صدى موسيقى لم تكن ردّة فعل

2022-07-19

علي لفتة سعيد

موسيقاي

لم تخرج من معهدٍ

لم تخنق نفسها في إبريقٍ من فخار الجدران المغلقة

لم تنصت إلى بحّةٍ حنجرةٍ أكلها صدأ الخمول

لم تعلن من أقبيتها، أن لها وقع السحر

كي لا تطرب لنفسها

لم تزحف للضوء المحروث في بساتين الصحف

٭ ٭ ٭

موسيقاي

عزْف الشعر فيها يقبل القسمة على أنغامٍ من وجع الحروف

حركة الخيمة التي كلّما هاجت انتظرت(ريحًا لتنصبها)

لا ترسل موجتها لآذانٍ مغلقة، إلا على فتحات الصراخ

لا تبتعد عن أغاني المجرّات

لذا

أترنّم بالنغمة كلّما احتاجت أصابعي، كي تضبط إيقاعها

مرّة تكون أغنيةً

مرّة تكون قافيةٍ

مرّة تكون قصةً

ومرّة تكون صلاة

كلما دخلت علي مفاتنها، راقصتني كيف أشاء، بلا حلم

لذا

أنا أحمل عدّة حروفي

فلا أبحر في السفن الضيّقة

والأنهر اليابسة

والبساتين التي لا ظلّ لأشجارها

لا أقتفي أثر الراكضين قبلي

ولا ألتفت لما بعدي، ماذا يقولون

قد تكون خطواتهم قصيرة،

مثل قصبٍ لم ينبت في عمق الطين

أو مثل ظلّ يتحرّك تحت الأقدام

لذا

أنا ماضٍ كمن يشرب الشاي بتلذّذ العيون

ويقرأ الإعجاب مثل قارئة الفنجان

ويرقص مثل زنجيٍ لا يهتم إلا بحركات جسده

٭ ٭ ٭

موسيقاي

أنا ومن يشبهني، راكضون في حقول العنبر

فمن يعشق السنابل، سيجد في موسيقاي

نغمًا لا يحتاج إلى (خرّاعة خضرة)

يغمض عينيه

ويصغي إلى موسيقاي/ الحروف

٭ ٭ ٭

موسيقاي

لا تحجّ حيث يشاء البعض

ولا تلبس حجابًا للتورية

ولا تتشابه مع ضجيج الآخرين

٭ ٭ ٭

موسيقاي

قرعُ مخيلةٍ تراقص حيث تشاء

ترتّب الحركات حيث النغمة

فلا تفرّق بين الفلامنغو

أو رقصة زوربا

أو حتى الهيوة

والدبكة

فهي لا تعبث بالألحان

ولا تغنّي بصوتٍ لا يجيد الآذان

٭ ٭ ٭

موسيقاي

لا ترسم نهرًا كي تسبح فيه

ولا تخلط الألوان على سطح اللوحة

فيسقط على ( صدرية ) الرسام

حمامة أو غراب

ولا تقول أنا (حدّاد) حين تسودّ ملابسه

٭ ٭ ٭

موسيقاي

لا تنتظر شهادة تخرّجها

أو معادلة الحرف فيها

لتكون تخصّصا دقيقًا في الجامعات

موسيقاي

استلّت معناها من يتمٍ مبكّر

وفقرٍ لولاه لكان صخب الجريمة يصدح بين القضبان

لذا

ليس في إمكان الصياد المتربّص خلف الباب

أن يرى ما في النغم من معنى

فهو لا يجيد القراءة للنوتات

وقد وضع وقرًا كي لا يسمع إلا النشيج

٭ ٭ ٭

موسيقاي

تدور في الشوارع

لم تخالف أنظمة المرور

لكنها لا تسير مع الآخرين

تجلس في المقاهي

يعجبها أن تطرب على وقع قطع الدومينو

تحرّك أحجار الشطرنج

ترمي نرد الطاولة كي تقرأ حظّ اللعبة

لذا فهي تتنفّس ما يخرج من أوكسجين أشجار الناس

وتجلس على حافّة الرصيف لتسمع وقع أقدام الجميلات

ولا تصاب بالغرور

كاتب وشاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي