
بيروت - سوسن الأبطح - مارسيل بروست صاحب الرواية الأطول في تاريخ الأدب. رائعته «البحث عن الزمن المفقود» منحته شهرته رغم أن له كتابات كثيرة أخرى، 7 مجلدات، نحو 3200 صفحة، استغرقت كتابتها 14 عاماً، ولم يتمكن الكاتب من إكمالها. فقد توفي بروست قبل أن ينتهي من تنقيح مشروعاته والمجلدات الثلاثة
ركّزت الكتابات الفكرية، خلال مرحلة الأزمة الصحية العالمية، على التحوّلات المجتمعية والفردية، وفي كتابه الأخير "العالم الذي فقدناه: تاريخ العيش المشترك" يتناول المؤرخ الفرنسي جان فرانسوا سيرينلّي منطقة أخرى جرت فيها تحوّلات كثيرة؛ إنها المؤسسات السياسية. بشكل محدّد يتناول سيرينلّي نموذج الجمهورية
يوليا غلبينوفيتش علّمني أبي أنني لو قُدتُ بصبرٍ كافٍ فإنني سوف أصلُ حيث المكانُ ذو رائحةٍ مختلفة رائحةُ شُقَقٍ سكنية محاذاةَ البحر، الصدِئ، وكلِّ شيءٍ جمّدت حركتَه العاصفةُ. هنا يمكنك حتى أن تنسى الحرب، الأرز، والطحينة، وأغانيَ غريبة على الراديو. ذهبتُ إليه أولّ ليلةٍ ولستُ أريد منه الكثيرَ
رند علي على مرّ العصور واجهت المرأة في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى، قضية واحدة هي قضية إثبات الذات. التعامل مع المرأة ككيان مستقل عن الرجل، كيان له رغباته وطموحاته في الحياة. وتناولَ الكثير من الكُتاب العرب والأجانب هذه القضية بمؤلفاتهم مثل «مدام بوفاري» لغوستاف فلوبير و»أنا حرة&r
حسن داوود من فور وصوله إلى سويسرا، بلده، يُعتقل الرجل المدوَّن في السجلات باسم ليوبولد شتيلر. السجن الذي سيق إليه كان مريحا، بل أنيقا ما جعل السجين، المنكر لشخصيته بزعمه أنه ليس ذاك الشخص، يسخر من الرفاهية المتاحة له. ما هو متوافر له في سجنه يجعله أكثر رفاهية مما لو أقام في شقّةٍ على نفقته، إضافة
ترجمة: محمد محمد الخطابي إلى الشاعر التشيلي بَابْلُو نِيرُودَا ومرةً أخرى أشعرُ بالخَوْفِ يا بابلو ووقع ذلك، حضرتُ للفحص إنني فى قاعةِ الانتظار في هذا المُستشفىَ الحالك الذي تُشَم فيه رائحةُ الألم ومع نفاد صبري، أخلدُ للصمت وفي قاعتي أتذكر، مَصْرَفاً غيرَ شخصي أحياناً يُقدم سُلفاً وأنا ا
شكيب كاظم ثمة أعمال إبداعية تأخذ أكثر من استحقاقها ضجة وتأثيرا ومداولة، في حين تمضي بعض الأعمال بهدوء، دون أن تثير أحدا، بل تقرأها حتى دون أن تتعرف على كاتبها، ومن هذه الأعمال التي أثار موضوع إصدارها ضجيجا ومعارضة من جهة، ومساندة ومؤازرة من جهة أخرى، حتى قبل الشروع بنشرها، رواية «يوليسيس&ra
فرانكو أرمينيو ترجمة عن الإيطالية: أمل بوشارب لستُ إنساناً؛ أنا شاعر. لا أدري تماماً ما الذي تعنيه هذه الجملة، لكنّني أشعر أنها صحيحة في حالتي، ويبدو لي من الصواب قول ذلك. أمّا وأنا أعلن بأنّي شاعر أكثر من كوني إنساناً، فهذا لا ينطوي على أيّة مثلبة ولا مَنْقبة. الشاعر ليس إنساناً أكثر اكتمالاً
ترجمة: صالح الرزوق ناقش الموسيقي والكاتب جوش جونز في مجلة «الثقافة الحرة» ما تتداوله الحلقات الأدبية حول ريادة وتأسيس همنغواي لفن قصة الست كلمات، واعتبر أنها مجرد بدعة أو أسطورة، شأنها شأن الشعر العربي الجاهلي، نصفه حقيقي وما تبقى منحول. أو أنه مجرد عمل جماعي ومشترك مثل السير الشعبية،
خوسيه أنطونيو مارتينيز مونيوز ترجمة وتقديم: جعفر العلوني إننا أمام شاعرٍ يفتحُ بابَ القصيدة على الزّمن، لكي يفهمَه ويحاوره، حبّاً ومعرفةً. أمام شاعرٍ يترك أسلوبَه يتدفّق وفقاً للعصرِ والقضايا والموضوعات التي تشغله وتهمّه. ليس خوسيه أنطونيو مارتينيز مونيوز شاعراً ملتزماً؛ فهو لا يكفُّ عن ممارسة ا
خوان خوسّيه أريُولا | ترجمة: محمّد محمّد خطّابي في جُنح الليل، في ساعةٍ متأخرةٍ منه استيقظتُ فجأةً على شفا هوّةٍ سحيقةٍ عميقة الغور على حافة سريري. كان يتراءَى لي تصدّع جيولوجي من حَجَر كلسيّ مكسّر ذي ظلٍّ باهت، تحوّل إلى دوائر صغيرة جداً متلاشية الملامح، بواسطة بخار خفيف يبعث على الغثيان، وتحليق
حسن داوود ثلاث قصص يضمّها كتاب أليساندرو باريكو الصغير، أو هي ثلاثة لقاءات يحدث كل منها بين شخصيّتين تلتقيان بالصدفة. مكان الالتقاء هو الفندق، ذاك الذي أعدّ أصلا لاستقبال الخارجين من كنفهم الاجتماعي أو الحميمي. أما الوقت الذي يُجري فيه باريكو تلك اللقاءات الثلاثة فهو الليل في ساعاته الأكثر حلكة.
ترجمة سهيل نجم* في ذلك العمر ... وصل الشعربحثا عني. ولا أعرف، لا أعرف إن كانقد أتى، من شتاء ما أو من نهر.لا أعرف كيف ومتىلا لم يكن من أصوات، ولا كذلكمن كلمات ولا من صمتبل من شارع استدعيته،ومن اغصان ليلفجأة من بين ليال أُخر ،من بين حرائق عنيفةأو من العودة وحيدا،هناك كنت بلا وجهفتلبّسني.لم أك
مايكل سيمز | ترجمة: صالح الرزوق تبين أنه بمقدورك أن تنحر الأرض، وأن تكسرها مثل بيضة. وتبين أنه باستطاعتك أن تغتال البحر، وأن تسمم أولادك دون التفكير بهم. وداعا أيها الحمامة المسافرة، في يوم ما عدد كبير من الرجال ألقوا شباكهم على الأشجار وأطعموك الخنازير. وداعا يا طائر الوقواق الذي يضع بيو
صبحي حديدي كان الشاعر الأمريكي روبرت بلاي Bly (1923 ـ 2021) الذي رحل مؤخراً، أحد أبرز روّاد حركات التجديد العميق والراديكالي التي طبعت النتاج الشعري الأمريكي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، على صعد المحتوى والشكل معاً؛ خاصة الإبحار بقصيدة النثر الأمريكية عبر أكثر من عباب عاصف مضطرب، نحو شطآن
إيتالو كالفينو مدن وعلامات (5) لا أحد يعرف، أيها الحكيم قبلاي، أفضلَ منك أنه لا يجب أن يحدث خلطٌ بين المدينة والكلمات التي تصفها. ومع ذلك، هنالك صِلةٌ بين إحداها والأخرى. إذا وصفتُ لك أوليفيا، وهي مدينة ثريّة بالمنتجات والأرباح، لا أستطيع الكشف عن رخائها إلّا بالكلام عن قصور مزركشة بالتخاريم، ذا
ماخليوخون أوميرزاكوفا | ترجمة: إيفا شاهين يتسرّب الضوء من أحضان الجبال وتستيقظ الأشجار الحساسة ثمّة سلالٌ فارغةُ تتدحرج أسفل الشجرة. في الصباح الباكر تشعل أمي نار التنور خابزةً فيه الحنان وتشبعُ السلال بالعناق ممتنةً لذلك كلّ صباح. ترش الماء على الفناء الغافي موقظةً التربة الكسولة يبزغ
جانيت ونترستون | صالح الرزوق في يوم من الأيام وجد صديقان ثالثهما، ولم يحبا أحدا أكثر منه في كل العالم. ومباشرة تعاهدوا أن يعيشوا معا بمكان واحد، وأن يبحروا على متن سفينة واحدة، وأن يحاربوا معركة واحدة بقلب رجل واحد. وبعد ثلاثة شهور قرروا الخروج برحلة استكشاف. سأل أحدهم الآخر: عن ماذا يجب أن نبحث