
يحذر الأطباء من أن استخدام الهواتف المحمولة في وقت متأخر من الليل لا يضر فقط بجودة النوم، بل قد يؤدي أيضا إلى مشكلات صحية خطيرة، بحسب صحيفة "إزفيستيا".
فقد أظهرت دراسة طويلة الأمد أجراها علماء من إسبانيا، استمرت أكثر من 12 عاما وشملت نحو 460 ألف مشارك، وجود علاقة محتملة بين التعرض المستمر للضوء الليلي وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بنسبة تصل إلى 55%، خصوصا بين النساء. ويُرجَّح أن يكون السبب هو تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات على إفراز هرمونات الغدة الدرقية، غير أن الباحثين يؤكدون أن النتائج تحتاج إلى مزيد من التحقق.
ويشير الدكتور ليو جينغ، كبير الأطباء في قسم الطب النفسي بمستشفى أندينغ في بكين، إلى أن القراءة على شاشة الهاتف قبل النوم تؤدي إلى زيادة اليقظة وتثبيط إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم. ووفقا للدراسات، فإن استخدام الشاشات لأكثر من ساعتين يمكن أن يقلل إنتاج الميلاتونين بنسبة 22% ويؤخر الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم وتسارع شيخوخة الخلايا.
وفي دراسة أخرى أجراها المعهد النرويجي للصحة العامة على أكثر من 45 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاما، تبين أن كل ساعة إضافية من استخدام الهاتف قبل النوم تزيد خطر الإصابة بالأرق بنسبة 59%، وتقلل مدة النوم بمقدار 24 دقيقة في المتوسط. كما يسبب الاستخدام المطوّل للهواتف أثناء الاستلقاء إجهادا للعينين والرقبة، إذ يؤدي النظر من مسافة قريبة إلى ضعف العضلة الهدبية وعدم وضوح الرؤية، بينما يساهم وضع الرقبة الخاطئ في تشوه الانحناء الطبيعي للعمود الفقري العنقي.
ولا يتوقف التأثير عند هذا الحد، فالاستخدام الليلي للهاتف يرتبط أيضا بزيادة الشهية والرغبة في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية نتيجة ارتفاع هرموني الأدرينالين والدوبامين، ما يسبب تأخر النوم ويؤثر سلبا على جودة النوم العميق.
وينصح الأطباء بتجنّب استخدام الهاتف قبل النوم بما لا يقل عن ساعة ونصف، إذ يساعد ذلك الجسم على تنظيم الهرمونات وتعزيز إنتاج الميلاتونين بشكل طبيعي. كما يُستحسن تقليل سطوع الشاشة، وضبط الإضاءة المحيطة لتقليل إجهاد العين، مع الحفاظ على وضعية مناسبة تجعل العينين بمستوى الشاشة لتفادي آلام الرقبة والظهر.