الطِّفل الأسبارطي

2022-07-05

نبيل منصر

رأسي لُفِظَتْ في الطريق.

وبسرعةٍ، قبل أن أتدحرجَ أسفل الجبل،

تَحرّرتُ مِن أرديتي الوَردية.

فَعلتُ ذلك بأظافري،

دون أن أهتمَّ لِسياط الشمس والبرد والأمطار.

تحت جِلدٍ كنتُ أركض، وكأنّني أركض

تحت سَقيفة ثابتة في وجه الرياح.

كُلُّ شَيء في العالَم ليس بحَوزتي،

لكن عينيَّ داهيتان في الرَّصد والمطاردة.

يَدي تنفصِلُ عنِّي فجأة،

فتمضي وَتعودُ إليَّ غانمة في مُعظم الأحيان،

دون أن يَفهَم أيٌّ مِنَّا ما يَحدُث.

لجراحِها الصغيرةِ لِسانٌ خَفيٌّ يَلعقُها بِتلذُّذ قِط،

وَعيونٌ مُشرئبَّة دَوْماً

فيما وراء الحواري والحدائق والأسوار.

أستيقظ في النهار، لكنَّني قَدِ لا أنام في الليل

لأنِّي أعيدُ مُشاهدة شريط ليلتي السابقة،

مُواصِلاً العضَّ والنشل والِاختباء،

 فلا أكاد أتعرَّفُ على نَفسي،

لا أكاد أحِسُّ بأنياب الثعلب تحت بُردَتي

لولا عُواؤه الدَّامي يُعكِّرُ صفوَ ابتسامة دَرَّبتُها

طويلاً

على الجوع والألم والصَّمت.

شاعر من المغرب







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي