أسميتُكِ مريم

2022-07-17

بو شعيب كادر

المعركةُ في الداخل

ترحلُ الطيور مع تغيُّر الفصولِ

دون أن تأخذَ الإذن من أحد.

اشتريتُ شتلةً

وحين جئتُ بها إلى بيتي

رفعتُها من جذعها 

فكَّكتُ جذورَها برفق

حفرتُ تربتها بيديّ، وغرستُها

ثم رَشَشتها برفقٍ كما يرشّ اللهُ الجنّة

وقلتُ لها أزهِري في قلبي الظليل.

نَمَتِ الشجرة 

أسميتُها مريمَ

ذاتَ صباح فتحتُ باب بيتي

وقلت لها أُحبّكِ

أَأَجيءُ إليكِ

أم تأتينَ إليَّ؟

قالت: لم أعتقد مرّةً أننا كنّا أَحِبَّة

حتى نَتَعانق

قلتُ النجوم التي أسامرها كلَّ ليلة

لا تعرفني أيضاً

لكنّي أُكَلِّمها

وحين تهوي

 أندهشُ 

فأجري وراء شظاياها الساقطة.

قلتُ يا مريم 

أراكِ صباحاً فأفرح

كما يفرح سجينٌ يُطلُّ من فتحةِ جدارٍ على عصفور

أُحبُّ أوراقكِ المبلَّلة بندى الصباح

يا مريم

في القلب متّسعٌ للريحِ

والعواصفِ والشمسِ الحارقة

 فامنحيني هواءً نقيّاً

أستنشقه اليوم وغداً.

مرحباً بتفتُّحِ الزهر

مرحباً بأوراق الأشجار القُرمزية، الخضراء والبرتقالية

 مرحباً بالسناجب فَرِحَةً وهي تتسلّق الأشجار

مرحباً بالعصافير وهي تشرب

ماءَ أوراقها النديّة

وتأكل من ثمارها.

مريم

يا شجرةً يحتمي بظلّها الهاربون

علّميني أسرار التحوّل

الموت والولادة، الوهن والصمود

أيّ موسيقى تنصتين إليها

لتصيري بهذا الارتفاع والشموخ؟  

يا مريم ماذا يفعل النهرُ الأحمق في هذه المدينة

التي تنام فوق الماء؟

أسمع صفّارات إنذارٍ

العاصفةُ قادمة.

شاعر وأكاديمي مغربي مقيم في مدينة نيو أورلينز الأميركية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي