"أفكار".. بين النضال النسوي وآثار الحرب الروسية

2022-06-22

منذ اندلاعها في نهايات شباط/ فبراير الماضي والحرب الروسية على أوكرانيا تستحوذ على حيّز كبير ممّا تقترحه المجلّات الفكرية والثقافية، وهو ما ينطبق على مجلّة "أفكار" التي تصدر بالفرنسية والإسبانية ويشترك في تحريرها "المعهد الأوروبي للبحر المتوسّط" ومركز "الدراسات الخارجية" في مدريد.

في عددها الجديد، (65، ربيع 2022)، تخصّص المجلّة باب "أفكار سياسية" لعدد من المقالات التي تحلّل تأثير ومضاعفات هذه الحرب على العالَم العربي، والمتوسّط بشكل عام، أو النظرة العربية إليها، كما في مقال للباحث يوسف شريف، الذي يشير إلى أن ازدواجية المعايير الأوروبية في التعامل بشكل مختلف مع المسألة الأوكرانية، يدفع بعض الشرائح الاجتماعية في المغرب العربية للوقوف إلى جانب روسيا.

بدورهما، تحلّل الباحثتان لورد فيدال برتران وعايدة طريدي راهن المسألة السورية على ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تُشبه إعادة بطيئة لما قامت به روسيا في مدن سورية. لكنّ التكرار لا يشمل الموقف الأوروبي من روسيا، الذي تذكّر الباحثتان بازوداجيته واختلافه بين ما جرى في سورية وما يجري اليوم في أوكرانيا.

وتخصّص المجلة قسم "نظرة واسعة"، وغلافها، لقضية "المرأة والتحوّل الاجتماعي" في العالَم العربي، حيث تتساءل الباحثة فالنتين مقدّم عن راهن "تمكين المرأة" في البلاد العربية، مشيرة إلى  بعض القوانين الذاهبة في هذا الاتجاه، وإلى بعض "الثغرات"، ولا سيما الاقتصادية، التي تعيق تحقيق التمكين بالشكل الكافي.

ومن المقالات التي تقترحها المجلّة في هذا السياق أيضاً "البحث عن التضامن في ظلّ الإرهاق" للباحثة كارمن جحا، التي تتّخذ من الحالة اللبنانية مثالاً لتسمية المعضلات البنيوية التي يواجهها النضال النسوي، وفي مقدّمتها النظام السياسي المبنيّ على أساس المصلحة للرجال، و"الدولة العميقة"، ذات الطابع الديني، التي تعطي أيضاً الأفضلية للرجل على حساب المرأة. وإضافة إلى هذين العاملين وغيرهما، تشير الباحثة إلى "الإرهاق السياسي" لدى الناشطات النسويات، وترى أنه بات التعبير الأساسي عن راهن النضال النسوي العربي الآن، حيث تجد المرأة نفسها أمام حملٍ من المخاوف والتهديدات والمسؤوليات يفوق طاقتها، كما تواجه جداراً منيعاً من الصعوبات التي تعيق حصولها على الحقوق التي تريد الحصول عليها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي