
أبو بكر العيادي* تعلمنا أن الأنوار من أكبر السرديات المؤسسة للغرب، وأن حفنة من المفكرين والفلاسفة في القرن الثامن عشر وقفت في وجه السلطات المطلقة التي كان يحوزها الملوك والكنائس، واستعملت العقل سلاحا لقهرهم، حتى عدّ المؤرخون عصرها ذاك بعصر الأنوار الذي شهد انتصار العقل على كل أشكال الدوغمائية وال
مع تزايد الإجراءات لمواجهة تفشي جائحة كورونا، بدت أزمة الجائحة بمثابة "اختبار هائل" للعولمة والفلسفات التي سادت العالم المعاصر منذ الحرب العالمية الثانية مثل "السوق الحرة" ومبدأ "عدم تدخل الدولة في الاقتصاد"، في وقت تعيش فيه المجتمعات التي اجتاحها كورونا حالة من الصدمة والخوف بأن يقضي الفيروس على
مخلص الصغير* من يقرأ الأعمال الكاملة لعبدالسلام بنعبدالعالي يدرك أن كتب هذا المفكر المغربي يمكن أن تقرأ بهذه الطريقة. ولذلك، فهي ليست أعمالا كاملة، كيف وقد أصدر المؤلف بعدها كتبا أخرى، في السنوات الخمس الأخيرة. والحال أن هذا المفكر لا يقول أبدا بالاكتمال، مثلما لا يؤمن بالانسجام والاتصال وإنما يق
كمال عبد اللطيف (1) يُواجِه العالم، في الآونة الأخيرة، جملةً من التحوُّلات التي تنبئ أننا أمام بدايات عالم جديد، في طور الانبثاق والتَّشَكُّل. لا تشمل هذه التحوُّلات مراكز القوة والتقدم التقني، بل تنطبق أيضاً على مختلف ظواهر الاقتصاد والثقافة والمجتمع. وإذا كنا نؤمن بأن دينامية التَّعَوْلُم قد س
محمد نجيم - الرباط لا أحد منا ينكر القيمة الأدبية الكبيرة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، الذي شغل النقاد فحفروا عميقاً في متنه الشعري ورؤيته للذات وللعالم؛ وما تزال دور النشر العربية تواصل نشر أبحاث وأطروحات جامعية تغوص في قصائد محمود درويش بإعمال نظريات نقدية مختلفة، إلا أن الكتاب المرجعي
د. نادية هناوي خرق فيروس كورونا النظام العالمي ككائن ما بعد مجهري ينذر البشرية بالفجيعة، ويضعها على شفا حفرة من هلاك تام، والسبب قوة تفشيه التي أيقظت العالم على مرحلة جديدة صار يعايشها مذهولاً ويحاول أن يعيها مرغماً بفزع كبير. وطبيعي جداً أنْ تتخذ هذه المرحلة اسمها من اسم الذي أرعبها لتكون (كورون
بالنسبة لكثيرين حول العالم، يبدو انتشار وباء فيروس كورونا موسما للفقر الإبداعي خاصة مع إلغاء العديد من الأنشطة الثقافية والفنية ومعارض الكتب والمسارح وقاعات الدروس في مناطق مختلفة حول العالم، ولا سيما أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا، لكن في عصور النهضة الأوروبية كان الوباء موسما للإبداع الثقافي وال
زين العابدين الضبيبي * قد يستغربُ القارئُ، عنوانَ هذه السطور، وربما يُصْدَمُ لارتباطِ شخصية الدكتور في ذهنه بلقب “الشاعر الكبير”؛ لكنه بالفعل ليس شاعراً فقط، وأنا أتحدثُ هنا في سياقِ العبارةِ المأثورةِ: “كلما اتّسَعَت الرؤيةُ ضاقت العبارة”؛ هذا ما يتبادرُ إلى ذهني بم
كمال عبد اللطيف (1) رسم الفكر الإصلاحي في الوعي العربي الملامح الكبرى لصورة المرأة الجديدة في مجتمعنا، المرأة العاملة والمتعلمة، المرأة المطالبة بتشريع لا يُخل بآدميتها. وتعززت الصورة بمدارس البنات ثم المدارس المختلطة، وتم تدعيم ذلك بالجمعيات النسائية وتطلعات الرواد والرائدات من المبادرين
الرباط- عمر الراجي الانتصار للحداثة لا يعني الجهل بالقديم، وسؤال الحداثة في النص جزء من سؤال المجتمع كله. هذه آراء من سلسلة أفكار أخرى قدّمَتها القراءات التي تناولَتْ كتاباً جديداً للكاتب والروائي المغربي أحمد المديني، في جلسة نقدية نُظّمت نهاية الأسبوع الماضي برحاب المكتبة الوطنية في الرباط. أس
محمد تركي الربيعو* قبيل أشهر قليلة من الغزو الأمريكي للعراق، كان الباحث العراقي المجهول عربياً عضيد دويشة (بروفيسور في جامعة ميامي الأمريكية، وصاحب عدد من الكتب حول تاريخ الشرق الأوسط) قد وضع كتابه عن مطبعة برنسان بعنوان «القومية العربية في القرن العشرين.. من النصر إلى اليأس»، الذي حا
قاسم حداد* لا أفهم (منطقياً) الموقف السلبي الذي تتخذه المنظومات الأكاديمية العربية في كثير من الجامعات العربية. أكثر من هذا، لم يعد مقبولاً التحفظ الفض الذي يتخذه كهنة الدين في العديد من المجتمعات العربية. عدم الفهم هذا، وعدم القبول يصدران من باب السجال الافتراضي مع أصحاب هذين الموقفين، ليس سعيا
لندن - فيء ناصر يقول الشاعر الإسباني مانويل ماتشادو المولود في إشبيلية عام 1874 والمتوفى في مدريد عام 1947، وهو أخو الشاعر الإسباني الكبير أنطونيو ماتشادو، في قصيدة له، واصفاً لوحة «الثالث من مايو» للرسام الإسباني فرانشيسكو دي غويا (1746-1828):على الأرض مصباح لا يكاد يضيءنوره ال
القاهرة - طارق سعيد أحمد ما هي درجة حضور الأدب العربي في المشهد الثقافي العالمي؟ ما نسبة قراءة الكتب العربية، وخاصة الروايات، المترجمة إلى اللغات العالمية، وبشكل خاص الإنجليزية والفرنسية؟ لا تكاد تذكر. ما الذي يمكن فعله لتدارك ذلك؟ وما الذي يمكن أن تلعبه حركة الترجمة، والمواقع الإلكترونية المعنية
فيليب بوتز ترجمة: عبده حقي* ظلت الأعمال الأدبية دائما على علاقة بالتقنيات الجديدة على مرّ العصور. فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد مكن تطور المطبعة من ظهور أجناس أدبية جديدة مثل «رواية الفروسية»، بل إلى زمن قريب تم اختراع الشعر الصوتي في عام 1953، من خلال الاستخدام المباشر لآلة التسجيل
د. محمد عبد الستار البدري تأتي للمرء ومضات حنين لفكر الفيلسوف الروماني «سينيكا الأصغر»، وبعض روايته وكتبه، في أثناء متابعة نشرات الأخبار العربية خلال هذه الأيام. وأياً كانت أسباب ذلك، فإن «سينيكا الأصغر» يعد واحداً من أهم اثنين من المفكرين الذين أنجبتهم الدولة الرومانية عل
هاشم صالح لا ينبغي أن نستهين بالملاحق الثقافية التابعة للجرائد الكبرى، كـ«الشرق الأوسط» السعودية و«الاتحاد» الإماراتية و«الأهرام» المصرية... إلخ. فهي تلعب عادة دوراً كبيراً في تنشيط الحركة الفكرية للأوطان أياً تكن. فعلى صفحاتها، تنعكس هموم العالم العربي، بل وا
خالد بريش* إن مصطلح الفوضى الخلاقة الذي ابتدعه الأمريكان كتعبير عن واقع سياسي واجتماعي، ينطبق هذه الأيام وبلا أدنى شك على الحركة الأدبية والإبداعية، ومعاناتها في بلادنا في كل مساراتها ومناحيها. فهناك حالة من الفوضى والتخبط في كل الاتجاهات. وانقلاب في المفاهيم والقواعد والقيود. وهي أمور لا ت