الشعر - بابلو نيرودا

2021-12-08

ترجمة سهيل نجم*

 

في ذلك العمر ... وصل الشعر
بحثا عني. ولا أعرف، لا أعرف إن كان
قد أتى، من شتاء ما أو من نهر.
لا أعرف كيف ومتى
لا لم يكن من أصوات، ولا كذلك
من كلمات ولا من صمت
بل من شارع استدعيته،
ومن اغصان ليل
فجأة من بين ليال أُخر ،
من بين حرائق عنيفة
أو من العودة وحيدا،
هناك كنت بلا وجه
فتلبّسني.
لم أكن أعرف ماذا أقول، لم يكن لفمي
سبيل إلى الأسماء.
عيناي أصابهما العمى،
وتوهج شيء في روحي،
أُصبت بحمى أو اقتحمتني أجنحة منسية،
وشققت طريقي الخاص،
لفك مغالق
تلك النار،
فكتبت أول سطر خافت،
خافت، بلا فحوى،
مجرد كلام أجوف،
حكمة محضة
عن شخص لا يعرف شيئاً،
وفجأة رأيت
السماوات
تتفكك
وتنفتح،
وكذلك الكواكب
ونبض المزارع،
والظل المخرّم،
المليئ
بالسهام والنار والزهور،
والليل المتعرج، والكون.
وأنا، ذلك الكائن متناهي الصغر ،
في حالة سكر
بالفراغ النجومي العظيم،
وبالتماثل، وبصورة
الغموض،
شعرت بنفسي جزءاً نقياً
من الهاوية،
فتجولت مع النجوم،
وتحرر قلبي مني
متدلياً في قلب الريح.

*شاعر ومترجم من العراق







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي