«الجَحِيم»

2022-01-14

خوان خوسّيه أريُولاخوان خوسّيه أريُولا - ترجمة: محمّد محمّد خطّابي


في جُنح الليل، في ساعةٍ متأخرةٍ منه استيقظتُ فجأةً على شفا هوّةٍ سحيقةٍ عميقة الغور على حافة سريري. كان يتراءَى لي تصدّع جيولوجي من حَجَر كلسيّ مكسّر ذي ظلٍّ باهت، تحوّل إلى دوائر صغيرة جداً متلاشية الملامح، بواسطة بخار خفيف يبعث على الغثيان، وتحليق طيور سوداء اللون من بعيد، على ناصية غثاء شوائب المعادن، كانت تبدو لي في تلك الهوّة السحيقة قسمات مخلوق هزيل الجسم، يبعث منظرُه على الضّحك، وكأنّ الدوار قد أصابه، وقد توّج رأسه بإكليل من الغار، وهو يمدّ يده ويدعوني للنزول، رفضتُ بلطف وقد اعتراني رعبُ الليل، وأنا أقول في نفسى إنّ أيّ مغامرة في اتجاه باطن الأرض غالباً ما تنتهي بالمرء إلى السّطح، وإلى الكلام الذي لا طائل تحته .حاولتُ أن أُضيء النّور، وترکتُ جسمي يهوى من جديد في عمق رتابة القوافي، حيث كان يُسمع صوت متحشرج يمتزج فيه الكلام بالبكاء في آنٍ واحد .ويكرّر لي هذا الصّوت دون انقطاع، أنه لا يفوق آلام استحضار واستذكار وقت رغيد في زمن البؤس والتعاسة.

٭ يعتبر الكاتب خوان خُوسِّيه أريُولاَ من كبار كتّاب المكسيك المُعاصرين دون منازع، من مواليد عام 1918،وتوفي في مكسيكو سيتي عام 2001 .من أعماله: «مسامرات».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي