
فدوى العبود يطمح الفن إلى خلق العالم من جديد، وبقصدٍ أو دونه يفعل ذلك عبر التفافات مجافية للواقع – إنه ولا شك أمرٌ مشروع- لكن الصدع الذي يخلق بين النص والحياة في هذه الحال لا يمكن لأمُه، بل يفقد مع الوقت أيّ قابلية لترميم الأسى الذي تتركه الفاجعة. إنّ حجم الكارثة وجحيمها جعلا من سؤال هيلدر
صالح الرزوق يبدأ عبداللطيف أطيمش ذكرياته مع السياب من أمسية شعرية جمعت الاثنين عام 1957 في دار المعلمين العالية في بغداد. ويبدو أن هذه اللحظة كانت مفصلية لأنها تؤرخ لبوادر خلاف السياب مع الشيوعيين والانضمام للاتجاه القومي. ولا يفوّت أطيمش هذه الفرصة ليؤكد أن السياب لم يلتزم بالفكر القومي، واختار
عبد الغني فوزي تواصل القاصة سعيدة لقراري مسارها القصصي، بإصدار لامع، العنوان «جيوب الخوف» الذي يحتوي على عناوين (خوف ثقيل، رياح على ايقاع كورونا، مران أحلاهما حجر، نافذة الإغاثة، مسألة وقت، ذاكرة دون رصيد، خطوات خارج الطريق، مناعة، الظل يستعيد صاحبه، خارج دائرة الخوف…) تعتبر تن
محمد خضير سلطان كيف يمكن بحال أن تترتب أو تتزامن يوميات أقدم نص في العالم، لم تكتمل سطوره وألواحه تماماً حتى هذه اللحظة، منذ إن كُتب لأول مرة باللغة الأكدية، في ما يقرب من أربعة آلاف عام، وأعيدت كتابته في العهود البابلية القديمة والوسيطة، ثم دفن في الرمال الرافدينية زمناً طويلاً حتى استخرج في الع
رامي أبو شهاب في سياق مشْروع الكاتب والمُترجم جمال أبو غيدا بترجمة كتب الرحلات التي توجهت إلى منطقة الشرق الأوسط، وبوجهٍ خاص فلسطين، صدرت ترجمة كتاب الضابط الأمريكي وليم فرانسيس لينش بعنوان «بعثة مُشاة البحرية الأمريكية المارينز لاستكشاف نهر الأردن والبحر الميت سنة 1848» عن المؤسسة ال
موسى إبراهيم أبو رياش لا ينفك الإرهاب يلازم البشرية منذ القدم، فهو سلوك بشري متطرف منحرف، منظم ومخطط له، تقوم بها تنظيمات؛ لتحقيق أهدافها بالعنف والتخويف والقتل والتدمير وما شابه. ولا يعرف حقيقة الإرهاب إلا من عايشه، وله معه تجارب عن قرب، ورأى آثاره فيمن حوله. والقاص العراقي علي السباعي هو ابن مد
محمد تركي الربيعو في عام 1997، أصدر المؤرخ المصري خالد فهمي كتابه الشهير «كل رجال الباشا» الذي سيترجم في عام 2001 للعربية. وعلى الرغم من أهمية ما قدمه فهمي في هذا المؤلف، إلا أنه سينتظر عقدا كاملا ليعاد التركيز عليه، ولاسيما بعد الثورة في مصر وتولي الجيش السلطة لاحقاً. مع الباشا وجنو
عبداللطيف الوراري أثر حاسم عندما سافر الأديب المغربي عبد المجيد بن جلون (1919- 1981) إلى القاهرة عام 1937، ازداد اتصاله بالأدب المصري الحديث، الذي كان ذا حظوة ومرغوباً فيه من جمهور المُتعلمين ورجالات الحركة الوطنية المغربية، وانفتح وعيه أكثر على الوسط الثقافي هناك؛ في مصر الكوزموبوليتية. ك
عاطف محمد عبد المجيد تتجلى الحداثة كونيّا في ظهور المجتمع البورجوازي الغربي الحديث في إطار ما يُسمى بالنهضة الغربية أو الأوروبية، هذه النهضة التي جعلت المجتمعات المتطورة صناعيا تحقق مستوى عاليا من التطور، مكّنها ودفعها إلى غزو وترويض المجتمعات الأخرى، ما أدى إلى ما يسمى بصدمة الحداثة، خاصة بالنسب
سعيد نجدي يصف القاضي جعفر بن منصور اليمن (وهو أحد الدعاة الإسماعيلية للعرفان السياسي) في القرن الثالث عشر في كتابه «العالـِم والغلام» بشكل روائي درامي كيفية تلقين العلم بشكل ممتع، الا أنه يحتوي على بعد أيديولوجي، لأن النصوص العرفانية للإسماعيلية تنطوي على بعد سياسي من خلال الدعاة، لأن
علجية حسيني قد يختلف البشر في تفاصيل كثيرة مثل الدين والعرق والجنس والطبقة الاجتماعية والثقافة. لكن رغم هذه الفوارق يمكن أن يحمل المختلفون قصة واحدة مشتركة. الاشتراك في قصة واحدة يربط ثلاث شخصيات في رواية «كرنفال القرود الثلاثة» للكاتب التونسي أحمد وليد الفرشيشي. إذ يتقاسم الراوي وسار
منال أحمد في خطاب الشاعر والروائي جان كوكتو عن ضرورة الفن والأدب، حيث أشار في سياق حديثه إلى الشعر بصفته ضرورة، فتبعه بعد ذلك الفنان الهولندي بيت موندريان، الذي يرى أنَّ «الفنّ تعويض عادل عن عدم التوازن في الواقع، مؤكداً أنّ الفن سيختفي عندما تصل الحياة إلى درجه أعلى من التوازن». فالف
حسن داوود آن بومانور عايشت معظم الأحداث الممتدة من الحرب العالمية الثانية حتى ما بعد استقلال الجزائر. ذلك يشمل أيضا متابعتها لما كان يحدث في الهند الصينية من ثورات. الكتاب الذي يروي سيرتها يدقّق في تفاصيل عملها النضالي (هذا إن ظلّت خيباتها المستمرة تعني شيئا لكلمة «نضال») في المقاومة
محمد تركي الربيعو كثيرة هي الكتب والنصوص التي حاولت في العقود والسنوات الأخيرة إعادة قراءة تاريخ الدولة المصرية الحديثة، وبالأخص بعيد الخمسينيات مع انطلاق المشروع الناصري. وتعدّدت المقاربات في هذا الشأن بين السياسي والاجتماعي. كما تميزت بعض هذه المقاربات باعتماد التاريخ المصغر، أو تاريخ الأشخاص ب
علي لفتة سعيد في الكثير من الأحيان يلعب العنوان عدّة أدوار، منها ما أطلق عليه البوابة الكبيرة التي سيدخل من خلالها المتلقّي إلى مدينة النصّ، ومنها ما يكون حاملا لرمزية النصّ ودلالته أو الانتماء إلى مكانيته أو المنتج نفسه، ومنها ما يكون دلالةً على شيءٍ معروف ومدرك وملموس ومحسوس ومعروف، لكي يكون أس
عاطف محمد عبد المجيد اثنا عشر ملفا هي مجموع كتاب «ملفات فكرية في الدين والحداثة والعلمانية» للكاتب الصحافي صلاح سالم، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب. هذه الملفات لا يراها الكاتب سوى استبصارات خاصة به، وهي ليست إلا رؤاه الذاتية، رغم حرصه على الالتزام بالنزعة التاريخية والحس النقدي، كما
خضير الزيدي يحتمل النص الروائي في سرد تفاصيل التاريخ ما لا تحتمله الأجناس الأدبية الأخرى، فهو باب مفتوح على بيان وكشف وقائع حقيقية أو متخيلة، أو ما يجمع بين الاثنين بإضافات يجدها الكاتب ذات توجه (نفسي أو اجتماعي أو تلاعب لغرض سياسي) وبما أن التاريخ المعاصر يحتمل أكثر من قراءة وسرد جراء حوادثه، فق
وديع عواودة كانت مجموعة الرحابنة منذ انطلاق مشروعها الفني الكبير قد حملت القضية الفلسطينية بهمومها، ومن الطبيعي أن يبادر باحث فلسطيني عاشق لها بتوثيقها، ويقدم قراءة مستفيضة فيها ضمن عمل موسوعي كبير. في حيفا صدرت هذا الأسبوع عن دار النشر (كل شيء) موسوعة «المحبة.. الميثولوجيا الرحبانية»