد، بل لعله أكثر ترجيحاً من وجهة تعليل منطقية، أنّ أنساق التوحش الهمجي القصوى التي اكتنفت وتكتنف حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة؛ قد وفّرت ميادين إضافية لقراءة وإعادة قراءة المسائل المرتبطة بمفهوم العداء للسامية. الجديد فيها، وال


أطفال في سجون إسرائيل!

غادة السمان لو لم أقرأ الخبر في صحيفة عربية راقية أصدق أخبارها لما صدقت أن ذلك حدث، وأن قوات الاحتلال تعتقل في سجونها أطفالاً فلسطينيين أعمارهم تبلغ 14، 15، 16 عاماً، ولكن إسرائيل لا تبالي بالانتقادات الرسمية والحقوقية والمطالبات بضرورة التدخل الدولي العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية من ممارسات ال


سؤال واحد وثلاثة لقاءات مع غزة

إبراهيم نصر الله من الأسئلة التي توجَّه إليّ باستمرار: هل أنتَ من غزة؟ وحين أسألهم، ما الذي يجعلكم تعتقدون هذا؟ يجيبون «لأنكَ من البريج»، فأوضّح لهم أن «البريج» (تصغير بُرْج)، قرية تقع ضمن أراضي القدس، ولا علاقة لها بمخيم «البريج»، فيكتفون بالإجابة. عام 1984،


الكتابة بالقدمين

حيدر المحسن كتب الشاعر الهندي ساردار جيفري في مقدمة ديوانه الشعري هذه العبارات المضيئة: «إنه لحق إنسانيّ أن يحظى المرء برؤى في المنام. وهو حقّ لا يمكن لقوّة في العالم أن تسلبه إيّاه، وربما يكون في هذا ضمان لمستقبل الإنسان والإنسانيّة». جميع البشر متساوون إذن في تجربة الحلم، لأنه ليس ف









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي